أخيرة

أسئلة إلى كلّ العرب:
كيف؟ ولماذا؟*

 الياس عشي

كيف يمكن لإنسان عربي واحد أن ينتمي لكلّ الأمجاد التي نتبجح بها، فيما الفلسطينيون يُذبَحون وبمباركة عربية؟

كيف يمكن الحديث عن «القادسية « و»حطين»، وأصحابُ «العقالات» ممهورون بثروات خيالية مدفونة في المصارف اليهودية؟

كيف يحقّ لنا الانتماء إلى السيّد المسيح، والرسول العربي الكريم، بعد أن بعنا كفن المسيح، وخالفنا تعاليم القرآن؟

كيف نتحدث عن حضارة عربية بعد أن أفسحنا في المجال للتوراة الأسطورية أن تدخل عقولنا وتهوّدنا؟

كيف ندافع عن لغتنا العربية وقد صار لساننا عبرياً؟

بأيّ حقّ نحدّد دول المواجهة واثنتان منها أسيرتا الاتفاقيات الهجينة؟

كيف نقبل أن تتحوّل أرض فلسطين إلى مقبرة جماعيّة ونكتفي نحن بالحداء؟

هل تكفي مساحة فلسطين مقبرة للشهداء؟

لماذا الجامعة العربية طالما أنها غير قادرة حتى على لجم «المهرولين» باتجاه التطبيع؟

لماذا كلّ هذه اللقاءات وبين الملتقين يهود يختفون تحت عباءات حريرية، وأحذية لمّاعة، وأرقام مصرفية مشبوهة؟

متى ندرك، أيها السادة، أنّ عولمة الثقافة هي مؤامرة تنتصر فيها الأقليات على الأكثرية، وأنّ العولمة إعادة لمشهد الرجل الأبيض وهو يذبح سكان أميركا الأصليين في أبشع مجزرة تحفظها ذاكرة التاريخ؟

أين المشاعر القوميّة نستنهضها، ونعيد تألقها وحضورها وبهاءها، فيتحوّل العالم العربي إلى جسد واحد ينفجر في وجه يهود الخارج ويهود الداخل، ويصوّب المسار؟

أين نحن الآن؟

*نشر هذا المقال في 7 آب 2001

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى