الوطن

17 تشرين الأوّل أين مطالبها… وأين ثمارها؟!

 السيد سامي خضرا

 

منذ الخطوة الأولى في اليوم الأول لتجمُّعات 17 تشرين الأول 2019 لاحظ الجميع خَطْباً ما :

لاحَظوا جُملة أمور تدعو إلى التَّساؤل وبحاجة إلى توضيح، إن لم نقل مُريبة!

لكنها لم تَجد لا جواباً ولا توضيحاً!

وكبُرَت الرِّيبة مع الأيام.. ومنها:

1 – أين هي تلك المجموعة من النساء والرجال الذين هبَطوا فجأة بالمِظَلَّات على الشاشات ووسائل الإعلام في مُقابلات مَفتوحة الوقت وبخطابات فوقيَّة هي أشبَهُ بالأوامر وبثقة مَرَضِيَّة زائدة ومن دون قَبولِ نقاش، تماما كأسلوب السفيرة الأميركية آنذاك ورئيس الجامعة الأميركية!

ثم اختفى هؤلاء فجأةًواليوم نسينا أسماءهم!

ومن جملة النظريَّات العجيبة التي جاؤوا بها أن لا لُزوم للتنظيم والقيادة فَكُلُّ فردٍ هو leader!

وعليك أن تتصوَّر هَشاشة وسَخافة ما نحن فيه.

2 – أين أتباع هؤلاء أنفسهم الذين خرَجوا فجأةً إلى الساحات لمدة أسابيع يتجمَّعون ويُنَظِّرون لأمورٍ «وخلطة كوكتيل» بفردية قاتلة لم يُسمَع بها من قبل (وسَنذكُر بعضها في النقاط الآتية)…

3 – من أين جاءت تلك «التنسِيقيَّات» التي كانت تُقرِّر وتعمل وتُطالب وتُنَفِّذ وتقطع الطرقات وتهين الناس والمرضى وكبار السِّنبطرق حضارية؟!

4 – أَلَم يَكُنْ مُرِيباً ما ذكرناهُ مِراراً في جملة مناسبات من أنَّ رفع شعار «كُلُّن يعني كُلُّن» والذي صفَّق له بعضُ البُسَطاء والسُّذَّجكان الهدف من ورائه «تَضييع الشِّنكاش» وحماية الفاسدين وترشيح فاسدين افتراضيين؟!

5 – فُجأةً وكما ظهرتْ قوات «NGO,s» والتي لم تكتفِ بقَطع الطرقات بل بالتخريب المُنَظَّم فُجأةً غارتْ واختفتْ!

تماماً كالظهور غير المُتوقَّع لرئيس الجامعة الأميركية ثم اختفاؤه!

 وهذا لا يعني أنها انتهَت بل أنها كَمنت لوقتٍ آتٍ!

6 – كُلُّنا يذكُر مَن طالبَ بحكومة بمواصفاتٍ فلانية لدرجة أنَّ تشكيلها وأعضاءها وتوزيعها كان في جَيبه وعُرِضَ على مقامات رسمية!

ثم تبدَّلت الخطة وسُحبت المبادرة.

7 – بعد مرور هذه الأشهر الطويلة ماذا كانت النتيجة:

فوضى وتحطيم ونَهب وقَطع طرقات وفِتَنٌ مُتجوَّلة وألغامٌ مُفَخَّخة لا يُعلَم متى تنفجر.

8- لفترةٍ أصبح الوجهُ الأبرز لهذه الثورة رقصٌ وغناءٌ وطرَبٌ وسهَرٌوإمكانيات لوجيستية مفتوحة تأتي غُبَّ الطلب!

أهو حِراك أو انتفاضة أو ثورة أو «سورة» أو تسميات أخرى اختُلفَ على عناوينها ومدلولاتها وكلّ شيء فيها.

 لكنها اليوم باتت أسماءً بلا معاني ومظهرٍ بِلا جوهر يزداد كلّ يوم التباساً وإساءةً للبنان وللبنانيين.

فتسميات الأشياء الصغيرة بعناوين كبيرة قد تنفعها في البدايات ولكن لا بدّ أن تفضحها في النهايات.

فهذه تساؤلات من 17 تشرين إلى 17 تشرين: أخبِرُونا بما عندكم وأين أصبحتم !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى