أولى

في الذكرى السنويّة الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة.. توقعات بتبني إعلان يُعيد تأكيد الالتزام بإعادة تنشيط التعدديّة

قبل الاجتماعات رفيعة المستوى للأمم المتحدة المقرر عقدها اليوم، يتوقع المجتمع الدولي من قادة العالم بذل جهود جماعية لمواجهة التحديات العالمية.

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة التي تجد نفسها تقف عند منعطف آخر في تاريخ البشرية في ظل تزايد الأحادية والحمائية.

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريس في افتتاح الجلسة العامة الأولى للدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة إنه «في الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى السنوية الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة، من الواضح أن العالم لديه توقعات كبيرة منا، بصفتنا المنصة الرئيسية للتعددية والتعاون على أساس النظام الدولي القائم على القواعد».

ومن المتوقع أن تتبنّى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اليوم إعلاناً يعيد التأكيد على التزاماتها بإعادة تنشيط التعددية.

وفي كلمته الافتتاحية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فولكان بوزكير، رئيس الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «السياق الذي نعمل فيه يذكرنا بضرورة النظام المتعدد الأطراف ويلهمنا جميعاً للاستفادة من ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة تحدياتنا الجماعية»، في إشارة إلى وباء كوفيد– 19.

وقد أصاب المرض الذي يتفشى في جميع أنحاء العالم أكثر من 30 مليون شخص وقتل ما يقرب من مليون شخص.

وأفاد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا عبر مؤتمر بالفيديو للأمم المتحدة يوم الخميس أنه «في هذا الوقت الحرج، فإن هذه فرصة غير مسبوقة لإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر عدلاً. وبالنسبة لأفريقيا، فإن المسار الذي يجب أن نسلكه واضح. وتعد خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 نموذجاً للتعاون والشراكة العالميين».

وأضاف رامافوسا، وهو رئيس الاتحاد الأفريقي أيضاً، «لقد أظهرت تجربتنا مع كوفيد-19 حقاً ما يمكن تحقيقه إذا تصرفنا وعملنا معا لمواجهة التحديات العالمية».

وفي ورقة الموقف التي قدمتها بمناسبة الذكرى السنوية الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة، أكدت الصين مجدداً على التزامها بحماية نظام الحوكمة العالمي المتمحور حول الأمم المتحدة، والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية التي ترتكز على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وسلطة ومكانة الأمم المتحدة، والدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية.

وذكر برتراند باديي، وهو متخصص مخضرم في العلاقات الدولية في جامعة ساينس بو الفرنسية، أنه «في مواجهة الأحادية والهيمنة، يجب أن تلتزم جميع البلدان بالتعددية من خلال التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي مع وجود الأمم المتحدة في جوهره».

ودعا إلى «التخلي عن عقلية الحرب الباردة والهيمنة وبناء علاقة دولية أكثر عدلاً ومساواة».

وقال ليو دي، الأستاذ في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة كيورين في طوكيو، إنه «على الرغم من حاجة الأمم المتحدة إلى التدعيم والإصلاح، إلا أنها تلعب دوراً لا غنى عنه في مجالات مثل تعزيز الأمن والتعاون الاقتصادي والتعاون في مجال الصحة العامة».

وأفاد كافينس أدهيري، وهو باحث في مجال العلاقات الدولية مقيم في نيروبي، إن «العالم يواجه تحديات عابرة للحدود، من وباء كوفيد– 19 إلى تغير المناخ»، مشدداً على أنه «ينبغي على جميع الدول تعزيز التضامن لتنسيق جهودها بدلاً من القيام بتحركات أحادية الجانب».

وأوضح إغناسيو مارتينيز كورتيس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة، أن «العالم يحتاج إلى خبرة الصين لمساعدة البلدان الأخرى على الخروج من أزمة الصحة العامة الحالية ويحتاج الصين لتعزيز التعددية ضمن أطر الأمم المتحدة، مما يوضح مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية».

وأشار غوتيريس إلى أنه «في الذكرى السنوية الـ75 هذه، نواجه لحظة عام 1945 الخاصة بنا»، مشدداً على أنه «يجب علينا إظهار الوحدة كما لم يحدث من قبل للتغلب على حالة الطوارئ التي نواجهها اليوم، وجعل العالم يتحرك وينشط ويزدهر مجدداً، والتمسك برؤية الميثاق».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى