مقالات وآراء

«ما يحلموا في النوم واليقظة
بالتطبيع مع العدو الصهيوني»

} د. جمال شهاب المحسن

محاذيرُ المفاوضات الثلاثية الأبعاد والأطراف الأممية واللبنانية و»الإسرائيلية» تحت الرعاية الأميركية المباشرة لـ «ترسيم الحدود» كثيرةٌ جداً بفعل سوابق ما جرى في مفاوضات الهدنة عام 1949 ومفاوضات اتفاق 17 أيار بعد الاجتياح «الاسرائيلي» عام 1982 وغيرها في الظاهر والباطن وباطن الباطن وتحتَ طاولة المفاوضات وفوقَها، وإنْ غُلِّفت بـ «انتزاع الحقوق اللبنانية المشروعة» بالتراب والبحر واليابسة وبالغاز والنفط وغير ذلك

وهنا نسأل هل أنّ أهل الجنوب اللبناني يشربون من الوزّاني بفعل القرار الأممي رقم 425 الذي دوّخونا فيه أكثر من إثنين وعشرين عاماً دون أيّ جدوى أم بفعل الانتصار التاريخي والاستراتيجي الذي حققه أبطال جبل عامل المقاومون الأشدّاء والحاضنة الشعبية الوطنية اللبنانية والدعم السوري والإيراني عام 2000.

وما يزيد في الطين بلّة ما أُعلن عن تشكيلِ وفدٍ للمفاوضاتِ قيل إنها «غير مباشرة» مع العدو «الاسرائيلي» قِوامُه عسكريانِ ومدنيان، وهنا نضمُّ صوتنا إلى مَن يطرحون السؤال: ما الحاجةُ الى المدنيينَ في وفدٍ يواجهُ عدواً؟!

إنّ هذه المقدمات الخاطئة ستؤدّي حتماً إلى نتائج خاطئة على حساب لبنان وانتصاراته.

وليعلمْ الجميع أنّ العدو الصهيوني المدعوم من «راعي» المفاوضات الأميركي وحلفائه في الإقليم والعالم يحتاجون إلى الصورة في الناقورة لتغطية صور أخرى، وسيشغّلون الكارتيلات الدعائية الإعلامية الكبرى وغرف البالتوك السوداء لنشر هذه الصورة

إنّ الغشّ في لبنان يطال كلّ شيءولكن (على مين على مين على مين)…

وتجدر الإشارة الى أنّ البعض يحاول التفريط بعوامل قوتنا خدمةً للعدو الصهيوني الإرهابي المجرم والولايات المتحدة الأميركية وحلفائهما في الإقليم والعالم

ورغم ما يتقوّل به الطامحون للمناصب والكراسي عن سلاح المقاومة فإنّ هذا السلاح المقدّس هو مشكلة للعدو الصهيوني وكلّ أعداء لبنان، ولن يستطيع أحد على وجه الكرة الأرضية أن ينزعه من بين أيدي حامليه الوطنيين العقائديينوهنا نتذكّر أغنية للمطربة الكبيرة فيروز من تأليف الأخويْن رحباني حيث جاء فيها:

طير طير طير يا غاب العصافير

هربوا التعالب من وجه النواطير

وبعبارة واضحة صريحة وحاسمة بأسلوب جمهور المقاومة: «ما يحلموا في النوم واليقظة بالتطبيع مع العدو الصهيوني».

*إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى