الوطن

إجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت ورام الله: رفض مشاريع تصفية القضية الوطنية والتطبيع وتوافق على التصدّي لها

أعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها المطلق لجميع المشاريع الهادفة إلى تصفية قضيتها الوطنية، وتجاوز حقوقها المشروعة، وأدانت كل مظاهر التطبيع مع الاحتلال ودعت للتصدي لهذه المخططات.

وناقشت الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في بيروت ورام الله عبر الفيديو «كونفرنس»، على مستوى الأمناء العامين برئاسة الرئيس محمود عباس، قواعد الاشتباك مع الاحتلال، بما في ذلك تفعيل العاملين الإقليمي والدولي لمواجهة تلك المخططات، وتوافق المجتمعون في بيانهم الختامي «على وسائل وآليات النضال لمواجهة الاحتلال على أرضنا المحتلة، بما في ذلك ما كفلته المواثيق الدولية من حق الشعوب في مقاومة الاحتلال».

وأكدوا حق الشعب الفلسطيني في ممارسة الأساليب النضالية المشروعة كافة، وفي هذه المرحلة «نتوافق على تطوير وتفعيل المقاومة الشعبية كخيار أنسب للمرحلة، دفاعاً عن حقوقنا المشروعة لمواجهة الاحتلال».

وشدّدوا على أنه «من أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، يتوجب علينا الإسراع في إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية. وفي هذا السياق، وكشعب واحد وموحد، نعيش في وطنٍ حرّ واحد، توافقنا على ضرورة أن نعيش في ظلّ نظام سياسي ديمقراطي واحد، وسلطة واحدة، وقانون واحد، في إطار من التعددية السياسية والفكرية، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة، وفق التمثيل النسبي الكامل في دولة وفق المعايير الدولية».

كما أكد المجتمعون «إقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس، مؤكدين هنا بأنه لا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة».

وقرّرت الفصائل «تشكيل لجنة من شخصيات وطنية وازنة، تحظى بثقة الجميع، تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة في إطار م. ت. ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، خلال مدة لا تتجاوز خمسة أسابيع، لتقديم توصياتها للجلسة المرتقبة للمجلس المركزي الفلسطيني، كما تم التوافق على تشكيل لجنة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة، على أن توفر اللجنة التنفيذية لها جميع الاحتياجات اللازمة لاستمرارها».

وحيا المجتمعون «الشعب الفلسطيني الصامد الصابر في القدس المحتلة، وفي مخيمات اللجوء في كل مكان، وبكل التقدير والاحترام عائلات الشهداء والأسرى والجرحى، ونقول لهم إن الفجر قريب».

وعبر المجتمعون عن تضامنهم العميق «مع الشعب اللبناني في محنته الحالية»، معربين عن شكرهم وتقديرهم لاستضافة لبنان لهذا الاجتماع التاريخي والهام للشعب الفلسطيني.

كلمات المشاركين

واستهلّ الاجتماع، بكلمة للرئيس عباس من مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وأكد فيها «أنّ قرارنا الوطني هو حق خالص لنا وحدنا، ولا يمكن أن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا، ولم ولن نفوض أحداً بذلك، فالقرار الفلسطيني هو حق للفلسطينيين وحدهم، دفعنا ثمنه غالياً، وسوف تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبيته المعنوي الجامع الذي يجب أن تتضافر جهود أبنائه وقواه وفصائله جميعاً من أجل حمايته وتقويته وبقائه مظلة لجميع الفلسطينيين في الوطن والشتات».

ودعا إلى حوار وطني شامل، كما دعا حركتي «فتح» و»حماس» بالذات إلى «الشروع في حوار لإقرار آليات إنهاء الانقسام وفق مبدأ أننا شعب واحد، ونظام سياسي واحد، لتحقيق أهداف وطموحات شعبنا». وقال «سوف نقوم بالترتيبات اللازمة لعقد جلسة للمجلس المركزي في أقرب وقت ممكن، وإلى ذلك الوقت نتفق على الآليات الضرورية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية في أطر زمنية محددة وبمشاركة الجميع».

وشدّد على «أننا لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً للمفاوضات ولا بخطتها التي رفضناها ورفضها المجتمع الدولي بأسره لمخالفتها الصريحة للقانون الدولي».

وفي بيروت، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، أن اللقاء هو بمثابة لقاء وطني تاريخي، وإن الشعب الفلسطيني سيظل موحداً سواء داخل فلسطين أو خارجها، موضحاً أن هذا اللقاء بهذا الشكل يحمل عدة رمزيات عدة.

وشدد على أنه لا يتم طرح بديل عن منظمة التحرير، وأن «الاستراتيجية هي وحدة وطنية وبناء تحالف عربي وإسلامي داعم لقضيتنا، وخطة عملية»، مؤكداً «أننا جاهزون للبدء بوضع آليات عمل لتدشين مرحلة جديدة لتحقيق وحدة وطنية فلسطينية».

بدوره، طالب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة «الأمتين العربية والإسلامية بكل تكويناتها بالوقوف عند مسؤولياتها، ووقف حالة الإنهيار التي نراها اليوم، من الانصياع للإدارة الأميركية، والتي تجسدت أخيراً في خطوة الإثم الكبير التي أقدمت عليها الإمارات، ومحاولات دول أخرى في الاتجاه نفسه. وقال إن «الشعب الفلسطيني ينظر إلينا اليوم بكثير من الأمل، وبكثير من الإحباط، وعلينا أن نختار ما الذي سنهديه للشعب الفلسطيني».

من ناحيته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد «إن الجبهة ترى ضرورة أن يبقى اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية صيغة ومرجعية مفيدة لعمل الفصائل وتواصلها، والتي بإمكانها أن تقف أمام ما تتخذه من قرارات فيما نريده وفيما يمكن تحقيقه». وأكد

وأكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان «أنّ الحركة الوطنية الفلسطينية تواجه تصعيداً نوعياً في المخطط الإمبريالي على الحقوق في المنطقة، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني خصوصاً، والذي يتمثل بصفقة القرن والضم، والذي يمثل أعلى درجات الاستعمار، والتطبيع». وأشار إلى أن التحدي المطروح يكمن في مواجهة الانقسام، وأنّ الردّ عليه يكون باستعادة الوحدة الوطنية.

واعتبر نائب الأمين العام للجبهة الشعبيةالقيادة العامة طلال ناجي «أننا نلتقي اليوم على قواسم وجوامع مشتركة، والتي تتمثل في رفض صفقة القرن التي تستهدف القضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ورفض مخطط الضم الإسرائيلي واتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل»، لافتا إلى ضرورة أن تكون كل الفصائل موحدة في مواجهة كل التحديات والمخططات التي تحاك ضد قضيتنا، مؤكداً «ضرورة أن يتمّ تشكيل لجان مختصة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وتصاعد المقاومة الشعبية، ولإعادة بناء البيت الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير».

ودعا الأمين العام لمنظمة الصاعقة الفلسطينية معين حامد إلى تفعيل منظمة التحرير وإعطائها دورها الحقيقي في قيادة شعبنا والدفاع عن حقوقه في كل المحافل. كما دعا «لاستمرار عقد مثل هذه اللقاءات التي ينتظر شعبنا منها الكثير، لتحقيق تطلعاته وآماله في الحرية والاستقلال».

بدوره، أوضح أمين عام جبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني «أن هذا الاجتماع يعقد لأول مرة بإرادة وطنية خالصة وبدون وساطة أو رعاية أو تأثيرات إقليمية ودولية، وبالتالي يجب أن تكون مخرجاته من إرادة عقده النابعة من قرارنا الوطني الفلسطيني المستقل، وانطلاقاً من مصالحنا الوطنية وتحديدا التحديات التي تواجهنا».

ودعا أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي إلى أن يتبنى الاجتماع تعزيز النضال الوطني ضد الاحتلال بمشاركة جميع القوى الفلسطينية، وتجديد المشروع الوطني وإعادة الروح له، وتعزيز الوحدة الوطنية.

ورأى الأمين العام للاتحاد الديمقراطي فدا صالح رأفت أن «الاجتماع يؤكد الاتفاق على مواصلة التصدي لـ «صفقة القرن»، والتي تهدف إلى تصفية القضية الوطنية لشعبنا الفلسطيني، والتصدي لخطة الضم، ورفضنا لاتفاق التطبيع بين اسرائيل والإمارات».

وأشار الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إلى «أنّ هناك تحديات كبيرة على صعيد القضية الفلسطينية سواء المتمثلة بصفقة القرن، وسياسة الضم الاحتلالية، أو التطبيع الذي يجري»، لافتاً إلى أن هذا الاجتماع جاء بعد جملة من القرارات التي أعلنتها القيادة الفلسطينية، من قطع العلاقات مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، ورفض صفقة القرن ومخططات الضمّ، وأية لقاءات تمس القضية الفلسطينية.

ورأى الأمين العام لجبهة التحرير العربية ركاد سالم «أنّ المطلوب هو برنامج سياسي لمواجهة صفقة العصر التي تحاول إنهاء مواضيع الحل النهائي بالإملاءات، وعلينا تقديم مبادرة سياسية لمواجهة صفقة العصر تجمع عليها القيادة الفلسطينية ويجمع على دعمها العالم».

وثمّن أمين عام الجبهة العربية الفلسطينية سليم البرديني «مواقف القيادة الثابتة والراسخة في رفض صفقة القرن وخطة الضمّ والتطبيع العربي، وصلابة موقف الرئيس محمود عباس وتعامله مع الأمور بكل حكمة واقتدار».

بدوره، رأى أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أنّ «هذا الاجتماع يمكن أن يشكل بداية جديدة ومنعطفاً تاريخياً لإلحاق الهزيمة بأعداء شعبنا بصفقة القرن التي يمكن أن نسميها «خدعة القرن» وإلحاق الهزيمة بمخطط الضم ومؤامرات خلق قيادات خائنة لشعبنا». ودعا إلى تبني المقاومة الشعبية الواسعة، وتصعيد حركة المقاطعة وفرض العقوبات على «إسرائيل»، ودعم صمود شعبنا واحتياجات بقائه في فلسطين بما يحقق توجيه كل طاقاتنا بدعم صمودهم في كل أماكن تواجدهم، إلى جانب تعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

ودعا رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة «لأن يشكل الاجتماع قاعدة للمرحلة المقبلة، والتي من شأنها أن تقطع الطريق أمام المتربصين من أجل إفشال أي مسعى للوحدة الوطنية»، مؤكداً رفض التطبيع العربي، وأن العلاقات العربية التي تنسج مع «إسرائيل»، هي قفز على حقوق شعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى