أخيرة

الأمير وجحا والحمار

} يكتبها الياس عشّي

تاريخ المواجهة بين الكاتب الحر والسلطة القمعية على مساحة العالم العربي، أخذ الكتابة في اتجاه السخرية .

يروي الكاتب الساخر خالد القشطيني أنه قرأ مخطوطة لمؤلف صديق له، يهاجم بها أحد حكام العرب، فقال له: لا يمكن نشر هذا الكتاب الآن، وإلا عرّضت نفسك لخطر الموت .

ابتسم المؤلف وروى له قصة الأمير الذي طلب معلماً يعلّم حماره المدلّل النطق لقاء مبلغ كبير من المال. فجاءه جحا وعرض خدمته، مشترطاً مهلة خمس وعشرين سنة لينطق الحمار، فقبل الأمير، وأنذره بقطع رأسه إنْ هو أخفق. وعندما عاد جحا إلى البيت ومعه المال، صاحت به زوجته:

ـ هل جننت؟ من يستطيع أن يعلّم حماراً النطق؟

ـ لا أحد، ولكن في مدى خمس وعشرين سنة لا بدّ أن يموت الأمير أو الحمار أو أنا!

سكت صاحب المخطوطة لحظة، ثم أضاف:

ـ من الآن وحتى أجد ناشراً ينشره يا صديقي، ثم طابعاً يطبعه، يكون الحاكم قد خُلع، أو الناشر قد أفلس، أو أنا قد متّ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى