الوطن

الأسد معرض منتجين 2020: حلب قلب الصناعة وقاعدة الإنتاج في سورية

القاهرة تؤكد خطورة نقل الإرهابيّين من سورية إلى مناطق أخرى.. وموسكو قلقة من تزايد هجمات «داعش» في الفرات

كشف الرئيس السوري بشار الأسد عن السبب الحقيقيّ وراء الأزمة الاقتصاديّة المتفاقمة في سورية، وأشار إلى أن ودائع السوريّين المحتَجزة في القطاع المصرفيّ اللبناني هي السبب الرئيسي.

وقال الأسد خلال جولة له برفقة عقيلته السيدة أسماء الأسد، في معرضمنتجين 2020” بالتكية السليمانية في دمشق بمشاركة من منتجين من حلب: «القضية ليست الحصار، وإذا الحصار على حلب لم يقدر أن يؤثر، فإذن الحصار على سورية، والذي لا يمكن أن يكون أقسى من حصار حلب، لن يكون السبب وراء المشكلة (الاقتصادية) التي نمرّ فيها، هناك موضوع النفط نتأثر به وموضوع القمح وتوريده وحرقه في المناطق الشمالية الشرقية لا شك أن له تأثيراً».

وأضاف، أن ودائع السوريين، التي تقدر بالمليارات والمحتجزة في القطاع المالي اللبناني هي السبب الرئيسي وراء الأزمة.

وأوضح قائلاً: إن «المشكلة الاقتصادية لها سبب آخر لا أحد يتكلم فيه وهو الأموال التي أخذها السوريون وأودعوها في لبنان، وعندما أغلقت المصارف في لبنان دفعنا الثمن، هذا هو جوهر المشكلة التي لا يتكلم أحد بها، طبعاً من السهل أن نلوم دائماً الدولة والحكومة، الأخطاء موجودة لدى الجميع هذا موضوع آخر، لكن الأزمة الحالية ليست مرتبطة بالحصار، الحصار مستمر منذ سنوات ولا يعني هذا أن الحصار أمر جيد والأميركان أبرياء، لكن الأزمة الحالية التي بدأت منذ حوالي عدة أشهر سببها هذا الموضوع (الأموال المودعة في لبنان)».

وأشار إلى أن ودائع السوريين في المصارف اللبنانية تقدر ما بين 20 و42 مليار دولار، وقال: «لا نعرف ما الرقم الحقيقيّ، وهذا الرقم بالنسبة لاقتصاد مثل اقتصاد سورية هو رقم مخيف».

واستمع الأسد والسيدة أسماء خلال جولة على أجنحة المعرض من المشاركين والمنتجين حول مشاركتهم في المعرض وأهميته كمنصة للتسويق والترويج الداخلي والخارجي لمنتجات المعامل والورشات التي أعيد تأهيلها وإعادتها للإنتاج عبر الدعم المقدم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتكون رافداً مهماً في الاقتصاد الوطني وكسر الحصار والحد من ارتفاع الأسعار.

وتحدث الأسد إلى المشاركين في المعرض قائلاً: الشكر الأول لكم، لأنكم لو لم تصمدوا في حلب وقررتم منذ البداية أن تكونوا إيجابيين وفاعلين وعندكم التحدي والذي من دونه لا يمكن للإنسان أن ينجح، وخاصة في هذه الظروف، لولا هذا الشيء لما كنا وصلنا لهذه البداية الناجحة.

وأضاف الرئيس الأسد: عندما نلتقي منتجين في هذه الظروف الخاصة القاسية والصعبة التي لم تعشها سورية منذ أيام الاستقلال، ففي هذا رسالة خاصة جداً وملأى بالمعاني، فحلب كانت منذ نحو 3 إلى 4 سنوات محاصرة من كل الأطراف لقصف لم يتوقف وإنتاجها لم يتوقف فإذن القضية ليست الحصار، وإذا الحصار على حلب لم يقدر أن يؤثر، فإذن الحصار على سورية والذي لا يمكن أن يكون أقسى من حصار حلب لن يكون السبب وراء المشكلة التي نمر فيها، هناك موضوع النفط نتأثر به وموضوع القمح وتوريده وحرقه في المناطق الشمالية الشرقيّة لا شك أن له تأثيراً.

وقال الرئيس الأسد إن حلب هي قلب الصناعة وهي قاعدة الإنتاج في سورية، ولو رجعنا إلى ما قبل الحرب لقلنا كنا يجب أن نركز أكثر على الإنتاج، والآن أنتم قدّمتم نموذجاً حقيقياً بأن فكرة الإنتاج حتى لو بدأت صغيرة، وعندما نقول مشاريع صغيرة ليس معنى هذا أننا نريد لها أن تبقى صغيرة بل نريد لها أن تكبر.

وأضاف الأسد: نحن شاهدناكم في بدايات مشاريعكم حيث بدأتم بعد تحرير حلب الأخير في شهر شباط حيث بدأت أغلب المشاريع وبأشهر قليلة رأينا إنتاجاً رائعاً بقياس الزمن والإمكانيات المالية وبقياس الظروف الاقتصادية لسورية أو لحلب، أي أنه عندما تكون هناك إرادة ووطنية ننجح. وهذا معناه أن هناك أملاً لكن الأمل يكون بالعمل لأن العمل والأمل مرتبطان ببعضهما البعض.

وختم الأسد حديثه: بدلاً من تضييع الوقت في الكلام والبكاء الذي لا يفيد، لأن الإنسان الذي لا يتقن إلا البكاء لا يستطيع أن ينتج وهو إنسان عاجز ولا يمكن أن يقدّم شيئاً للمجتمع وللبلد، ولذلك أنتم اتجهتم نحو الإنتاج وبقليل من الدعم وبالكثير من الإرادة والأمل المعروف عن أهل حلب استطعتم خلال فترة قصيرة الوصول إلى منتجات، فبدلاً من ذهابكم إلى البكاء والإحباط أخذتم أدواتكم ونحتم بالصخر المتمثل بالظروف القاسية التي يمر بها كل واحد منكم.

على صعيد آخر، أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري ضرورة إيجاد حل سياسي لأزمة سورية مع التصدي للجماعات الإرهابية في ذلك البلد، محذراً من خطورة نقل الإرهابيين من هناك إلى مناطق أخرى في العالم.

وذكر أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أن شكري عبر خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن في القاهرة أمس الخميس، عن تقديره للجهود التي يبذلها الأخير مع مختلف الأطراف ذات الصلة سعياً للوصول لحل سياسي للأزمة في سورية.

كما استعرض وزير الخارجية خلال اللقاء ثوابت الموقف المصريّ من الأزمة السورية، منوّهاً بالجهود والاتصالات المصريّة المستمرّة خلال الفترة الماضية مع مختلف الأطراف المعنية، انطلاقاً من موقف مصري قائم على تسوية سياسية للأزمة بموجب قرار مجلس الأمن 2254، وبما يحفظ وحدة سورية واستقلال قرارها السياسيّ.

 وأضاف حافظ أن وزير الخارجية أكد لبيدرسن أهمية السعي لتحريك كافة مسارات الحل السياسي ذات الصلة بالأزمة السورية، ورفض مصر لأي تغيير ديموغرافي قسري يطرأ في سورية، مع ضرورة أن تتواكب التحرّكات السياسية مع التصدّي الحاسم والفعال للتنظيمات الإرهابية المسلحة، لا سيما على ضوء ما يجري من نقل المقاتلين المتطرّفين من سورية إلى مناطق النزاعات الأخرى في المنطقة، بما يؤجّج بؤر الصراعات الإقليميّة فيها، خدمة لأهداف وأجندات ضيقة لداعمي تلك الجماعات الإرهابية.

من جانبه، أطلع المبعوث الأممي الوزير شكري على رؤيته وتحرّكاته المختلفة بشأن سورية، معرباً عن تقديره للدور المصري المتوازن تجاه سورية، وتطلّعه لاستمرار التنسيق مع القاهرة في هذا الشأن، حسب المتحدث.

وفي سياق متصل، أعربت روسيا عن قلقها إزاء زيادة نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي في بعض مناطق سورية.

وصرّحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أثناء موجز صحافي بأن تكثيف الخلايا النائمة التابعة لـ»داعش» عملياتها في شرق ووسط سورية في الآونة الأخيرة، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الكردية في شرق الفرات، يثير قلقاً متزايداً لدى روسيا.

وأشارت الدبلوماسية الروسية إلى ورود تقارير عن ارتفاع وتيرة هجمات الإرهابيين على مواقع للجيش السوري والوحدات الكردية.

وأبدت زاخاروفا أمل موسكو في عقد اجتماع جديد للجنة الدستورية السورية في جنيف حتى نهاية نوفمبر الحالي، بفضل المفاوضات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسن في دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى