الوطن

الاحتلال التركيّ يبدأ الانسحاب من نقطة ثالثة يحاصرها الجيش السوريّ جنوب إدلب

الطيران السوريّ يدك مواقع استراتيجية لـ«النصرة».. المبعوث الأميركيّ يترك منصبه زاعماً استمرار نهج واشنطن في المنطقة

سُجّل السبت خروج أكثر من 50 شاحنة عسكرية للاحتلال التركيّ محمّلة بمعدات لوجستية وهندسية من منطقة معرحطاط جنوب مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، حيث توجّهت إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في جبل الزاوية.

وأكد  مصدر في ريف إدلب، أن القوات التركية شرعت بالانسحاب من إحدى النقاط العسكرية التي أنشأتها جنوب مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، موضحاً أن هذه النقطة التركية تعتبر غير شرعيّة لأنها لم تدرج ضمن نقاط المراقبة التركية والـ 12 المتفق عليها في آستانا.

وكانت القوات التركية أنشأت هذه النقطة في أغسطس/ آب العام الماضي، باللتزامن مع تقدّم الجيش السوري وسيطرته على مدينة خان شيخون الاستراتيجية بريف إدلب الجنوبي بعد عملية عسكرية واسعة وبدعم جوي روسي.

وتعتبر النقطة التركية في معرحطاط هي النقطة الثالثة التي أخلتها القوات التركيّة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد نقطتي مورك وشير مغار في ريف حماة الشمالي.

وكانت مصادر ميدانيّة أكدت في وقت سابق، أن أنقرة اتخذت قراراً بسحب كافة نقاطها المحاصرة من قبل القوات الحكوميّة السوريّة في ريفي حماة وإدلب على مراحل عدّة، حيث قامت بإخطار الجانب الروسيّ والتنسيق معه، وعملت على تجهيز مناطق في بلدة قوقفين بريف إدلب الجنوبي ذات الموقع الجغرافيّ الاستراتيجي والمطلّ على مناطق في جبل الزاوية وصولاً إلى سهل الغاب، بهدف إنشاء نقاط جديدة لها فيها.

يذكر أن تركيا أنشأت 12 نقطة مراقبة تركية في منطقة خفض التصعيد بإدلب شمال غربي سورية، بدءاً من تشرين الأول 2017، بعد شهر من توصل روسيا وتركيا إلى اتفاق يتضمن إنشاء منطقة آمنة منزوعة السلاح، وفي أواخر عام 2018 أطلق الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في ريفي حماة وإدلب رداً على الخروقات المستمرة من المجموعات المسلحة لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، حيث حاصر عدداً من النقاط التركيّة بعد تقدّمه في أجزاء واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المحموعات المسلحة.

وفي سياق متصل، نفّذ الطيران الحربي السوري، صباح السبت، غارات جويّة عدّة باتجاه مواقع استراتيجيّة لمسلحي «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المحظور في روسيا، وذلك في مناطق عدة من جبل الزاوية جنوب إدلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المسلحين.

وكشف مصدر أمني رفيع المستوى، أنه تمّ رصد مدرعات عسكرية تابعة للمجموعات المسلحة على محاور سرجة واحسم وشنان بجبل الزاوية، تدخل إلى مقارّ تبيّن أنها غرف عمليات ومستودعات ذخيرة وأسلحة تستخدمها المجموعات المسلحة لاستهداف الجيش السوري والمناطق السكنية الآمنة القريبة من المنطقة.

وأضاف المصدر أن هذه التحرّكات استدعت تدخلاً مباشراً من الطيران الحربي عبر سلسلة من الغارات الجويّة المكثفة، أسفرت عن تدمير 6 مقار للمجموعات المسلحة بما فيها من أسلحة وذخيرة، بالإضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 35 مسلحاً بحسب المعلومات الأولية.

وكانت التنظيمات الإرهابية المسلحة استهدفت بالقذائف الصاروخية مساء الجمعة، محيط مدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، من مواقعها في ريف إدلب الجنوبي، واقتصرت  أضرارها على الماديات، فيما ردّت مدفعية الجيش السوري على مصادر الإطلاق، مستهدفة مواقع وتحركات المسلحين على محاور كنصفرة وسفوهن بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وتسيطر «هيئة تحرير الشام»، وهو الاسم الأحدث لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والمحظور في روسيا، مع تشكيلة واسعة من التنظيمات المتطرفة المتحالفة معها، على معظم محافظة إدلب وريفها، بما في ذلك المعابر الدولية والشريط الحدودي شمال غرب سورية.

على صعيد آخر، ذكرت جريدة «الشرق الأوسط»، أن مبعوث ترامب إلى سورية جيمس جيفري اتصل بمسؤولين أوروبيين وعرب ومعارضين سوريين مؤخراً، لإبلاغهم بانتهاء مهماته.

وأشارت الجريدة إلى أن جيفري زعم خلال اتصالاته هذه أن «السياسة الأميركية ستستمر» في المنطقة في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية.

ومن المقرّر أن يتسلّم المنصب في هذه الفترة نائبه جويل روبارن الذي كان حاضراً معه في معظم اتصالاته ولقاءاته بعد تسلمه منصبه منتصف العام 2018، منسقاً خاصاً في وزارة الخارجية للملف السوري وممثلاً لواشنطن في التحالف الدولي ضد «داعش».

ومنذ تسلمه منصبه، ساهم جيفري (75 سنة) في صوغ السياسة الأميركية تجاه سورية، وتتضمّن سلسلة من العناصر، وهي: الوجود العسكري في شمال شرقي البلاد لضمان الهزيمة المستمرة لـ»داعش»، دعم الإدارة الذاتية والحوار الكردي – الكردي، استمرار حملة العقوبات الاقتصادية عبر «قانون قيصر» والضغوط الخارجية، التواصل مع الدول العربية والأوروبية لمنع التطبيع مع دمشق، وتقديم الدعم لتركيا في شمال غربي سورية، والدعم للكيان الصهيوني في عدوانه الجوي المستمر على مواقع عسكرية سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى