عربيات ودوليات

بروكسل تطالب بوقف التصعيد في شرق المتوسط وأنقرة تؤيّد التفاوض وتصف محاولات الاستيلاء على ثروات المتوسط بـ«الاستعمار الحديث»!

 

جدّد الاتحاد الأوروبي، أمس، تضامنه مع اليونان وقبرص في أزمتهما القائمة مع تركيا، مطالباً أنقرة بـ»وقف التصعيد شرقي المتوسط بعد إعلانها تمديد عمليات التنقيب عن مصادر الطاقة، التي يرفضها البلدان».

وقال الناطق الرسمي باسم مفوضية الشؤون الخارجية بالمفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، في إحاطة إعلامية، حول قرار تركيا تمديد عمليات التنقيب في البحر المتوسط، «موقفنا يبقى واضحاً بناء على استنتاجات مجلس الشؤون الخارجية الأخير، فالاتحاد الأوروبي متضامن مع قبرص واليونان وتبقى توقعاته من تركيا أن تخفض التصعيد في المنطقة وتغير تصرفاتها».

وجدّد التأكيد على «إمكانية فرض عقوبات وإجراءات إذا لم تغيّر تركيا تصرفاتها»، مضيفاً «نأمل أن تأخذ تركيا هذا بالاعتبار، وأن تنخرط في مفاوضات مع جميع الأطراف كي لا نأخذ طريق العقوبات».

من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محاولات «الاستيلاء» على ثروات المتوسط، التي هي حق لكل بلد يطل عليه، تعد وجهاً جديداً من وجوه «الاستعمار الحديث».

وأضاف الرئيــس التركــي، خــلال مشاركته بحفل افتتاح العــام القضائي الجــديد، أن «محاولة حبس تركــيا في نطاق ســواحلها من خلال جزيرة ميــس اليونــانية الــتي تبلغ مساحتها 10 كيلومــترات مربع فقط، أبرز تعبــير عن الظلم وعــدم الإنصاف».

وفي إشارة إلى اليونان، قال أردوغان إن «محاولات الدفع بدولة لا تنفع نفسها لمواجهة قوة إقليمية ودولية مثل تركيا، باتت أمراً مضحكاً»، معتبراً أنّ «التصريحات الدبلوماسية والسياسية الخداعة لم تعد كافية للتغطية على ظلم الدول التي تظن نفسها عظيمة وقوية ولا تُهزم».

وأكد الرئيس التركي أن «فعاليات تركيا في شرق المتوسط وبحر إيجه، تستند إلى مبدأ البحث عن الحق والعدالة».

يشار إلى أن أنقرة مددت أمس عمل سفينتها الاستكشافية «أوروتش رئيس» حتى الثاني عشر من أيلول الحالي.

فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده تؤيّد «الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كافة الأطراف حول شرقي البحر المتوسط، من أجل تحقيق التقسيم العادل».

وقال تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك، أمس، مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم في أنقرة: «نحن مع الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كافة الأطراف حول شرقي المتوسط لتحقيق التقسيم العادل».

وحول نقل اليونان جنودها إلى جزيرة «ميس» التي تبعد كيلومترين عن قضاء «قاش» بولاية أنطاليا، قال الوزير التركي: «إذا تجاوز حجم التسليح حده فإن اليونان ستكون هي الخاسرة».

وأشار إلى أن «الخطوات الأحادية من الطرف اليوناني تهدف إلى استبعاد تركيا من شرق المتوسط».

وصرّح تشاووش أوغلو، بأنّ «العلاقات الثنائية مع الجزائر، في مستوى ممتاز في جميع المجالات»، مشدداً على «ضرورة المضي قدماً في هذا الاتجاه».

وذكر أنه «بحث مع بوقادوم قضايا إقليمية وخاصة الملف الليبي»، لافتاً إلى أنّ «الأحداث في ليبيا أثرت على الجزائر باعتبارها جارة حدودية».

وأكد على «أهمية وقف إطلاق النار لتحقيق الحل السياسي في ليبيا، وأنّ تركيا تدعم العملية السياسية منذ البداية».

وأوضح أنّ «الجنرال الليبي خليفة حفتر لا يؤمن بالحل السياسي ووقف إطلاق النار، بل يريد الحل العسكري فقط».

وأعلنت السلطات التركية، أول أمس، تمديد عمل سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في منطقة شرق البحر المتوسط حتى 12 أيلول الحالي.

وتأتي الخطوة وسط توترات قائمة بين تركيا واليونان وقبرص، حول الحدود البحرية لكــل منها وحقوق التنقيب عن الغاز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى