عربيات ودوليات

بكين تحدّد أكبر مصالحها الاستراتيجيّة
وتتهم واشنطن بنشر الفيروس السياسيّ
وعسكرة بحر الصين الجنوبيّ

رفض نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة الاتهامات الأميركية لبلاده بالتسبب في نشر فيروس كورونا، واتهم في المقابل الإدارة الأميركية بـ»نشر فيروس سياسي».

وقال نائب المندوب الصيني في الأمم المتحدة، جنغ شوانغ، إن «المندوب الأميركي ينتهك منصة مجلس الأمن وينتهك لقاء اليوم»، وأضاف أن «الأميركيين ينشرون الفيروس السياسي هنا بهدف خدمة سياساتهم المحلية، هذه الإدارة لا تركز على مكافحة الوباء، بل تسعى لحرف الانتباه ولوم الآخرين. وهذا أمر مخجل».

وأعلنت الصين أمس، عن عدم تسجيل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، في مدينة ووهان بؤرة انتشاره، وذلك لليوم الخامس على التوالي.

من جهة أخرى، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أول أمس، إن «الولايات المتحدة أصبحت أكبر محرك لعسكرة بحر الصين الجنوبي، والعامل الأكثر خطورة الذي يدمر السلام في المنطقة».

حيث أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال حضوره النسخة العاشرة من اجتماع وزراء خارجية قمة شرق آسيا عبر رابط فيديو. وقال إن «الولايات المتحدة تتدخل بشكل مباشر في نزاعات إقليمية وبحرية في المنطقة لتحقيق مصالحها السياسية، وتستعرض قوتها باستمرار وتعزز انتشارها العسكري».

وأوضح وانغ أن «الولايات المتحدة أصبحت المحرك الأكبر لعسكرة بحر الصين الجنوبي».

ولفت إلى أن «الولايات المتحدة تدخلت في جهود الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لحل النزاعات من خلال التشاور، كما أثارت المواجهات بين الدول في المنطقة»، قائلاً إن «الولايات المتحدة أصبحت العامل الأكثر خطورة الذي يدمّر السلام في منطقة بحر الصين الجنوبي».

وأضاف وانغ أن «السلام والاستقرار أكبر المصالح الاستراتيجية الصينية في بحر الصين الجنوبي»، مضيفاً أن «ذلك أيضاً هو التطلع الاستراتيجي المشترك للصين ودول الآسيان».

وحثّ وانغ الولايات المتحدة، على «اتباع التوجه التاريخي نحو التعدّدية القطبية في العالم والديمقراطية في العلاقات الدولية». وقال إن «الخلافات والتناقضات بين الصين والولايات المتحدة لا تتعلق بالقوة أو المكانة، ولا الصراعات بين الأنظمة الاجتماعيّة، بل إن هذه الخلافات تتمحور حول التمسك بالتعددية أم الأحادية، تدعيم التعاون المربح للجميع أم عقلية اللعبة الصفريّة».

ونوّه وانغ إلى أنه «في عصر العولمة، أصبحت جميع الدول جزءاً من مجتمع له مصالح مشتركة»، مشيراً إلى أن «أيّ محاولات للتنمر من جانب واحد للاحتفاظ بمكانة احتكارية، أو تخريب إنجازات التنمية في دول أخرى، أو قمع مجال التنمية في دول أخرى، مآلها الفشل».

وقال إن «الصين ليس لديها طموح في السعي نحو الهيمنة، ناهيك عن أن تحل محل الولايات المتحدة. ومع ذلك، ستعمل الصين بحزم على حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية».

وفي الوقت نفسه، أعرب وانغ عن «استعداد الصين للتواصل مع الولايات المتحدة من خلال الحوار لدفع الجانب الأميركي نحو اتباع التوجه التاريخي للتعددية القطبية في العالم والديمقراطية في العلاقات الدولية، والنظر بشكل صحيح إلى العلاقات الصينيةالأميركية والتعامل معها بشكل مناسب».

وأشار بقوله «تأمل الصين من الدول خارج المنطقة، من بينها الولايات المتحدة، الاحترام الكامل لرغبات وتطلعات الدول في المنطقة، بدلاً من خلق التوتر والسعي إلى الاستفادة منها».

وذكر وانغ ثلاث حقائق أساسية رداً على التشهير الذي أطلقته الولايات المتحدة بشأن موقف الصين من قضية بحر الصين الجنوبي. وهذه الحقائق وفق ما أوردها هي، «أولاً، لدى الصين أساس تاريخي وقانوني كافٍ للسيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي، ثانياً، تلتزم الصين دائماً بسياسة حسن الجوار والصداقة، وتلتزم بلعب دور بناء في قضية بحر الصين الجنوبي، ثالثاً، تلتزم الصين دائماً بالقوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار».

وعند الحديث عن قضية هونغ كونغ، قال وانغ إنها «من الشؤون الداخلية للصين»، مضيفاً أن «عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو المعيار الأساسي للعلاقات الدولية وأحد البنود المهمة في ميثاق الأمم المتحدة. جميع الدول ملزمة بالامتثال بذلك».

وأوضح أن «قمة شرق آسيا منتدى استراتيجي يقوده قادة كل الدول. ولم تكن قط مكاناً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ناهيك عن ساحة لمهاجمة الأنظمة السياسية للدول الأخرى».

ولفت وانغ إلى أن «هذا العام يوافق الذكرى الـ15 لتأسيس قمة شرق آسيا»، مضيفاً أن «المهمة الأكثر إلحاحاً للقمّة تكمن في جمع توافقات بشأن مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وتعزيز إحياء التعاون الاقتصادي، والحفاظ على الوضع الشامل للسلام والتنمية على الصعيد الإقليمي».

ودعا وزير الخارجية إلى «توفير قوة دفع جديدة لمكافحة المرض، ودعم منظمة الصحة العالمية، والاشتراك في بناء جدار حماية إقليمي ضد المرض».

ودعا إلى «اتخاذ إجراءات جديدة للتعافي الاقتصادي والسعي لجعل شرق آسيا مصدراً للنمو المستقر للاقتصاد العالمي في حقبة ما بعد المرض».

كما دعا وانغ إلى «تعزيز بناء الشبكتين الإقليميتين الممر السريع والممر الأخضر لضمان التدفق السلس للأفراد والمواد لتوفير ضمان قوي للسلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي».

وقال إن «الصين تدعم آسيان بقوة في لعب دور قيادي في تعاون شرق آسيا»، مضيفاً أنه «يتعين على أعضاء قمة شرق آسيا الامتثال للتطلعات المشتركة لدول المنطقة، واحترام مطالبها المشروعة، والالتزام بالتعددية ذات الخصائص الشرق آسيوية، والالتزام بالمبادئ الأساسية للتعاون الإقليمي، وتقديم مساهمات إيجابية لضمان السلام الدائم وكذا الازدهار والتنمية في شرق آسيا».

كما فسّر وانغ موقف الصين بشأن قضايا تشمل التعاون في مجال الموارد المائية عبر الحدود وشبه الجزيرة الكورية وولاية راخين.

وعند حضور الاجتماع الـ21 لوزراء خارجية آسيانالصين واليابان وجمهورية كوريا (10+3) في اليوم نفسه عبر رابط فيديو، قال وانغ إنه «يتعين على جميع الأطراف مواصلة تنسيق احتياجات مكافحة المرض، والتنمية، وخلق جانب جديد للتعاون في حقبة ما بعد المرض والارتقاء بتعاون (10+3) إلى مستوى جديد».

وأوضح أن «الصين اقترحت تحسين مستوى إدارة الصحة العامة، ومواصلة دعم منظمة الصحة العالمية في لعب دور مهم في المعركة العالمية ضد المرض، والاشتراك في معارضة تسييس المرض ووصم الدول الأخرى».

ونوّه إلى أنه «يتعين على جميع الأطراف تحسين مستوى التنمية المستدامة، ومواصلة تنفيذ مبادرة التعاون للحد من الفقر في شرق آسيا، والقيام بمزيد من التعاون البراغماتي في المجالات التي من بينها البنية التحتية والموارد المائية والزراعة، والاستفادة بشكل جيد من تعاون (10+3) لضخ زخم جديد في التنمية المستدامة».

وأشاد وزراء خارجية اليابان وجمهورية كوريا وآسيان بـ»نتائج التعاون»، وأعربوا عن تطلعهم إلى «توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة خلال هذا العام كما هو مخطط له».

واتفقت جميع الأطراف على أن «تلتزم دول (10+3) بالتعاون في التضامن والانفتاح والشمول وتعميق التعاون في مجالات الصحة العامة والاستثمار الاقتصادي والتجاري والتحول الرقمي والأمن الغذائي والسياحة وغيرها من المجالات، وتعزيز الارتباطية، وضمان التدفق السلس لسلاسل الصناعة والإمداد، وتسهيل تبادل الأفراد، والعمل معاً من أجل الاستقرار والتنمية والازدهار على الصعيد الإقليمي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى