الوطن

ليس على الإمارات والبحرين إلاَّ أن ينتظرا نتائج عبَثِهِما…!

} السيد سامي خضرا

لن يتغيّر المشهد ولا ضرورة للمفاجأة:

فما فعلَتْه الإمارات ثم البحرين قبل أيام ومَن سوف يلحق بهما، هو ما كانت هذه الكيانات تفعله دوماً سراً أو علناً طبقاً لوظيفتها منذ تأسيسها.

فهذه الكيانات ليست دولاً بالمعنى الحقيقي للكلمة لا قبل إعلان إستقلالها ولا بعده.

فالمُواكب للتاريخ العظيم للدول المجهرية يرى أنّ إطلاق إسم دول عليها فيه الكثير من المُبالغة أو عدم الجدِّية أو ربما نوع من أنواع المهمة التوظيفية تجييراً لدور ما.

لذا نرى قطار الإستسلام يمضي إلى أهدافه التَّطبيعية بسرعة مُريبة ومُرْبكة بعد محاولات مُضنية لتشكيل حالات وتحوُّلات في التفكير السائد للشعوب.

فما كان بالأمس على زمن السَّادات مُحرَّماً تَدَرَّجَ القبول به لِيُصبح وُجْهَة نَظر ثم رأياً ثم خياراً مُعلناً ثم تنازلات إلى أن أصبح راجحاً أو مُستساغاً في هذه الأيام نتيجة مَسْلك عام يجري من خلاله تمييع إرادة الشعوب في كلّ بلاد العرب والمسلمين.

والنتيجة المُتوخَّاة أن يكون الكيان الإسرائيلي مقبولاً كجزءٍ من الشرق الأوسط الجديد.

ولهذا القطار مؤيِّدون لهم مواقع مؤثِّرة سياسية وإعلامية وثقافية وإرتباطات أجنبية.

لِذا نرى هذا التَّهافت السريع للدول التي تُقيم علاقات معإسرائيلسرية وعلنية وآخرها البحرين التي هي في الحقيقة لا تُشكِّل إلا مُحافظةً ملحقةً بالسعودية.

المهم الآن أنّ القطار يَمضي بإدارة أميركية وبتأييد غربي مع عمل حثيث ومُنظَّم لتَمويت روح الرَّفض والاستقلال بين الشعوب.

لكن على المُطَبِّعين أن يتفكَّروا:

١ماذا لو حصل توتُّر عسكري في المنطقة وتدحرج إلى ما هو أكبر لينتقل الردّ إلى مستوى المحور، فماذا سوف تكون حالة الأحياء الصحراوية المُسماة دول؟

فإذا جَدَّ الجِدّ هل يستطيع الصغار أن يلعبوا في ساحة الكبار؟

والأكيد أنَّ الإمارات والبحرين سوف تدفعان أثماناً باهظة.

لذا:

على الدول المُطَبِّعة أن تنتظر رداً غير عادي قد يكون كِيانيَّاً أو وجودياً لأنّ كلّ ما فيها وعندها وما تقوم عليه هشٌ قابل للتهشيم.

٢إنَّ خطوات التطبيع هذه هي مَسٌّ بالأمن القومي الإيراني فهل هناك عاقل يظنّ أنَّ إيران يمكن أن تسكت أو أن تُفَرِّط بأَمنها الإستراتيجي؟!

٣إنَّ اتِّساع مساحة التطبيع يستدعي حُكماً اتِّساع مساحة المقاومة من حيث النوعية والجغرافيا ويُلْغي كلّ ما يُسمَّى بقواعد الإشتباك السائدة.

٤ماذا لو عاد وتجدَّد الإتفاق النووي الإيراني الذي من الراجح أن يعود خياراً للمُعرقِلين بعدما خابت خططهم؟

٥ماذا لو لم ينجح ترامب في الانتخابات، فأين سيصبح التطبيع وصفقة القرن ومترتِّباتهاخاصة أنّ الذي يجري الآن هو خطوات مُتسرِّعة لأهداف إنتخابية آنيَّة؟!

٦الأكيد أنإسرائيللن تُحارب عن أحد وليس باستطاعتها أن تُدافع عن أحد لأنها لو كانت قادرة لفَعَلَت ذلك لنفسها وهي التي تقف منذ شهرين علىرجل ونصبكلّ ذلّ وهوان فضلاً عن أنّ حزب الله يفرض عليها توازنات استراتيجية منذ عام 2000!

٧هل هذه الخطوات الرعناء سوف تُغيِّر من سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه قضية فلسطين وهي إحدى الثوابت المبدئية العقائدية لها؟

٨إنَّ عقلية حكام الخليج المريضة وشعورهم بالدونية العميقة وممارساتهم في التنبلة والبَلَه والتي رأينا بعضها على وسائل التواصل عند جملة شخصياتثقافية وإعلاميةتُطبِّل وتُمجِّد بأعداء الأمة ودولةإسرائيلوتُبخِّس وتتهكَّم بقضية الأمةهذه العقلية المريضة لا تنفع إلا في حياة الرفاهية والترف التي من المُرجَّح أنها انتهت إلى غير رجعة!

إنَّ التطورات المتسارعة ليست هي الأولى في تاريخنا الحديث والتي لم يحصد العدو من خلفها إلاَّ الخيبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى