أخيرة

الأمين مسعد حجل والدكتور عدنان منصور

} سامي مظلوم

من ملبورن استراليا، نكتب لكم ونشارككم أحزان وهموم الوطن لأننا شعب واحد، مُقيمين ومُغتربين، أرضنا، وطننا، لبناننا، جراحنا، كلّها واحدة في وحدة حياة ومصير

كتب الدكتور عدنان منصور كلمة في جريدة «البناء» الغرّاء، أطلعت عليها وقرأتها مرّات عدة، هزّت وجداني والأعماق، لأنني على معرفة واعية وقوية مع المكتوب عنه، ومع الكاتب

يقول د. عدنان منصور «لم يشهد حزبٌ في العالم كله أن انتمى إليه عضوٌ دائم وبقي فيه حتى الآن، يعني لمدة ثلاثة وثمانين عاماً ولا يزال، لا يزال مُستمراً في تأدية عمله وواجباته بكلّ عزيمة ودقة وحيوية دون توقف».

هو ثابت لا يتزعزع عن إيمانه وولائه عملاً وتجسيداً لقَسَمه: «وإيماناً لي وشعاراً لبيتي»…

مسعد حجل الأمين الأمين، القدوة في إيمانه الأزلي السرمدي بتعاليم النهضة القومية الاجتماعية وباعثها المؤسس الزعيم أنطون سعادهله التحية والسلام من عالم انتشارنا، وله نخبٌ حضاري خاص في مئوية إنسانه الجديد وفي دروب نضاله المُلتحم بالتضحية والعطاء، وعلى طول الـ 85 سنة من الصراع، هو اليوم يتخطى القرن الأول من عمره على هذه الأرض المباركة، وهو هو ينشر مُجسّداً المُثل العليا لحركة حياة الأمة والإنسانيّة، ينشر مبادئ الحق والخير والجمال والمحبة والعدالة، بين ناسه في الوطن وعبر الحدود، مسعد حجل الإنسان الجديد، في سلوكه المناقبي النهضوي وفي مسيرته الحياتيّة التنويريّة الرسوليّة الكريمة

أوافق الدكتور عدنان منصور أنّ هذا المناضل القومي الإنساني مسعد حجل يستحقّ أن يدخل موسوعة غينيس ونشاركه الدعوة لتحقيق ذلكلا بل أقترحه لأنه صانع سلام وناشر رحمة وطمأنينة بين الناس ينشد ثقافة الوعي والإنقاذ.

وبناءً على كلّ هذه الفضائل في هذا الكبير أرى أنه يستحقّ جائزة «نوبل»، لأنّ «نوبل» أرادها أن تكون وتُمنَح للمبدعين الذي عناهم «نوبل» هو أوصى بجائزته للذين يصنعون السلام ويُناضلون كمسعد حجل من أجل السلام القوميّ لأمته، والسلام لهذا العالم المضطرب.

د. عدنان منصور أنت كبير ووفي للكبار، نرفع تحية محبة وتقدير لك من أستراليا، وأودّ أن أدوّن ما ذكرته في قصتي، كتاب سيرتي، عدنان منصور في ثمانينيات القرن الماضي حدّد ونظّم وأطلق صرحاً دبلوماسياً لبنانياً مرموقاً في مدينة ملبورن وعموم ولايات أستراليا العظيمة، هو القنصل العام، وهو الأخ والصديق والمُحب لكلّ ناسه في المغترب الأسترالي، فنحن لن ننساه، والتاريخ تاريخ جاليتنا وحضورنا الاجتماعي والاقتصادي والثقافي العمراني في أستراليا يشهد على ما أكتب وأدوّن وأقول، «التاريخ يُسجّل الأفعال» هكذا يقول التاريخ لنا، نعم في زمن التفرقة والانقسامات والاقتتال ساهم سفير الكلمة الواعية ورجل المهمات عدنان منصور في بناء وحدة حقيقيّة لجاليتنا، ناضلنا سوية هنا في لقاءات ومحاضرات وندوات ومهرجانات جمعتنا، فتوصّلنا بعد عملٍ مضنٍ وطويل مع كلّ فعاليات وأحزاب ومؤسسات الجالية بكلّ أطيافها، توصّلنا إلى عقد ميثاق شرف، يحافظ على وحدة الاغتراب وتفعيل قوة المغتربين في عملية الإعمار والبناء، تمَّ ذلك العام 1990 ونشر وعمّم عبر كلّ وسائل الإعلام وبكلّ المحطات هنا في أستراليا وفي لبنان. نحن في أستراليا ننعم في حياة وفاقية بين الجميع من أجل أن يكون لنا حضور ثقافي، اقتصادي، عمراني في هذا المجتمع المتعدّد الحضارات أستراليا.

نداؤنا من القلب والعقل والوجدان وباسم كلّ أهلنا هنا وجالياتنا المنتشرة في أصقاع العالم أن نعمل جميعاً من أجل لبنان الموحّد. رهاننا على شعبنا وعلى حسّه الوطني السليم ونحن واثقون أننا سنربح الرهان ونبني لبنان المنتمي إلى حضارته وتاريخه الذي هو تاريخ اتصال وليس تاريخ انفصال.

 وعلى ذكر ميثاق الشرف في ملبورن أحيّي كلّ مؤسسات الجالية وكلّ أحزابها وهيئاتها، وأصدقائي في العمل الدؤوب لتحقيق وحدة الجالية، الإعلامي طوني شربل، أ. محمد صوفان، كما أحيّي إنسانية الصديق الكبير د. عدنان منصور. أستراليا تتذكره بالخير فهو من مرجل البركة والإيمان وسيبقى المناضل الذي نحترم… ولحضرة الأمين القدوة، الأمين الكبير مسعد حجل، نتمنّى له في مئويّته وربيعه الجديد في إنسانه الجديد، العمر الطويل، الذي يستحقه في حياة العزّ والبطولة المؤمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى