حديث الجمعة

كونٌ مكسور

 

في عينِ الأبدِ دمعةٌ

تسحبُها أصداءٌ

تتبخّرُ

من صدرِ التّرابِ

من نسغي الهابطِ

باتجاهِ جذرِ القلقِ

في ذروةِ أعصابهِ

من ارتجاجِ فخّ الكآبةْ /

أصحو..

فوضى تخنق المكانَ

مَنْ يبعثرني يا الله؟

أهذا المكان لي؟

وذا رمْلُ الجسدْ

أمِ انخماصُ الرّوحِ

في ضوء الزّبدْ؟

بحجم الفراغ

تدور الرّمال

تبحث عن طريقٍ

أمضي إليّ

أحدّق في الصّمت

بعينين تغرقان

وراءَ الأنا:

كبحيرةٍ ناتئةٍ

أعبرُ وجهي

لا يراني ولا أراه

وجهي في رماد الوجوهْ

لا شيء

لا شيء..

بينَ جدرانِ ذاتي

أهمي

غريبةٌ تتركُ غريبةً

نبيّةٌ رسالتها: بعثرةُ رأسي..

أقصُّ ليَ الحكاياتِ

لتنامَ الغربةُ

ليهدأَ جوفُها

فيكفُّ عن ابتلاعي

المدَدْ..

بين كآبتي وبينكَ

انفلاتُ المسافةِ

لأرضٍ لمْ تُمطرْ

ولم تمرّ عليها خريطةٌ

أو بَلدْ

.

.

كلّ الخرائط تلهثُ

في دمي:

كونٌ لا يتسع

لرهافة الأوكسجين

ولا لصورة الجدارْ

أبحثُ عن ذاكرةٍ

أنجو بها

أحتكرُها في ظلّي:

أرضٌ لا خوفَ في أحشائها

أفردُ شِعري للعصافير

أمّي: نضجتُ أكثرَ ممّا تظنين!

من أين تنبتُ للحزنِ

كلّ هذه الأجنحة؟

لا تنتهي شواطئهُ

ولا أنتهي مع الآفلين

يعمّدني في غيابكَ

على مذبحِ القصيدة

حزنُ إغراءِ المطر

في أتون الحرب

حزينةٌ أنا بما يليق بفرحٍ

يلهو في

قصيدةْ..

حزينةٌ أنا

كطائرة ورقٍ تكتبُ الفرحَ

تعومُ في ومضاتك

تغطّي حزن الأبديّةْ

.

.

ظلمةٌ كثيفةٌ أكوّرها

بعينٍ فارهةِ الضّوءِ

ومضةً.. ومضةْ..

عزلةُ المكان في رائحتي:

آياتٌ.. آياتُ

الصّمتِ

ينبوعٌ يرتّلُ

جبلاً:

صخرةً.. صخرةْ

.

.

بقعةٌ حمراءُ تحتلّني

أغمضُ عينيّ

تتسعُ

حبالي الصّوتية

موصولةٌ بكَ

موسومةٌ بعلاماتِكَ..

أقرأ الحجرَ

أنصتُ لهديرٍ

لا يسمعهُ أحدْ

صدأٌ.. صدأٌ

في الحلْقِ

مقبرةْ..

.

.

شتاءٌ يتقصّفُ

صَدفةًصدَفَةْ..

بروح مثقّبة

تقفُ تحت مزراب

أستنشق

الكون المكسور

أواجهُ بؤس العالم

أواجهُ بؤسك

ألتفُّ في عروة الأرض بما يكفي

لإطعام بؤساء

الحربالسِّلْم

بؤساءِ الهواءْ

شجرة أنا بما يكفي

لأتقصّف في القصيدةِ

لأكون حطباً

جمراً

كحلَ المساءْ

شجرة أنا

بما يكفي

لأعيد الكربون

إلى الحياةْ

لأركضَ في حُلمكَ

في حُلم الأرض..

أصلُ إليك

في ورقِ كتابك

في صمغ تُلصق به

الضّياءْ

تقولُ: فراتٌ ينبعُ منكِ

يستثيرُ

في الأرضِ فرحاً

إليه المصير..

.

.

في الكواليس

أناي المتعدّدة

تصوّر الكوْن الزجاجْ:

من أنقاضِ

الفراتِ

ينبعُ الأجاجْ../

 

المسافات: ومضةُ

نافذة في طريق/

 

في رجفة الأحلام

انزياحُ اللون

عن مداره/

أصحو:

مَنْ يبعثرني

يالله!!!

سوسن الحجة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى