عربيات ودوليات

أرمينيا مستعدّة لتنازلات مؤلمة لكن لن تقبل الاستسلام وتبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار مرة أخرى

 

أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، أمس، أن «الشعب الأرمني مستعدّ لقبول حلول وسط لتسوية النزاع في قره باغ، لكنه لن يقبل الاستسلام».

وقال باشينيان، في كلمة تمّ بثها مباشرة عبر صفحته في «فيسبوك»: «أريد أن ندرك جميعاً إدراكاً تاماً أن أذربيجان لا ترغب في قبول حلّ وسط من أجل تسوية المسألة بل تريد استسلام قره باغ. ونحن مستعدون لتنازلات متبادلة وحتى التنازلات التي قد تكون مؤلمة بالنسبة لنا، لكن الشعب الأرمني لن يكون أبداً مستعداً للاستسلام».

أما مصير الهدنة الأخيرة في قره باغ فاعترف باشينيان بأنها «لم تصمد كسابقاتها»، محملاً الجانب الأذربيجاني «المسؤولية عن مواصلة المعارك».

ورغم إعلان واشنطن وقف إطلاق النار في قره باغ، إلا أن «باكو ويريفان مازالتا تتهمان بعضهما بعضاً بانتهاك شروط الهدنة».

فقد أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن «القوات المسلحة الأرمينية أطلقت النار من راجمات الصواريخ «سيمرش» على بلدة ترتر، الواقعة بالقرب من منطقة المعارك في قره باغ.

بالمقابل أفادت سلطات قره باغ بأن مناطق (مارتوني ومارتاكيرت وأسكيران) تعرّضت لإطلاق النار باستخدام منظومة «غراد» الصاروخيّة.

كما أعلن رئيس الوزراء الأرميني، أمس، أنه تحدث في ليلة الاثنين مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، معرباً عن «شكوكه بشأن احترام نظام وقف إطلاق النار في قره باغ».

وقال باشينيان، في الرسالة المسجلة على صفحته الرسمية في فيسبوك: «من الواضح أنه مرة أخرى لن يكون بالإمكان الحفاظ على وقف إطلاق النار. لا أعرف ما سيكون رد فعل مجموعة مينسك، لكن الجانب الأرميني فعل كل شيء للالتزام بوقف إطلاق النار وكان جيش الدفاع لجمهورية ناغورني قره باغ متحفظاً، لكنه في النصف الثاني من اليوم يمكننا القول إنه لم يكن من الممكن الحفاظ على الهدنة».

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه «أجرى محادثة هاتفية ليلة الاثنين مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو.، مشيراً: «أخبرته أن هذه هي الهدنة الأولى بالنسبة لهم وبالنسبة لنا هي الهدنة الثالثة، ويمكنني أن أتوقع تقريباً أن الهدنة لن يتم الالتزام بها بدرجة عالية من الاحتمال وأن أذربيجان ستلقي باللوم على الجانب الأرميني. لكن السؤال الرئيسي: إذا لم يتم الحفاظ على الهدنة، فكيف سنحدد الجاني وما هي العواقب المترتبة على الطرف المخالف؟».

في يوم أول أمس الأحد، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أنه «تم التوصل لهدنة إنسانية جديدة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قره باغ، بحيث تدخل حيز التنفيذ في الثامنة من صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي».

لكن اشتباكات جديدة اندلعت، يوم الأحد، بين أذربيجان أرمينيا بعد دقائق عدة من دخول نظام وقف إطلاق النار حيّز النفاذ، وتبادل الطرفان الاتهامات في خرق الهدنة وعرقلة تسوية سلمية للنزاع.

وهذه الهدنة هي الثانية من نوعها التي تمّ إعلانها منذ اندلاع التصعيد العسكري الحاد في إقليم ناغورني قره باغ بعد توصل الجانبين إلى اتفاق مماثل في موسكو يوم 10 من الشهر ذاته خلال اجتماع ثلاثي على مستوى وزراء. الخارجية بمشاركة روسيا.

ودعا عدد من الدول، من بينها روسيا الاتحادية وفرنسا، طرفي الصراع إلى ضبط النفس. كما أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، محادثة هاتفية أشارا خلالها إلى أنه «من المهم بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد في قره باغ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى