مقالات وآراء

ندوة صور «التعليم عن بُعد: تحديات وفرص»…

 

«التعليم عن بُعد: تحديات وفرص» هو عنوان الندوة التي أقامتها «الشبكة المدرسيّة الوطنيّة في قضاء صور» و«الحركة الثقافيّة في لبنان» في مسرح ثانوية صور الرسمية المختلطة بحضور رئيس المنطقة التربوية في الجنوب ونائب رئيس الحركة الثقافية في لبنان الأستاذ باسم عباس ومنسق عام الشبكة المدرسية في لبنان الأستاذ نبيل بواب وممثل رابطة التعليم الأساسي الرسمي، وعدد من المديرين والأساتذة التقنيين في المدارس والثانويات الرسمية والخاصة في قضاء صور. وقد حُصرت الدعوة بمديري المدارس مع أستاذ تقني واحد من كلّ منها، للتحكّم بعدد الحاضرين في ظلّ الإجراءات المرتبطة بمكافحة انتشار فيروس كورونا، مع التشديد على ارتداء الحضور للكمامة ومراعاة التباعد الجسدي بينهم.

افتتحت الندوة بالنشيدين الوطني اللبناني ونشيد الحركة الثقافية في لبنان، تلا ذلك كلمة ترحيبية من مدير الندوة الباحث التربوي ماجد جابر رحّب فيها بالحضور والمشاركين وتوجه بالشكر إلى إدارة ثانوية صور الرسمة المختلطة على احتضانها لهذه الندوة، ثم توجه بالمباركة لتأسيس الشبكة المدرسية في قضاء صور مشجعاً المدارس والثانويات الرسمية والخاصة على الانتساب لها لما للأمر من أهمية كبرى في تعزيز التواصل والتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في ما بينها، وتفعيل الشراكة بين العناصر المساهمة في العملية التربوية، آملاً أن يكون حضور هذه الشبكة فاعلاً ومؤثراً في النهوض بالواقع التربوي.

بعد ذلك كانت كلمة منسق الشبكة المدرسية في قضاء صور الأب الدكتور جان يونس مرحّباً بالحضور ومشدّداً على أهمية الندوة في هذه الأيام التي تتطلب تعاون وتضامن الجميع، مؤكّداً أنّ الشبكة المدرسية في صور تعمل تحت إشراف رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الأستاذ باسم عباس، وبرعاية رئيس اتحاد بلديات صور المهندس حسن دبوق، وتوجه بالشكر إلى كل من رئيس لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري الداعمة لمشروع الشبكات المدرسية على مساحة لبنان، وعضو لجنة التربية النيابية النائب علي خريس الذي سعى وبارك وشجع تأسيس الشبكة المدرسية الوطنية في قضاء صور، وتوجه بطلب إلى جميع المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة ومدارس الأونروا في قضاء صور بالانضمام إلى الشبكة من خلال طلبات الانتساب التي وُزّعت عليهم، مشيراً إلى أنه سيتمّ في الأسبوع المقبل تدريب معملي المدارس الرسمية والخاصة ضمن قضاء صور على برنامج Microsoft teams من قبل جهاز الإرشاد والتوجيه وذلك بتنظيم من الشبكة المدرسية في قضاء صور.

فعاليات المحاضرات انطلقت بكلمة تقديمية من مدير الندوة الباحث التربوي ماجد جابر الذي أشار إلى أنّ تجربة التعليم عن بُعد العام الماضي كانت قاسية على المنظومة التعليمية التي وجدت نفسها أمام تحوّل سريع نحو واقع تعليمي جديد اصطدم بكثير من التحديات، لا سيّما المرتبطة بمشكلات البنية التحتية (كهرباء، انترنت…)، والأوضاع الاقتصادية، ومشكلات التعليم الرسمي وتطويره وغيرها من التحديات التي جعلت المدرسة في مواجهة كبيرة مع ضرورات المرحلة العالمية التي نمرّ بها. ثم أشار إلى أنّ انطلاقة العام الدراسي الحالي تحمل كثيراً من الهواجس والتساؤلات لدى المعلمين والمتعلمين والعاملين في الشأن التعليمي، حيث أظهر استطلاع رأي على ٣٥٠٠ مستطللع أن ٤ بالمئة فقط يؤيدون التعليم عن بُعد بشكل كلي بسبب سوء التجربة السابقة لهذا التعليم، واختتم أنّ هذه الندوة جاءت لتجيب عن بعض الأسئلة التي تتردّد بشكل كبير ومنها: ماذا ينبغي أن تحتوي المنصات التعليمية من موارد رقمية؟ وما هي الاستراتيجيات وأنماط التعليم والطرائق والوسائل اللازمة للتعليم عن بُعد؟ وما هي آليات التقويم التي يمكن اعتمادها عن بُعد؟ وأيّ دور قيادي يمكن أن يلعبه المدير في مواكبة هذا التعليم، وأبرز التحديات التي تواجهه؟

المداخلة الأولى من الندوة كانت مع رئيسة قسم أصول التربية في الجامعة اللبنانية وممثلة كلية التربية في الجامعة اللبنانية البروفسور سكارليت صراف، تحت عنوانالتقويم عن بُعد، تطرقت فيها إلى مفهوم التقويم، وتقويم المتعلم، والتقويم من أجل التعلم، والتقويم التكويني ودوره وكيفية إجرائه خلال التعليم عن بُعد، ثم استعرضت أنواع الاختبارات التي يمكن استخدامها خلال التعليم عن بُعد، لتنهي مداخلتها بطرح سؤال إشكالي: أيّ متعلّم نريد؟

المداخلة الثانية من الندوة كانت مع الأستاذة المحاضرة في كلية التربية البرفسورة إكرام مشموشي، تحت عنوانالقيادة عن بُعد وتحدياتها، تطرّقت فيها إلى متطلبات قائد الأزمات في ظلّ الثورة التكنولوجية (حكمة، روية، استشراف مستقبل، إعادة التفكير بالسياسات الاجتماعية)، حيث مرّت في مداخلتها على تعريف القيادة المواكبة إذ يبرز القادة في الوعي والحكمة وضبط النفس، مشيرة إلى أنّ القادة التربويين في لبنان يواجهون أزمات مالية ومؤسساتية ومجتمعية واجتماعية ونفسية، والأهمّ غياب سياسة تربوية واضحة للدولة. ثم استعرضت كفايات العقل المدبّر الخبير المواكب للتغييرات وقراءة الواقع، وقيادة البُعد الزماني والمكاني، وتحديد قدرات ومهارات العناصر البشرية، وإعادة تكوين الفرق.

المداخلة الثالثة في الندوة كانت مع رئيس الجمعية اللبنانية للمعلوماتيين المحترفين الأستاذ ربيع بعلبكي الذي شرح أهمية التحوّل الرقمي في التعليم وحق الابتكار للجميع، وخاصة كيفية تحقيق الهدف الثامن والتاسع من أهداف التنمية المستدامة، وشرح كيفية رسم خارطة طريق مراحل التحوّل الرقمي والاحتياجات الخاصة بالمدرسة الرقمية وأهمّ الأدوات والحلول التي تسهّل عملية التعليم عن بُعد، وتوقف عند أهمّ التحديات التي تواجه التعليم عن بُعد لجهة الإدارة التربوية بجودة عالية ودور مدير المدرسة في مواجهة تحديات التجهيز والتدريب وجهوزية الأهل بالشراكة مع المجتمعات المدنية المتخصصة لا سيما مدير المدرسة الرسمية.

وأشار بعلبكي إلى أنّ المدرسة الرسمية في حالة خطر كبير أكبر من جائحة كورونا لناحية عدم تحقيق أدنى الاحتياجات من قبل وزارة التربية حتى الآن والتي تحتاج إلى أشهر مما سيتسبّب بفجوة خطيرة في تحقيق العدالة الاجتماعية لمختلف شرائح المجتمع من ناحية التعليم عن بُعد، والقضاء على العام الدراسي إلا إذا تحرّكت وتكافلت مؤسسات المجتمع المدني من تجمعات مدنية متخصصة تابعة للأحزاب والنقابات والجمعيات مثل شبكة التحوّل الرقمي في لبنان وجمعية سند لبنان وكذلك شبكة المدارس في قضاء صور التي سيكون لها دور أساس في مواجهة تحديات التعليم عن بعد، ولأنّ انتظار وعود لن تتحقق على أبواب العام الدراسي الذي بدأ فعلياً لا يجدي نفعاً خاصة في المدارس الرسمية حيث سيكون من المستحيل تأمين تلك الاحتياجات من أجهزة وتمكين للمعلمين والأهل في أقلّ من ثلاثة أشهر على أضعف تقدير.

وصرّح أنّه على استعداد لتأمين برامج التقويم عن بُعد للمدارس الرسمية دون أيّ مقابل وأنّ شبكة التحول الرقمي ومجتمعات المعلوماتية من اتحادات ونقابات ستتعاون لإصدار دليل شامل لكلّ من المدير والناظر والمشرف والمعلم والمتعلم والأهل والتقني وخبير تكنولوجيا التربية ووضعها بتصرّف المدارس.

هذا وتخللت الندوة مشاركات ومداخلات قيّمة من الحضور، لا سيما مداخلة رئيس المنطقة التربوية في الجنوب، واختتمت بشكر الحضور والمحاضرين على تلبية الدعوة رغم الظروف الصحية الصعبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى