أخيرة

لنخرج بيروت من نفق الموت والغبار

} يكتبها الياس عشي

في الرابع من آب دخلت بيروت نفق الموت والغبار، وسيمرّ زمن قبل أن ينقشع الغبار ونرى الوجه البشع لما جرى في ذلك اليوم الحزين.

في الرابع من آب حدث انفجار في مرفأ بيروت أُعدّ له بحرفية عالية، ليثبت مرتكبوه أنهم كالشياطين موجودون في تفاصيل حياتنا اليومية، ونحن غافلون.

ولكن

في العودة إلى الحوادث المأساوية الكبرى، ينتهي الحدث، وتولد ثقافة أخرى، وكتاب آخرونويتبدّل شكل الحرف، ويتغيّر طعم الكلمة، وتخرج النغمات الشعرية عن مدارها لمدارات أخرى. ألم نرَ ذلك بعد هزيمة حزيران؟ بلىوفي أكثر من مكان وزمان.

أقول ذلك وأنا أرى غياباً كاملاً للمثقفين الذين عليهم اليوم بالذات أن يكونوا كلّ المشهد، وأن يرسموا للبنانيين خرائط ذهنية خالية من حدود الطوائف، وأن يفرضوا لغة أخرى يكون الشرع الأعلى فيها للعقل، وأن يتصرّفوا على هذا الأساس.

دورهم اليوم حتى قبل أن ينقشع غبار الانفجار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى