الوطن

«إذا وصل داعش إلى تدمر سيكون لبنان هدفاً له» نصر الله: منفتحون على أيّ نقاش هادئ للوصول إلى عقد سياسي جديد

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، التزام الحزب القاطع برفض الكيان الصهيوني الغاصب ورفض الاعتراف به،  مشيراً إلى أنه «لا يمكن الاعتراف بهذا الباطل». وأعلن أن  قرار الردّ على استهداف «إسرائيل» عناصر حزب الله، هو قرار قاطع وحاسم، مشدّداً على أن المعادلة التي يجب أن يفهمها «الإسرائيلي» جيداً هي أنه «عندما تقتل لنا أخاً سنقتل لك جندياً والمقاومة جديّة في إنجاز هذه المهمة». ونبّه من محاولة جديدة لإعادة إنتاج تنظيم «داعش» في العراق وسورية، محذراً من أنه «لو قدّر لتلك المجموعات الوصول إلى تدمر سيكون لبنان هدفاً يتطلعون إليه».

وأكد «أننا منفتحون على أي نقاش هادئ للوصول إلى عقد سياسي جديد شرط أن يكون النقاش والحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية».

كلام السيد نصر الله جاء في كلمة متلفزة أول من أمس لمناسبة ذكرى عاشوراء، استهلها بالقول «عندما يسود الباطل ويصبح هو الحاكم والمتحكم ويضيع الحق ويصبح الحق غريباً بل يصبح مداناً، حينها المطلوب من كل المؤمنين والشرفاء والأحرار موقفاً للاحتجاج قد يصل أو يصل إلى مستوى الشهادة».

حق الفلسطينيين بفلسطين

ولفت إلى أن «هناك حقاً واضحاً لا لبس فيه، حق الشعب الفلسطيني بكامل فلسطين من البحر إلى النهر، وحق الشعب السوري بالجولان المحتل، وحق الشعب اللبناني بباقي أراضيه المحتلة»، مشيراً إلى أنه «اليوم في مواجهة فرض الباطل، من يقف إلى جانب الحق ويتمسك فيه هم المقاومون لهذا الاحتلال».

وأكد أننا «سنبقى إلى جانب كل من يواجه الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية»، معتبراً أن الشعوب في منطقتنا تريد أن تعيش كريمة وحرة، وخيراتها لها وسيدة قرارها في مقابل الهيمنة الأمريكية».

أميركا تمثّل الباطل

ورأى أن «السعودي والإماراتي في الحرب المفروضة على اليمن هم أدوات عند الأميركي وينفّذون رغبات وقرارات الأميركي»، لافتاً إلى «أن الباطل اليوم تمثله الولايات المتحدة الأميركية التي تنهب الشعوب وتسلب المال، وهي تمثل هذا الباطل الواضح والصريح»، وقال «في العاشر من محرم لا نستطيع الا ان نكون الى جانب الحق في مواجهة الباطل الأميركي».

وأوضح «أن من أكبر مظاهر العدوان والطمع والتدخل الأميركي في منطقتنا هو العدوان المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران»، متحدثاً عن حروب مفروضة وعقوبات وحصار وتواطؤ دولي وإقليمي.

«الإسرائيلي» كذّب الإماراتي

وأكد إدانة كل محاولات الإعتراف بـ»اسرائيل» من أي جهة صدرت، وإدانة أي شكل من أشكال التطبيع، مجدداً إدانة موقف بعض المسؤولين في دولة الإمارات الذين لم يحفظ لهم رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو حتى ماء الوجه، ورأى في أي اتفاقية من هذا النوع خيانة.

وأشار إلى أن «العدو «الإسرائيلي» لم يعترف لبعض المسؤولين الإماراتيين تبريرهم لخطوة التطبيع بل خرج «الإسرائيلي» ليكذّبهم في يوم إعلان التطبيع»، ورأى أن ما قامت به الامارات هو خدمة مجانية للرئيبس الأميركي دونالد ترامب في أسوأ ايامه السياسية وخدمة مجانية لنتنياهو في أسوأ أيامه السياسية.

وأضاف «كما انتصرنا خلال كل السنوات الماضية في لبنان وفلسطين واليمن وسورية والعراق وانتصرت إيران، فإن مستقبل هذا الصراع هو الانتصار الآتي والمسألة مسألة وقت».

مع الإصلاحات إلى أقصى حد

وعلى الصعيد الحكومي، أمل السيد نصرالله «أن تتمكن الكتل النيابية في مجلس النواب اللبناني من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية لتشكيل الحكومة الجديدة»، مؤيداً الذهاب إلى الإصلاحات في لبنان إلى أقصى حد ممكن، ومحذراً من الفراغ.

وقال «قد يأتي أحد من الخارج أو الداخل يفترض مجموعة مطالب ثم يقول هذه مطالب الشعب اللبناني». وإذ أشار إلى أننا «كلنا متفقون على أن أي دولة أو مؤسسة في نظامنا السياسي يجب أن تستجيب لمطالب الشعب اللبناني»ن تساءل «كيف نحدّد مطالب الشعب اللبناني؟ هل نعتمد أسلوب المظاهرات مثلاً؟ إذا نزل عدة مئات أو عدة آلاف إلى الشارع وطرحوا مطالب، هل هذه هي مطالب الشعب؟».

ونبّه إلى أنه «لا يقدر أحد في لبنان مرجعية دينية أو غيرها أن يقول هذا لا يريده الشعب اللبناني أو زعيم سياسي يقول هذه إرادة الشعب اللبناني».

وتابع  «نحن في حزب الله وفقاً للأرقام أكبر حزب سياسي في لبنان وأكبر جمهور لحزب سياسي في لبنان ولكن لا ندّعي أننا نعبّر عن كامل إرادة الشعب اللبناني بل نعبّر عن إرادة من نمثّلهم»، كما تساءل «من قال إن الشعب اللبناني يريد حكومة مستقلة أو حياديين او تكنوقراط أو سياسية؟».

لإعلان نتائج التحقيق الفني

وأكد «أننا منفتحون على أي نقاش هادئ للوصول إلى عقد سياسي جديد شرط أن يكون النقاش والحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية»، مذكّراً بأنه « قبل سنوات تحدثت عن مؤتمر تأسيسي لتطوير الطائف ونذكر حينها ردود الأفعال من بعض الجهات والمرجعيات».

ودعا الجيش اللبناني لإعلان نتائج التحقيق الفني بحادثة مرفأ بيروت لأن إعلان النتائج سينهي الكذب والافتراء، مؤكداً «المتابعة القضائية الحازمة لحادثة انفجار المرفأ ويجب على المسؤولين في السلطة القضائية متابعة هذا الأمر دون أي حسابات».

وحذّر السيد نصرالله من «محاولة جديدة لإعادة إنتاج داعش في العراق وفي سورية وفي شرق الفرات الجيش السوري ومجموعاته يقاتلون هذه المجموعات»، معتبراً أنه «لو قدّر لتلك المجموعات الوصول إلى تدمر سيكون لبنان هدفاً يتطلعون إليه وعلينا أن نكون حذرين».

ورأى أن ذكرى اختطاف الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه «هي ذكرى وطنية جامعة والإمام الصدر هو إمام المقاومة»، مؤكداً «عمق العلاقة مع حركة أمل خلافاً لغايات الكثيرين».

تثبيت ميزان الردع والحماية

وأشار إلى أنه «منذ عدة أسابيع وفي غارات صهيونية على محيط مطار دمشق سقط لنا أخوة شهداء ومن بينهم أخونا علي كامل محسن»، وأضاف «هدفنا بالرد هو تثبيت ميزان الردع والحماية»، لافتاً إلى أن «الإسرائيلي لوحده مع صدور بيان المقاومة وقف على إجر ونص من البحر إلى أعالي الجبال»، مؤكداً أنه «لو أردنا القيام برد من أجل الاستعراض الإعلامي لكنا فعلناها من اليوم الأول».

وشدّد على أن المعادلة التي يجب أن يفهمها «الإسرائيلي» جيداً هي أنه «عندما تقتل لنا أخاً سنقتل لك جندياً والمقاومة جديّة في إنجاز هذه المهمة».

وأضاف «الإسرائيلي كان يريد مما فعله في ميس الجبل وحرق المنطقة أن نذهب إلى التراشق الناري ويضيع دم شهيدنا. بالنسبة لنا قرار الرد قرار قاطع وحاسم وبصراحة لسنا مستعجلين وموضوع استهداف بيت في قرية الهبارية موضوع في الحساب وكل تهديدات نتيناهو وغانتس وكوخافي لن تثنينا».

وتطرق السيد نصرالله  إلى فيروس كورونا، مشدداً على «أن الالتزام بالإجراءات الوقائية من الفيروس هو واجب شرعي وديني».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى