مقالات وآراء

التشهير سلاح الضعفاء…

مريانا أمين
“أما الذين يقعدهم الجبن عن إتمام واجباتهم تجاه الوطن والإنسانية، فإنّ عار جبنهم يكون عليهم مدى الحياة”، هذا ما قاله الزعيم أنطون سعاده.
إنهم الجبناء!
يشعرون دائماً بالدونية ويستخدمون سلاح التشهير للوصول إلى مبتغاهم؛ لأنه سلاح لا يعرف طريق الصدق، فهو ليس أقرب إلى الكذب بل كذب بحدّ ذاته وتجنٍّ على الآخرين، ليسبّبوا أضراراً على الوطن والمجتمع.
هم لا يعرفون أنّ التشهير لا يعني حريّة في الرأي ولا يأخذ مكان القضاء.
وها نحن بتنا نرى التشهير على قدم وساق في اتجاهين: الأول اتجاه مباشر كالكلام الجارح للمشهّر به.
والثاني اتجاه مبطن كالمدح الذي يُراد منه الذمّ وهو أعلى درجة في التشهير.
كلّ هذا فقط لأنهم لا يعرفون مفهوم حرية الرأي. ولأنّ كلّ موضوع قابل ليتحمّل رأياً آخر ويتقبّل الانفتاح على مجالات الحياة ما عدا قضية واحدة هي عدم الوفاء للوطن والتصرف بأسلوب العدو والتعامل معه فهذا الأمر لا جدال فيه.
أما إذا أخذنا الأمر من الناحية الفردية على سبيل المثال وبعيداً عن التحليل النفسي كي نتركه لعلماء النفس ولأصحاب الشأن.
لكن! من الناحية الأخلاقية نلاحظ أنّ هذه المشكلة الشائعة تنعكس على مجتمعنا انعكاسا سلبياً.
وما الجُبن إلا الشعور بالدونية الذي يعيق التواصل مع الآخرين لأنّ صاحبه يفرض الانطباع الجيد عن نفسه فرضاً؛ ولا يأخذ المجاملات على محمل الجدّ ولا يتقبّل الانتقادات.
والأخطر من ذلك عندما يصبحون عدوانيين بشكل مفرط لدى تعرّضهم لأيّ انتقاد حتى لو كان بسيطاً؛ وكم نراهم يحتاجون للإطراء كي يشعروا بالسعادة أو يتظاهرون بالمرض وأنهم مظلومون وغير سعداء ومعتدى عليهم باستمرار من قبل إخوانهم في الوطن.
من هنا…
إذا ما حصلوا على ما يطمحون إليه يستعلمون أسلوب التشهير؛ وفي وقتنا الحاضر كما يعلم الجميع، يتمّ هذا الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة فايسبوك وتويتر.
بعبارات يتناولون فيها أناساً، أصحاب مقامات أو انتماءات عقائدية وغيرها مما يسبّب الضرر الواضح لمحاولة شرخ الوطن ومؤسساته طائفياً وغير ذلك.
ليتهم يدركون أنّ الجبناء قلوبهم ضعيفة ولا يهدأون إلا إذا شعروا بالأمان.
لكن، الأمان ممن!
هنا يكمن السؤال؟
أوطاننا قوية بقوة الشرفاء البعيدين عن الجبن وعمَّن يستخدمون أساليب التشهير.
لأننا سنترك هذه الصفات التي لا تُحمد عُقباها مدى العصور.
وإذا أدركنا الموت فسنموت مرة واحدة واقفين كالأشجار بشجاعة، ولن نموت مرات عديدة كالجبناء…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى