عربيات ودوليات

أردوغان يرجّح إمكانيّة عقد محادثات استخباريّة مع مصر وسفينة التنقيب ستعود لعملها واليونان بدأت تخفف شروطها..

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن «سفينة التنقيب (أوروتش رئيس) ستعود لعملها (شرقي المتوسط) بعد انتهاء أعمال الصيانة»، لافتاً إلى أن سحبها «خطوة لها مغزاها».

وتفجر النزاع القائم منذ فترة طويلة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، الشهر الماضي، عندما أرسلت تركيا السفينة أوروتش رئيس للقيام بعملية مسح للمياه التي تقول اليونان إنها تابعة لها.

ووقع تصادم بين سفينتين حربيتين يونانية تركية كانتا تتابعان سفينة المسح مما يسلط الضوء على احتمال حدوث تصعيد عسكري. وقال الاتحاد الأوروبي إن «أنقرة قد تواجه عقوبات».

وقال أردوغان، إن «إجراء محادثات استخبارية مع مصر أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك، لكن اتفاقها مع اليونان أحزننا»، في إشارة إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة وأثينا.

وعما إذا كان من الممكن أن تبرم تركيا اتفاقية ترسيم حدود مع مصر كتلك التي وقعتها مع ليبيا قال الرئيس التركي: «هناك بعض العلاقات التركية المصرية على مدى تبادل المعلومات الاستخباراتية، لا توجد مشكلة في هذا الأمر، ولكن هناك اتفاقية بين مصر واليونان، وهذا الاتفاقية أزعجتنا بالفعل، ويجب على مصر أن تقوم بتقييم هذه الاتفاقية من جديد، ويمكننا إبرام اتفاقية جديدة مع مصر بالطبع».

وصادق البرلمان اليوناني، أواخر الشهر الماضي، على اتفاق ثنائي بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية بين اليونان ومصر في شرق البحر المتوسط، وهو اتفاق أغضب تركيا وسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا. وصوّت 178 نائباً يونانياً من أصل 300 لصالح الاتفاق.

وتعتبر هذه الاتفاقية رداً على الاتفاقية التركية الليبية الموقعة في نهاية عام 2019، والتي تسمح لتركيا بالوصول إلى منطقة كبيرة في شرق البحر المتوسط حيث تم اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة.

وتسمح المعاهدة لكل من مصر واليونان بالاستفادة إلى أقصى حد من الموارد المتاحة في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وخصوصا احتياطيات النفط والغاز.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال يوم الاثنين، إن «سفينة التنقيب أوروتش رئيس عادت إلى ميناء أنطاليا في إطار عملية الصيانة والإمداد، وإن ذلك لا يعني تراجع أنقرة عن مواقفها في شرق المتوسط».

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصب الزيت على النار شرقي المتوسط».

جاء ذلك في تصريحات للقناة الرابعة البريطانية، تطرق خلاله للتطورات الأخيرة شرقي المتوسط.

وأضاف: «السيد ماكرون يصب الزيت على النار شرقي المتوسط وهذا يطيل الحل أكثر فأكثر.. من يحلم هو ماكرون. إنه يحاول أن يتقمص دور نابليون، الذي توفي قبل قرنين من الزمان، لكننا جميعاً نرى أن قوته وحجمه لا يكفيان لتحقيق ذلك».

وأكد أكار أنه «ليس من صلاحيات الاتحاد الأوروبي وضع قواعد أو رسم حدود شرق المتوسط».

وتابع الوزير: «اليونانيون لا يبدون حماسة للمفاوضات ويسعون للمماطلة بوضع شروط مسبقة»، مضيفاً أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصب الزيت على النار شرقي المتوسط وأفعاله تطيل فترة الوصول إلى الحل».

وقال: «اليونان بدأت تخفف من شروطها المسبقة»، وفقاً لما نشره موقع التلفزيون التركي.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أول أمس، أن «مسؤولين أتراكاً ويونانيين اجتمعوا في مقر حلف شمال الأطلسي، لإجراء محادثات تهدف إلى منع المزيد من التصعيد العسكري في شرق المتوسط».

وتستهدف محادثات الحد من التصعيد العسكري التي أعلنها الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، الأسبوع الماضي، منع أي تصعيد للأحداث مثلما حدث عند اصطدام سفينتين حربيتين تركية ويونانية، الشهر الماضي.

وكانت تركيا أرسلت سفينة تسمى «أوروتش رئيس» لإجراء مسح بحري وعمليات تنقيب عن الغاز، في منطقة تعتبرها اليونان خاضعة لمياهها الإقليمية.

والمشكلة كلها تكمن في أن هناك جزيرة اسمها ميس، تبعد عن سواحل تركيا مسافة كيلومترين فقط، ومساحتها لا تتعدى 10 كيلومترات ولكنها تتبع اليونان.

ورغم أن الجزيرة تبعد عن اليونان مئات الكيلومترات، تريد اليونان أن تجعل لها جرفاً قارياً مثل الجرف القاري للدولة نفسها، وهو ما ترفضه تركيا.

تقول تركيا «كيف لجزيرة لا تتعدى مساحتها 10 كيلومترات أن يكون لها جرف قاري يبلغ 40 كيلومتراً»، لافتة إلى أن «ذلك ينافي العقل والمنطق والقانون الدولي».

ومع تواصل التنقيب، أجرت اليونان وتركيا مناورات وتصاعد التوتر، حتى تدخل الناتو وأقام اجتماعات بين الطرفين وسحبت تركيا السفينة.

وعادت السفينة أوروتش رئيس إلى ميناء أنطاليا، يوم الأحد، قبل أقل من أسبوعين من مناقشة رؤساء الاتحاد الأوروبيّ هذه الأزمة.

وقالت تركيا إن «السفينة ستستأنف العمل بعد عمليّة صيانة دوريّة»، ولكن مسؤولاً تركياً كبيراً قال إنها «قد تبقى فترة أطول لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى