الوطن

حادث خلدة ليس عرضياً وقد يكون بداية لأحداث أكبر

 

} عمر عبد القادر غندور*

ما حصل عصر ومساء أول أمس في خلدة ليس حدثاً عابراً ابن ساعته، بل خطة مدبّرة تتماهى مع ما حدث في جريمة كفتون، ولها علاقة بالتأزّم السياسي والاقتصادي والتدخل الخارجي، بدليل خروج المسلحين الى طريق الناعمة والحيصة في عكار، وهي أماكن بعيدة عن ساحة اشتباك خلدة، وخروج بعض السياسيين بتصريحات فظة تتهم أحزاباً بعينها، وتطوّع أحد المشايخ للتصريح بكلام يحاكي ما يقوله بعض أطراف الاشتباك.

ونحن نعتقد، ونرجو أن نكون مخطئين، انّ حادث الأمس هو مقدّمة لحرب طائفية مذهبية لا يخمدها إلا أهل الحكمة والدين والرأي السديد، وانّ نشاط قطاع الطرق في الشوارع والأتوسترادات من شأنه ان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه !!

نحن ننتظر في الأشهر الثلاثة المقبلة أحداثاً جساماً لها علاقة بالانتخابات الأميركية تتمظهر بالتحركات الاستفزازية للعدو الإسرائيلي، والتهجّم الصريح والعنيف على المقاومة، والإفادة عن الانقسام الشديد في التركيبة اللبنانية، والحملة الإعلامية الفاجرة التي تشنّها الأدوات الرخيصة كذباً وافتراء واختلاقاً، إضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحوّلت الى سوق عُكاظ للسباب والشتيمة وإثارة الغرائز.

كلّ هذه المظاهر من شأنها أن تزيد النار اشتعالاً والأحقاد تفاعلاً.

ولا نظنّ أنّ غالبية اللبنانيين يريدون مثل هذا الحريق، وفيهم من يدرك أنّ النار ستلتهم أولاً من يلعب بها، وقد غاب عن أذهان الأدوات أنهم مكشوفون وبالأسماء والعناوين وهم أعجز من الدفاع عن أنفسهم، وأنّ النار متى نشبت فلن تترك احداً

وكان لافتاً انّ محطة CNN  الأميركية أشارت الى حادث الأمس في خلدة بالقول: اشتباك بين الإيرانيين والعشائر العربية في خلدة. وهذا من باب محاولة إظهار أنّ إيران هي عدوة العرب وليس «إسرائيل».

ولكن يبقى الرهان على العناية الإلهية التي ستحفظ ان شاء الله لبنان وتحمي مواطنيه ونسيجه الاجتماعي والذي طالما كان عنواناً للتعايش والتلاقي والسلام على مدى عقود وعقود وسيستمرّ الى ما شاء الله.

 

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى