عربيات ودوليات

أرمينيا لن تُحلَّ قضية قره باغ على حساب أمننا وتركيا تصدِّر عدم الاستقرار.. وأذربيجان تكشف عن شرطها الوحيد لوقف القتال..

شدّد رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان على أن بلاده «لن تقبل أي حل يضرّ بمصالحها الأمنية للنزاع بينها وأذربيجان في منطقة قره باغ»، مندداً بـ»نهج تركيا إزاء التصعيد الأخير هناك».

وصرّح باشينيان أثناء مؤتمر صحافي عقده في يريفان أمس: «كانت أرمينيا دائماً مستعدّة لتسوية قضية قره باغ بطرق سلمية، لكن ذلك لا يعني أنها مستعدة لحل المسألة على حساب أمنها القومي وأمن قره باغ».

وأشار رئيس الحكومة الأرمنية إلى أن «يريفان لا تنوي في المرحلة الراهنة تقديم طلب الدعم إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي على خلفية النزاع في قره باغ، على الرغم من وجود تنسيق وثيق مع المنظمة»، مشدداً على أن «القوات الأرمنية قادرة على الدفاع عن أمن بلادها بدعم المنظمة أو دونه».

ورفض رئيس الوزراء الأرمني «إمكانية عقد لقاء قمة ثلاثية بشأن تسوية النزاع في قره باغ مع رئيسي أذربيجان وروسيا، إلهام علييف وفلاديمير بوتين»، قائلاً إن «الحديث عن مثل هذه اللقاءات الثلاثية يعدّ أمراً غير مناسب ما لم تتوقف الأعمال القتالية في المنطقة المتنازع عليها بين يريفان وباكو».

وشدد باشينيان على أن «القاعدة العسكرية الروسية رقم 102 المتواجدة في أرمينيا تمثل جزءاً لا يتجزأ من منظومة أمن البلاد»، مشيراً إلى أن «قدراتها قد تستخدم في ظروف محدّدة».

وقال رئيس الوزراء الأرمني إن «الوضع في قره باغ لم يرق بعد إلى مستوى يستوجب اللجوء إلى قدرات القاعدة الروسية»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «الوضع يتطور بسرعة وليس بإمكان أحد التنبؤ بما سيأتي».

وامتنع رئيس الحكومة الأرمنية عن الإجابة مباشرة عن سؤال حول إمكانية استخدام يريفان صواريخ «إسكندر» الروسية على خلفية النزاع في قره باغ، وذكر: «على سلم أولوياتنا ضمان أمن مواطنينا وبلدنا، لكننا نهدف في الوقت نفسه إلى منع استمرار تفاقم الوضع».

ولوّح باشينيان مجدداً بـ»إمكانية اعتراف أرمينيا باستقلال جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد وتوقيع معاهدة معها بشأن الشراكة الاستراتيجيّة والتعاون في مجال الأمن والدفاع»، مؤكداً أن «هذه الخيارات قيد البحث لدى يريفان وسيتم تبني القرار النهائي بهذا الشأن بناء على عوامل عدة».

كما أكد باشينيان خلال اتصال هاتفي أمس، مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني على أن «أيّ توتر ونزاع يضرّ بجميع بلدان المنطقة ونرحّب بأي مبادرة عملية لوقف العنف».

وذكّر باشينيان بكلام وزير الخارجية الأرمني زغراب مناتساكانيان الذي اتهم تركيا أول أمس، بـ»تصدير عدم الاستقرار»، وقال: «نعم، تصدر تركيا في الواقع عدم الاستقرار إلى الشرق الأوسط والمتوسط وجنوب القوقاز».

وأكد رئيس الوزراء الأرمني أنه «أثار موضوع سلوك تركيا في اتصالات مع زملاء أجانب».

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية أن «حكومة أذربيجان سلّمت تركيا قيادة عملياتها الجوية في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين يريفان وباكو».

وصرّحت المتحدثة باسم الوزارة شوشان ستيبانيان، بأن «مقاتلتين من طراز إف-16 تنفذان تحليقاتهما انطلاقاً من مدينة كردامير، وطائرات هجومية من طراز سو-25 أذرية، وطائرات مسيرة تركية من طراز بيرقدار نفذت منذ الساعة العاشرة من صباح أمس، سلسلة غارات على قرى وبلدات في قره باغ».

وتابعت المتحدثة أن «تلك الطائرات تتلقى الأوامر من مركز قيادي يعمل عن بعد E7-T»، مشيرة إلى أن «المركز في منطقة أرضرومقارص شرق تركيا، ومن المرجّح أن قيادة العمليات تدار من متن طائرة».

كما ذكرت ستيبانيان أن «تحليقات وغارات الطائرات المسيرة التركية في المنطقة تدار بواسطة مركز قيادي متواجد قرب حدود مقاطعة هادروت التابعة لجمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد»، ووعدت بتقديم مزيد من التفاصيل لاحقاً.

في المقابل، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف أن بلاده «ستستعيد وحدة أراضيها، وسيتوقف القتال في قره باغ، إذا استوفت يريفان شرط سحب قواتها من الإقليم».

وقال علييف: «نحن نعيد العدالة التاريخيّة، قره باغ هي أرض أذربيجانويكفي النظر إلى التاريخ. إجراءاتنا صحيحة، ونريد استعادة وحدة أراضينا، ونحن نفعل ذلك وسنفعله».

وتابع: «لدينا خسائرالقانون الدولي إلى جانبنا، ففي 27 أيلول، قام الأرمن باستفزاز جديد وحذرتهم وأدليت ببيان من على منبر الأمم المتحدة بأن أرمينيا تستعدّ للحربلدينا شرط واحد يتمثل بالانسحاب غير المشروط للقوات المسلحة لأرمينيا من الأراضي المحتلة، إذا أوفت الحكومة الأرمنية بهذا الشرط، فإن القتال سيتوقف وسيحل السلام».

وشكر الرئيس الأذربيجاني، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على دعمه، حيث دخل القتال بين القوات الأذربيجانية والأرمينية يومه الرابع حول منطقة ناغورني قره باغ.

وقال علييف إن «باكستان وأفغانستان وتركيا أبدت جميعها الدعم»، لكنه أضاف أن «الجيش الأذربيجاني لا يحتاج إلى مساعدة خارجية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى