الوطن

ظريف: معالجة مخاوف تركيا تتمثل بنشر قوات سوريّة وعراقيّة على الحدود.. ودمشق تتهم إرهابيي إدلب و«الخوذ البيضاء» بالتحضير لـ «مسرحيّة كيميائيّة»

تنظيم «القاعدة» يستهدف بقصف صاروخي المدنيين في ريف حماة والمدفعيّة السوريّة تردّ.. وانفجار دراجة مفخخة في ريف دير الزور

اعتبر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أن الحل الأمثل لمعالجة مخاوف تركيا «المفهومة» بشأن الفصائل الإرهابية في المنطقة الحدودية مع سورية يتمثل في نشر قوات سورية وعراقية هناك.

وقال ظريف في تصريحاته خلال زيارته إلى موسكو أمس، إن تركيا بوجودها في دول خارج أراضيها كسورية والعراق، لا تساعد على حماية أمنها، كما تعتقد، بل تخلّ بأمن المنطقة.

وفي سياق متصل، قالت دمشق إن إرهابيين بالتعاون مع «الخوذ البيضاء» يحضرون «لفبركة مسرحية» بالتنسيق مع المخابرات التركية يتم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.

وقالت الخارجية السورية إن «الإرهابيين بالتعاون مع جماعة (الخوذ البيضاء) وبدعم من مشغليهم يخططون بالتنسيق مع مخابرات النظام التركي للقيام بفبركة مسرحية يتم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في إدلب بعد أن قاموا بتخزين المواد الكيميائية فيها مؤخراً».

ونقلت وكالة سانا عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن «هيئة تحرير الشام» وبالتنسيق مع «الخوذ البيضاء» قامتا «خلال الأيام القليلة الماضية بإحضار طنين من المواد الكيميائية وخزنوهما في بلدة تقع جنوب غرب إدلب حيث يخطط هؤلاء الإرهابيون بالتنسيق مع أجهزة المخابرات التركية للقيام بفبركة مسرحية يتم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين».

وأشار المصدر إلى أنه من المخطط أن يحدث ذلك «في أقرب وقت ممكن بهدف اتهام الجيش العربي السوري وحلفائه بها».

وأعربت الخارجية عن إدانتها «بأشد العبارات مثل هذه الجرائم البشعة» ودعت «الدول الداعمة لهؤلاء الإرهابيين إلى التوقف عن هذه الألاعيب التي لم يكن ضحاياها سوى المدنيين السوريين الأبرياء».

وأكد المصدر أن سورية ستحمّل تلك الدول «وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وتركيا مسؤولية استخدام هذه المواد السامة وقتل المدنيين الأبرياء دون أي رادع أخلاقي».

وقال المصدر إن بلاده أكدت أنها «لم تستخدم هذه الأسلحة سابقا ولا يمكن لها أن تستخدمها الآن لأنها لا تمتلكها أصلاً».

وشدّد المصدر «على أن مثل هذه الجرائم المكشوفة المتكررة لن تثنيها عن استمرار حربها في مكافحة الإرهاب حتى تعيد الأمن والأمان لشعبها على كامل تراب سورية».

ميدانياً، أصيب، صباح أمس، عدد من المدنيين جراء قذائف صاروخية أمطرت بلدة جورين في سهل الغاب شمال غرب حماة، مصدرها الطرف الآخر من خط التماس الذي يسيطر عليه مسلحو تنظيم «حراس الدين»، المرتبط عقائدياً بتنظيم «القاعدة».

وأفاد مصدر في حماة، أن القصف الصاروخي الذي تعرّضت له البلدة، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في ممتلكات الأهالي.

من جانبه، أوضح مصدر ميداني أن مدفعية الجيش السوري ردّت على مصادر الإطلاق، مستهدفةً مواقع وتحركات مسلحي «حراس الدين» على محاور السرمانية ودوير الأكراد وتل واسط، والتي تعتبر مراكز انطلاق وتجمّعات للمسلحين وتعتمد عليها كمنصات لإطلاق الصواريخ واستهدف المناطق السكنية.

ويسيطر تنظيم «حراس الدين» على مساحات واسعة من سهل الغاب المحاذي للمناطق التي يستوطنها المسلحون التركستان «الصينيون» على الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب واللاذقية.

وتشهد منطقة الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي تصعيداً جديداً من قبل المجموعات المسلحة المنتشرة بتلك المنطقة، بالتزامن مع اجتماعات متتالية تعقد في أنقرة وموسكو بين الجانبين الروسي والتركي لبحث تثبيت خفض التصعيد في منطقة إدلب بموجب الاتفاقات السابقة بين الطرفين.

ويتكون «حراس الدين» من مقاتلين متشددين أعلنوا عام 2016 إنشاء تنظيمهم الخاص، محافظين على ولائهم لزعيم «القاعدة» في أفغانستان أيمن الظواهري.

ويقود التنظيم مجلس شورى يغلب عليه المقاتلون الأردنيّون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، بينهم (أبو جليبيب الأردني «طوباس»، وأبو خديجة الأردني، وأبو عبد الرحمن المكي، وسيف العدل وسامي العريدي).

وقام تنظيم «حراس الدين»، نهاية عام 2018، بدمج مقاتلين من «أنصار التوحيد» في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمن للمنحدرين منهم من جنسيات خليجية وعربية وشمال أفريقية مناطق استيطان خاصة بهم، فيما تم دمج داعشيين آخرين من «أنصار التوحيد» ممن يتحدرون من آسيا الوسطى، على الجبهات التي يسيطر عليها «الحزب الإسلامي التركستاني» و»جماعة الألبان» في ريف إدلب الجنوب الغربي وريف اللاذقية الشمال الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام سورية أن دراجة نارية مفخخة انفجرت في بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي من دون وقوع إصابات.

وقالت مصادر محلية إن الدراجة انفجرت في منطقة الكوع، وإن الأضرار اقتصرت على الماديات، دون تفاصيل عن هوية مدبري التفجير.

وتشهد المنطقة التي تقع تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية (قسد) حالة من الانفلات الأمني، إذ تتكرر حوادث مشابهة، وقد اغتال مجهولون في وقت سابق اليوم أحد أفراد قوى الأمن الداخلي «الأسايش»، عندما أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار عليه في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، حسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وكانت وكالة «سانا» ذكرت أول أمس أن 4 مسلحين بينهم أحد أفراد «قسد» قتلوا في ريفي دير الزور والحسكة.

ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية أن «اثنين من مسلحي (قسد) قتلا نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون استهدفت سيارة عسكرية على طريق حقل العمر بريف دير الزور، في حين قتل مسلح آخر برصاص شخصين يستقلان دراجة نارية في بلدة الحوايج بالريف ذاته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى