رياضة

إختيار التشكيلة المثالية … مسؤولية مهنية وأكثر

} إبراهيم وزنه

ما أن إنطلق الموسم الكروي المحلي حتى عادت عجلة النقد والتحليل والإختيار للتحرّك من جديد إنطلاقاً من الحرص على أصول المتابعة العصرية. النقد والتحليل يلزمان المتصدّي لهما بالإلمام والدراية بأصول اللعبة الشعبية وفنونها وأساليبها وإبداء الملاحظات الفنّية بناء على القراءة الفنية المتأنية للمجريات الدائرة فوق المستطيل الأخضر، والأفضلية في هذا المجال تبقى لمن سبق وتألق في الملاعب واجتهد على تثقيف نفسه بهدف استعمال العبارات الواضحة مع شرح الخطط الميدانية وتفنيدها وصولاً إلى الانتقاد ولفت النظر، وهذا أمر طبيعي لمن دخل إلى مدرسة النقد والتحليل منذ صفوفها الأولى بقصد الارتقاء مستنداً إلى تاريخ ناصع ورغبة صادقة، وفي «لبناننا» وعالمنا العربي الكثير من هذه الوجوه الطيّبة والساعية نحو الأفضل.

وبالانتقال إلى عملية الإختيار ـ وهي لبّ الموضوع ـ لا بدّ من التأكيد بأن حسن الاختيار هو السبيل الأقصر إلى إدراك النجاح وتحقيق النتائج الطيّبة، فاختيار التشكيلة المناسبة للمباراة من قبل المدرّبين ستختصر طريقهم للفوز، كما أن إختيار شريك أو شريكة العمر بتأنٍ وفهم ودراية لا بدّ أن يسهم بتوطيد العلاقة بين الزوجين وبالتالي إبعاد شبح الطلاق عن حياتهما حتى آخر العمر. وفي الحديث عن الإختيار الكروي، تعود بي الذاكرة إلى العام 1995 عندما أسقطنا في جريدة شوت فكرة جديدة على واقعنا الكروي تتمثّل بـ «التشكيلة المثالية» تقليداً لما هو حاصل في الصحف الأوروبية، يومها ولكي يأتي الاختيار موفّقاً كنا نزوّد الزملاء الموزّعين في الملاعب ببعض الملاحظات والمعايير المطلوب إتباعها قبل الشروع بالاختيار خصوصاً وأن بعضهم من مشجعي الأندية، ما يعني بأن العاطفة ـ لو تحرّكت ـ ستدفعهم إلى إتخاذ خيارات غير موفّقة، ولطالما عانينا في هذا السياقعتاب من لاعبين لم ترق لهم التشكيلة لخلّوها من اسمائهم، وإتصالات من بعض اللاعبين فور خروجهم من الملعب بالزملاء المتابعين للمباراة طالبين تسميتهم ضمن التشكيلة … 

ومن جهتي لطالما طالبت بالغاء الفقرة من منطلق عدم أهلية بعض الزملاء لاختيار الأفضل، من منطلق أن في الصحف والمجلات الكروية المتخصصة يوجد فريق عمل مهني له سمعته للقيام بهذه المهمّة، مع التذكير بأن الزملاء في برنامج «غول» تلقفوا الفكرة وساروا بها وجعلوها موسمية وذات طابع تنافسي، وتحوّلت سريعاً إلى مهرجان موسمي ينتظره المعنيون على أحرّ من الجمر، وهو عبارة عن موسم الحصاد التحفيزي والعملي للمجلّين، ولكي تأتي الخيارات موفّقة أوكلوا مهمة الاختيار إلى عدد لابأس به من المدرّبين والمحللين والإعلاميين، ومع ذلك بقيت الهجمات تنطلق ضد خيارات «غول» بعد كل مهرجان!.

بالأمسنشر أحد الزملاء «تشكيلته المثالية»، وهو يعمل في موقع رياضي له سمعة عالمية، وبناء على ما نشره من أسماء، دارت نقاشات بين الزملاء الاعلاميين، هذا يؤيّد وذاك يرفضوهنا أسمح لنفسي، وبناء على 50 سنة كنت قد أمضيتها في عالم كرة القدم المحلية (لاعباً وإعلامياً وموثّقاً) بأن أتوجّه بالنصح للزميل وغيره من الزملاء الكرام.

ـ إختيار اللاعب الأفضل مسؤولية مهنية تتطلب خبرة كبيرة.

ـ بما أن الإختيار غير الموفّق سينشر على الموقع المتابع بالملايين، ستكون الصورة غير لائقة بحقّ كرتنا المحلية.

ـ نصيحة للبعض، عدم التصدّي للخيارات غير الموفّقة بلغة قاسية مصحوبة بعبارات التهكّم والسخرية، فعائلتنا الاعلامية الرياضية بحاجة إلى المزيد من التعاون والتلاقي لا إلى التباعد .. كفانا من الكورونا تباعداً.

ـ إحترام جهود اللاعبين، فلا يجوز حرمان أحدهم من التسمية ضمن التشكيلة المثالية لأن «أحدهم» من هذا الموقع أو في تلك الصحيفة لا يحبّه، أو حتى لم يتابع مباراة فريقه!

ـ التزوّد بالمزيد من الخبرات الفنية، وإعتماد المراقبة من دون عواطف، والسؤال المنطقي الذي يفرض نفسه، كيف يتابع الزميل 3 مباريات في نفس الوقت، ويختار لاعبين من 3 ملاعب!

ـ ليس من يسجّل الهدف هو صاحب الأفضلية لإختياره ضمن «التشكيلة»، فهناك خط سير بياني للعطاء وبذل الجهد وتقديم اللمحات والتأثير على الاداء الايجابي، ويجب متابعته بدقّة قبل القيام بعملية الاختيار.

أحبّائي، ما ذكرته، في هذا المقام، نشرته تحسّباً من إتساع الهوّة بين المواقع والزملاء، ورحم الله إمرىء عرف حدّه فوقف عنده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى