الوطن

الجعفري: الغرب يعمد للفبركة بشأن الكيميائيّ في سورية

مقتل مسلحين اثنين وإصابة آخرين من ميليشيا «قسد» في الحسكة ودير الزور.. والاحتلال التركيّ يعتدي على ريف الرقة الشماليّ

 

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أن ممثلي بعض الدول الغربية في مجلس الأمن يعمدون لمحاولة تشويه الحقائق العلمية وفبركة الأكاذيب بشأن ملف الكيميائي في سورية، مشدداً على ضرورة إغلاق هذا الملف نهائياً.

ونقلت وكالة «سانا» السورية للأنباء، خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن عقد الليلة الماضية عبر الفيديو وفق صيغة (اريا فورمولا) بدعوة من وفدي روسيا والصين حول ملف الكيميائي في سورية، تنويه الجعفري إلى «المخالفات الخطيرة والعيوب الجسيمة التي طغت على عمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».

وشدد على أن «سورية تعاونت مع الأمم المتحدة ومنظمة الحظر للتخلص من أسلحتها الكيميائية وتسوية المسائل العالقة، ما يتطلب وقف التلاعب بهذا الملف وإغلاقه في أقرب وقت لكون سورية أوفت بالتزاماتها بموجب انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في عام 2013 ودمرت كامل مخزونها منذ حزيران عام 2014».

وجدّد الجعفري «إدانة سورية للضغوط التي تمارسها حكومات دول غربية معادية لها على ممثلي الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهدف تسييس ملف الكيميائي في البلاد وتغليب المزاعم الباطلة على الحقائق والقضايا الفنية».

ولفت إلى أن «ممثلي بعض الدول الغربية في مجلس الأمن ينتهجون الكذب ويعمدون إلى محاولة تشويه الحقائق العلميّة بشأن ملف الكيميائيّ في سورية» وهو ما يذكّر بمدرسة وزير الدعاية في ألمانيا النازية جوزيف غوبلز القائمة على فكرة «اكذب اكذب حتى يصدقوك»، منوهاً إلى أن «التاريخ حافل بالفضائح التي فبركتها حكومات دول غربية لغزو العراق وليبيا وفيتنام ومحاولة غزو فنزويلا وكوبا بناء على أكاذيب وخداع».

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين في الثالث والعشرين من الشهر الحالي أن إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» بالتعاون مع جماعة «الخوذ البيضاء» وبدعم من مشغليهم يخططون للقيام بفبركة مسرحية يتم فيها استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين في إدلب بعد أن قاموا بتخزين مواد كيميائية فيها مؤخراً.

وفي السياق، طلبت روسيا والصين الإسراع في معالجة الممارسات الخاطئة داخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفي الأمانة العامة للأمم المتحدة.

وخلال الاجتماع غير الرسميّ لمجلس الأمن الدوليّ ناقش الأعضاء صدقيّة تحقيقات المنظمة التي أجرتها في سورية.

إلى ذلك، دحض البروفسور في معهد ماساتشوستس «ثيودور بوستول»، تحقيق المنظمة في خان شيخون معرباً عن غضبه من التسييس الغربيّ والأمميّ للحقائق.

مندوب إيران لدى الأمم المتحدة إسحاق الحبيب انتقد بشدة تلاعب الدول الغربية النافذة بعمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وقال إنهم بذلك يضعفونها.

ومن جهته، كشف يان هندرسون وهو خبير في الأسلحة الكيميائية، عمل مع فرق التحقيق الثلاث في سورية أن أشخاصاً في الأمانة العامة للأمم المتحدة كان همهم إطالة عمل التحقيق والضغوط على سورية.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة يحضرون لفبركة مسرحية جديدة، يتم فيها استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين بريف إدلب الجنوبي لاتهام الجيش السوري.

وكالة «تاس» نقلت عن نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم، التابع للوزارة، الجنرال ألكسندر غرينكيفيتش قوله إن «الإرهابيين في إدلب يخططون لشن هجوم كيميائي وهمي على السكان المدنيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب، كاستفزاز ضد القوات الحكومية واتهام الجيش العربي السوري بتنفيذه».

وكانت سورية اعتبرت أن القرار الغربي المتخذ خلال دورة المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمثّل تسييساً واضحاً لأعمال المنظمة.

وزارة الخارجية السورية، وفي بيانٍ لها، أعربت عن قلق دمشق إزاء أساليب الابتزاز والتهديد والضغوط التي اعتمدتها مجموعة من الدول الغربية لتمرير القرار.

وقالت إن ما يُسمى بمنظمة «الخوذ البيض» تلجأُ بأوامر من مشغّليها إلى تلفيق حوادث استخدام للأسلحة الكيميائية، مع كل انتصارٍ للجيش السوري.

وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت في وقت سابق، أن مسلّحي هيئة تحرير الشام يخططون لاستفزازات في إدلب شمالي سورية، وأشارت إلى أن هدف المسلّحين هو اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية.

وكان فريق التحقيق الجديد التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتهم في 8 نيسان/آبريل الماضي قوات الحكومة السورية بشن 3 هجمات كيميائية في محافظة حماة في آذار/مارس 2017.

واتهمت الولايات المتحدة سورية أكثر من مرة باستخدام أسلحة كيميائية. مستشار الرئيس الأميركي لشؤون عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، كريستوفر فورد، قال في العام 2017 إن دمشق احتفظت «بكميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية»، وتقوم باستخدامها. واتهم فورد، من دون دليل، دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون في 4 نيسان/أبريل، مضيفاً أن «دمشق تواصل أيضاً استخدام الكلور».

على الصعيد الميداني، قتل مسلحان على الأقل وأصيب آخرون من ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي بهجمات على نقاطهم وآلياتهم في الحسكة ودير الزور.

وأفادت مصادر أهلية بمقتل مسلح من ميليشيا «قسد» بهجوم شنه مجهولون على حاجز للميليشيا في بلدة الهول بريف الحسكة الشرقي.

وفي الريف الشرقي لدير الزور حيث تتصاعد وتيرة الهجمات ضد عناصر ودوريات ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي أكدت مصادر محلية أن مسلحاً من الميليشيا وجد مقتولاً في منزله الكائن في بلدة سويدان.

وقتل أول أمس 6 من مسلحي ميليشيا «قسد» في هجمات متفرقة على محاور تحركاتهم في محيط بلدة عين عيسى وقرب بلدة تل السمن بريف الرقة الشمالي وبلدة العزبة شمال شرق دير الزور وفي هجوم شنه مجهولون على سيارة عسكرية على الطريق الخرافي جنوب الحسكة.

وكانت قد تصاعدت حدة التوتر في ريف الرقة الشمالي بين أبناء العشائر وقوات سورية الديمقراطية «قسد»، التي استقدمت تعزيزات عسكرية بعد مواجهات أعقبت مقتل شابين في قرية التروازية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن عشائر المنطقة تلقت نداءات من عشيرة الفدعان تحسباً «لأي مواجهة قادمة»، بعد مواجهات أعقبت مقتل شابين من أبنائها، وأدت إلى إخراج أفراد «قسد» من قرية التروازية شمال الرقة.

وإثر ذلك استقدمت «قسد» تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة إلى قريتي الكنطري والشركة، وذكرت صفحات ومواقع إخبارية محلية أن العشائر أرسلت أيضاً تعزيزات «لدعم إخوتهم» وذكرت بعض المواقع المحلية أن العشائر ردت وقتلت أحد أفراد «قسد».

وفي سياق متصل، اعتدت مجموعات إرهابية مدعومة من قوات الاحتلال التركي بالقذائف على قرية قزعلي في منطقة تل أبيض بالرقة.

وذكرت مصادر أهلية من المنطقة أن مجموعات إرهابية تعمل بإمرة قوات الاحتلال التركي استهدفت بقذائف المدفعية قرية قزعلي غرب مدينة تل أبيض أقصى الريف الشمالي للرقة ما تسبب بوقوع أضرار مادية.

واعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين في الـ 14 من الشهر الحالي بعدد من قذائف المدفعية على منازل المواطنين في قرية كوبرلك غرب تل أبيض ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى