أولى

ستبقى سورية المفتاح

وضعت الدول الخليجية نفسها خارج بلاد المشرق، سواء بنتيجة تورطها في الحرب على سورية وفشلها في العراق، أو بنتيجة انخراطها حتى الاستنزاف في الحرب على اليمن، وخصوصاً مع سلوكها طريق التطبيع الرسمي أو شبه الرسمي مع كيان الاحتلال، فصارت القوى المتنافسة على أدوار في المشرق الذي سيرسم مستقبل المنطقة، تتوزّع بين إيران وروسيا ومقابلهما فرنسا وتركيا.

تقف إيران وروسيا على أرض صلبة وتحالفات ثابتة، خصوصاً في سورية، وتقف المقاومة شريكهما في سورية، بنسختها اللبنانية كلاعب فاعل في لبنان، ويشكل الرباعي الروسي الإيراني السوري ومعه المقاومة كقوة حاسمة في صناعة السياسة في المشرق.

على الضفة المقابلة تموضعت واشنطن التي قادت الحرب على سورية وجمعت وراءها تركيا وفرنسا والخليج، وراء التزام حصري بالمصالح الإسرائيلية، وأخذت الخليج معها، فبقيت فرنسا وتركيا تتجاذبان الأدوار على من يملأ الفراغ الذي لا يجدي معه العناد الأميركي المحكوم بسقوف إسرائيلية.

التنافس التركي الفرنسي صار عنوان السياسة الراهن شرق المتوسط، والتوازن بين الخصمين الوافدين من كنف الحلف الأميركي الذي تفكك، بعد فشل الحرب على سورية، سيتقرّر لصالح من ينجح في كسب ود الرباعي الروسي الإيراني السوري ومعه المقاومة، ومهر هذا الود يبدأ وينتهي في سورية، فمن يجرؤ على التمرد أكثر على التعليمات الأميركية سيكسب السباق.

سورية هي المفتاح، والجواب التركي المنتظر هو قرار بالانسحاب، والجواب الفرنسي المنتظر هو قرار برعاية عودة النازحين وإعادة الإعمار، وإلا فسيتقاتلان كثيراً حتى الاستنزاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى