الوطن

استشارات التأليف في عين التينة غداً

مصطفى أديب رئيساً مكلّفاً تشكيل الحكومة بتسعين صوتاً: نأمل اختيار فريق عمل متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص

 

أفضت الإستسارات النيابية الملزمة التي أجراها أمس، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، إلى تكليف السفير مصطفى أديب بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً للرئيس المستقيل الدكتور حسّان دياب، بعد أن نال 90 صوتاً من أصوات الكتل النيابية. وذلك بعد أن أبلغ الرئيس عون رئيس مجلس النوّاب نبيه بري حصيلة هذه الإستشارات، فيما تم استدعاء أديب الى القصر الجمهوري لتكليفه.

وفيما اكتفى الرئيس برّي وهو يغادر القصر الجمهوري، بالقول «عقبال الحكومة في أسرع وقت». قال أديب إثر تكليفه «الوقت ليس للكلام والوعود والتمنيات الوقت هو للعمل»، مضيفاً «نامل أن نوفق بالمهمة لاختيار فريق عمل متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق مع مجلس النوّاب لإجراء الإصلاحات».

وأكد أنّ «قدرنا أن نتغلب على الأحزان والأوجاع وننهض بوطننا وإيماننا ثابت بالله وببلدنا وقدرته على النهوض».

رؤسا الحكومات السابقون

وفي شريط الاستشارات، سمّى الرئيس نجيب ميقاتي السفير أديب لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، وقال إنه «لا يمكن لشخص لوحده أن «يشيل الزير من البير»، لذلك يجب أن نكون يداً واحدة وقد اخترت مصطفى أديب لكي يكون جزءاً من عملية الإنقاذ».

وأضاف «أتشرف أن يكون مصطفى أديب مقرّباً منّي، لكنني لست من طرح اسمه لتولي منصب رئيس الحكومة وإنما الرئيس سعد الحريري»، متمنياً أن «يتمّ تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن فلم يعد لدينا رفاهية إضاعة الوقت».

بدوره، سمّى الرئيس سعد الحريري السفير أديب، وأكد «أنّ الإصلاحات باتت أمراً واجباً لاستعادة ثقة الخارج وكلنا نعلم الظروف التي أوصلت البلد الى هذا الوضع». وأضاف، أنّ «البلد لا يحتاج إلى مناورات وإنما للحلول والنهوض والتقاء بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعمل مع المجتمع الدولي لكي ينهض لبنان من تحت الركام الذي غطاه».

وذكر أنه «في السابق لم يكن هناك تعاون بين الأفرقاء والتجربة السابقة كانت فاشلة»، مؤكداً أنّ «هدفنا الأول يجب أن يكون إعادة اعمار بيروت وللوصول إلى الهدف المنشود يجب أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين حققوا نجاحات في تاريخهم وليس حكومة تكنوقراط».

من جهته، أعلن الرئيس تمام سلام أنه سمى أديب، مشيراً إلى أن «حمله سيكون ثقيلاً على أمل ان ندعمه ونوفّر له ما يلزم لننتقل إلى مرحلة أفضل».

الفرزلي

وأكد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي من قصر بعبدا أنه «تحفظ ولم يضع إلا ورقة بيضاء بيد رئيس الجمهورية»، متسائلاً «متى كانت الحكومة تأتي من غير الإختصاصيين؟»، واعتبر أن «كلّ هذه التّسميات هدفها الدوران حول حكومة سياسية أو تكنوسياسية».

كتل ونواب منفردون

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال بعد لقاء الرئيس عون «باسم كتلة الوفاء للمقاومة أبلغنا فخامة الرئيس موافقتنا الصريحة والواضحة على الغسم المطروح لتشكيل الحكومة الدكتور مصطفى أديب»، مضيفاً أن «الكتلة أبدت استعدادها الكامل للتعاون الإيجابي».

ودعا الجميع إلى «مثل هذا التعاون لما فيه مصلحة لبنان لتحقيق الاصلاحات وإعادة إعمار بيروت وتثبيت الأمن والاستقرار والنهوض بالوضع الاقتصادي».

وقال النائب سمير الجسر باسم «كتلة المستقبل» «جرى ابلاغ الرئيس قرار الكتلة تسمية الدكتور مصطفى أديب لتكلفه رئاسة الحكومة العتيدة».

من جانبه، قال النائب فريد الخازن باسم كتلة «التكتل الوطني»: «قررنا أن نسمي السفير أديب رئيساً للحكومة»، آملاً أن يتم تأليف حكومة من شخصيات نزيهة وكفوءة كفها أبيض ونظيف، قادرة على العمل على مشروع إنقاذي للبنان.

وأعلن النائب تيمور جنبلاط أن كتلة «اللقاء الديمقراطي» قرّرت «تسمية الدكتور أديب لرئاسة الحكومة وعدم مشاركته فيها» وتمنى على الحكومة الجديدة الحفاظ على ما تبقى من اتفاق الطائف وتنفيذ الإصلاحات.

وقال عضو الكتلة الوسطية المستقلة النائب جان عبيد من قصر بعبدا إنه «لاعتبارات عديدة منها التاريخ والصداقة والأفكار نرشّح مصطفى أديب ونأمل أن تكون مهمته مسهلة».

وأكد النائب وليد سكرية باسم «اللقاء التشاوري» أنه قررنا عدم عدم تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة»، وقال «لم نسمِّ لأسباب عديدة. كلنا نعرف أن البلد يواجه تحديات طارئة كانفجار بيروت وما يتطلبه من معالجة سريعة إلى معالجة الوضع الاقتصادي في لبنان خصوصاً الدين العام، وتحدي نظام سياسي جديد للبنان القرن الواحد والعشرين».

وأضاف «تفاجأنا بتسمية رئيس حكومة لا نعرف برنامجه السياسي ولا نعرف خلفيته أو البرنامج الذي اتفق عليه».

وقال النائب جورج عدوان باسم تكتل «الجمهورية القوية» إن «الكتلة اختارت تسمية نواف سلام لتشكيل حكومة، لأن معه لا توجد تجارب مجهولة ونعرف نظرته السيادية وعلاقاته الدولية وقراره بيده». وأضاف «كحزب «قوات لبنانية» نشارك بالاستشارات لنثبت مرة جديدة أننا نستطيع من خلال المؤسسات نقل وجهة نظر الناس، وليس من الضروري أن نستمر بتجربة المجرب»، مضيفا أن «الوقت حان لأخذ خيارات لتغيير الوضع المؤسف والمتعب».

النائب ميشال ضاهر قرر تسمية الوزيرة السابقة ريا الحسن لتشكيل الحكومة، فيما لم يسمّي النائب شامل روكز أي أحد لرئاسة الحكومة، تاركاً المجال أمام الاستشارات.

كما قرر النائب اسامة سعد عدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة الجديدة، وقال «لم أحضر إلى القصر الجمهوري لتسمية أحد لأن التسمية أوكلت لجهات واستخبارات وتفاهمات ما كانت من الشرق أو الغرب» معتبراً أن «الاستشارات النيابية باتت شكلية ولزوم ما لا يلزم ولم تعد شأناً نيابياً»، داعياً إلى «تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تشريعية مرتبطة بالأزمات المستحكمة»، وقال «كفى تجارب فاشلة واستهتاراً بالبلاد وانحداراً بالسياسة وإنكاراً لمطالب الناس بالتغيير والمحاسبة».

النائب جميل السيّد لم يسمّ أحداً لرئاسة الحكومة، في حين أعلن النائب فؤاد المخزومي تسمية السفير نواف سلام.

بدوره، قال النائب جهاد الصمد إنه «التزاماً مني بالمسؤولية ونظراً لما يمر به البلد ونظراً للاستهزاء والاستخفاف بمقام رئاسة الحكومة سميت شخصاً مستقلاً صاحب كفاءة وعلم ومعرفة هو المهندس الفضل شلق».

من جهته، قال رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل من قصر بعبدا، إن «التكتل قرر تسمية السفير مصطفى أديب لرئاسة الحكومة، استجابة ونزولاً عند خيار القوة السياسية الأكثر تمثيلاً في موقع رئاسة الحكومة وثانياً لأنه من أصحاب الاختصاص والخبرة وثالثاً للجانب الشخصي المتعلق بمعرفتنا بسفير لديه الحسّ الوطني والأخلاق والقدرة على التواصل مع المجتمع الدولي».

وتابع باسيل «طالبنا ونكرّر المطالبة بحكومة منتجة فاعلة تلتزم برنامجاً إصلاحياً محدداً بالبنود والزمن لتنفيذه»، مؤكداً أن «علينا جميعاً تقديم الالتزام بالإصلاح ولو كان توقيعاً أمام الشعب اللبناني والاستفادة من زيارة الرئيس الفرنسي لتأكيد هذا الالتزام أمام المجتمع الدولي وسنقدم كل التسهيلات المطلوبة لتشكيل الحكومة».

وختم «استباقاً لكل ما سيقال تكتلنا سيكون الجهة الدافعة للتسهيل والإسراع في تشكيل الحكومة».

وأعلن النائب طلال أرسلان باسم تكتل «ضمانة الجبل» تسمية السفير أديب آملاً أن «تلتزم هذه الحكومة ببرنامج عمل واضح وصريح محدد بوقت زمني معين لإنقاذ البلد».

بدوره، أعلن النائب أغوب بقرادونيان باسم كتلة «نوّاب الأرمن» أن الكتلة قررت تسمية السفير أديب متمنياً «تشكيل حكومة انقاذية تمثل أكبر نسبة من الشرائح اللبنانية بما في ذلك ممثلين عن المجتمع المدني»، كما تمنى أن «تكون أولوية الحكومة محاربة الفساد وإنقاذ البلد من الأزمة المالية وإعادة إعمار بيروت والتعويض الفوري عن المتضررين».

واختتم رئيس الجمهورية شريط الاستشارات النيابية بلقاء وفد كتلة «التنمية والتحرير» وبعد اللقاء، تحدث النائب أنور الخليل باسم الكتلة، وقال «تماشياً مع ما أعلنه الرئيس نبيه بري من موقف صريح لتأييد من يرشحه الرئيس الحريري، فإننا سمينا السفير مصطفى أديب ليكون المكلّف في تشكيل الحكومة العتيدة، متمنين له التوفيق في مهامه لتأتي حكومة جامعة وقادرة متجانسة ومنتجة من أخصائيين مشهود لهم بالخبرة والكفاءة ونظافة الكف وحسن السيرة، تنكب على إنجاز الإصلاحات المطلوبة، وحكومة إنقاذ مالي واجتماعي تتمكن من انتشال لبنان من هذا المستنقع الذي هو فيه ومن استعادة الثقة من جميع اللبنانيين ومن المجتمعين العربي والدولي».

إلى ذلك، أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب، أن استشارات التأليف ستُجرى في مقر رئاسة مجلس النوّابعين التينة يوم غد الاربعاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى