الوطن

لبنان… مفاوضات لا تطبيع

} يوسف نصرالله

في زمن يدخل فيه العربان أفواجاً من أبواب البيت الأبيض لمبايعة رسول الشيطان والتنازل له عن أرض عيسى المسيح عليه السلام، يفرض الواقع عليك ان تكون مدافعاً صلباً وشرساً عما تبقّى لك من حقوق وحمايتها بكلّ الوسائل المتاحة لكن دون المخاطرة بالسقوط لأنك الناجي الوحيد حتى هذه اللحظة.

ولذلك فإنّ معرفة الظروف وإدراك الواقع وحيثيات اللحظة التي تعيش فيها وتعلم كيفية التصرف يُعتبر نصف الانتصار ويحمي من زلة القدم والسقوط في قلب الهاوية.

فالواقع هو أنّ عدواً شرساً قائماً على الهيمنة والتوسع وسرقة الممتلكات يتربّص بما يملك لبنان من ثروات غازية ونفطية ويحاول سرقتها، في وقت تعاني فيه بلاد الأرز التي أذاقته طعم الذلّ والهزيمة عبر مقاومتها في تموز ٢٠٠٦ وأيار ٢٠٠٠ من أزمات كبيرة في البيت الداخلي الذي اخذ بالتصدّع، وأصبح قابلاً للانهيار الكامل بفعل أسباب عديدة منها الداخلي كضعف الاقتصاد والفساد المستشري والانتشار الكبير لفيروس كورونا وآثار فاجعة انفجار مرفأ بيروت في ٤ آب الماضي، ومنها ما هو خارجي يكمن في الضغط على لبنان من قبل أميركا وحلفائها للتنازل عن ثرواته وإخضاعه لشروطها المجحفة المتمثلة في منع لبنان من الدفاع عن نفسه والهيمنة عليه عبر المطالبة بتسليم سلاح المقاومة كشرط لمساعدته على النهوض من أزماته.

لذلك فإنّ الجلوس على طاولة مفاوضات يتمخض عنها حماية الحقوق كلها وتحقيق المكتسبات دون التنازل يُعتبر انتصاراً كاملاً كالانتصار في المعارك الحربية، لا بل أهمّ، لأنه بذلك تكون أبعدت عن البلاد شبح الحروب ومآسيها وان لم تأت تلك المفاوضات بما هو مرجو منها، فتعتبر مسألة تمرير وقت.

وما أخذ بالقوة لا يُستردّ إلا بالقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى