ثقافة وفنون

«أرتيزانا»…حرفٌ يدويّة للمحافظة على الصناعات الموروثة من أشغال نحاسيّة ومنسوجات

} سكينة محمد

رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجه أصحاب الحرف اليدويّة في تصريف منتجاتهم وعزوف الكثير من الشباب عن تعلّم المهن التراثية في الآونة الأخيرة يواصل مشروع «أرتيزانا» جمع الحرف التقليدية المنقوشة بالأنامل السورية بهدف الحفاظ عليها كإرثٍ ثقافي بصورة عصرية جذابة ينقل الإبداع السوري إلى العالم.

مشروع «أرتيزانا» الذي يعتمد على تشغيل الورش الحرفيّة الصغيرة لتصنيع منتجات مميّزة تحمل الموروث الوطني وتستقطب المشترين المحليين والأجانب وتضمّ كل أنواع الأعمال اليدوية والنحاسيّة والمنسوجات وغيرها، وذلك بهدف دعم الصناعات الحرفيّة وحمايتها من الاندثار كقيمة اقتصادية محلية ومنتجات حاضرة في الأسواق العالميّة وفق تصريح مؤسسة المشروع هلا كناية.

كما يتضمّن المشروع وفق كناية تصميم وتصنيع شرقيات مميّزة وهدايا مشغولة يدوياً كصناديق خشبية مطعّمة بالصدف أو الموزاييك وقماش البروكار والصايا والخزف والفخار إلى جانب فنّ الحفر والرسم على الخشب وصناعة المنتجات الزجاجية اليدوية والرسم عليها والمنقوشات النحاسيّة ومنتجات القيشاني.

من جهة أخرى وفّر المشروع العديد من فرص العمل للحرفيين والموهوبين الذين توقفوا عن العمل خلال سنوات الحرب على سورية ولا سيما من السيدات وذوي الإعاقة القادرين على العمل والإنتاج من منازلهم حيث يتواصل معهم كادر المؤسسة لأخذ منتجاتهم وإجراء بعض التعديلات عليها وبيعها أو تقديمها كهدايا في المناسبات.

ولا يكتفي المشروع بتقديم الدعم والمتابعة للحرفيين بل يسعى وفق كناية إلى إيجاد سوق تصريف للمنتجات عبر منصة إلكترونية تعتبر صلة وصل بين الحرفيين والأسواق المستهدفة للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من المهتمين بالتراث السوري، مبينة الحرص على وجود منتجات أرتيزانا في جميع الفنادق والأماكن التي يرتادها الأجانب من خلال نقاط عرض وبيع وتعريف الزوّار بالمنتجات السورية التراثية وما تحمله من قيمة معنوية كبيرة.

بفضل الجهود الكبيرة والمتابعة والتنظيم بين الورش الحرفيّة التي يتضمّنها المشروع استطاع أن يحقّق العديد من الجوائز المحلية والدولية وفق كناية أهمها جائزة معرض «سوراج كوند ميلا» في الهند عن فكرة وأهداف مشروع «أرتيزانا سورية»، مبينة أنها تطمح لإطلاق أكبر صندوق يضمّ مختلف الحرف السورية ليتم تسجيله في موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة.

رهف مطلق ذات الـ 45 عاماً وجدت في مشروع «ارتيزانا» فرصة لتنمية موهبتها وتوفير مردود مادي لها ولأسرتها من خلال صناعة الوردة من المخمل والساتان، فيما أشارت الشابة سوزان الخياط خريجة فنون جميلة إلى أن عائلتها تعمل بالعجمي منذ سنوات طويلة ما ولد لديها حباً للتراث والزخرفة ووجدت في ارتيزانا سبيلاً لتحقيق حلمها وتنفيذ أفكارها.

يشار إلى أنه تم تأسيس مشروع «أرتيزانا» عام 2010 لتسليط الضوء على الحرف والصناعات اليدوية التي تمثل جانباً مهماً من الاقتصاد والتراث السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى