أخيرة

(نزاريات) 2

 يكتبها الياس عشي

(…) ويوم عاد نزار إلى دمشق الشام، بعد غياب قسريّ، ألم تفِضْ وجدانيّته، وتنسكب دموعه، ويهمس:

 “شمسُ غرناطةَ أطلّت علينا

 بعد يأسٍ، وزغردت ميسلونُ

 يا دمشقُ البسي دموعي سواراً

 وتمنّي.. فكلّ شيءٍ يهونُ

 وضعي طرحة العروسِ لأجلي

 إنّ مَهرَ المناضلاتِ ثمينُ؟

 

 ويوم احترقت أصابعه بجحيم حزيرانَ ألمْ يصرخ:

 “يا وطني الحزينْ

 حوّلتني في لحظةٍ

 من شاعر يكتب شعرَ الحبّ والحنين

 إلى شاعرٍ يكتب

 بالسّكينْ؟

 

 تُرى لو عاد نزار اليوم إلى شامه، إلى ملاعب صباه، إلى ياسَمينة أمّه، إلى جريدة أبيه، إلى حبيباته، إلى قاسيون، إلى بردى، إلى السبع بحرات، إلى سوق الحميديّة، إلى الجامع الأموي، إلى متحف العظم، وإلى جامعته؛ تُرى ماذا كان سيقول؟ وماذا سيخبّئ في حقيبته؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى