الوطن

باسيل: لا يمكن أن نطعن حزب الله وحلفاءنا وإذا أراد أحد في الداخل تحجيمنا فلن نسكت

أكد رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، أن العقوبات الأميركية المفروضة عليه لن تدفعه للطعن بحزب الله، لافتاً إلى «أن أحد المبادئ السياسية للتيار هو عدم الطعن بأي لبناني لصالح أجنبي وهذا المبدأ لا نخلّ فيه»، وتوجّه إلى الإدارة الأميركية بالقول إن «عزل أي مكوّن لبناني لن نمشي فيه ولو كلّفنا غالياً، لم نفعلها من قبل ولن نفعلها. لاينفع معنا، لا طائراتكم ولا تهديداتكم ولا عقوباتكم».

وشدّد على أن هذه العقوبات ينبغي أن تكون دافعاً للإسراع في تأليف الحكومة اللبنانية، وقال «إذا كانت النوايا من الخارج هي التعطيل أو التخريب فيجب ألاّ يكون ردّنا التشدّد من وراء العقوبات»، مضيفاً «نتشدّد بوجه من يعتدي علينا، ولكن لا نتشدّد بوجه بعضنا بتسيير أمورنا وانقاذ بلدنا، إلاّ إذا أحد أراد أن يستكمل لعبة الخارج من الداخل، ويسعى لاستهدافنا من دون غيرنا، ويسعى لتحجيمنا او لإقصائنا من دون غيرنا، فهذا أمر لن نسكت عنه».

حديث العقوبات بدأ صيف 2018

وعرض باسيل خلال كلمة مطوّلة له أمس، ردّاً على العقوبات الأميركية التي فُرضت عليه، محطات عدة قبل اتخاذ قرار العقوبات، مشيراً إلى أن الطلب الرئيسي لواشنطن كان إنهاء علاقة التيار الوطني الحرّ بحزب الله ومواجهته، وقال «الطريق مع أميركا كانت دائماً صعبة ولكن علينا أن نمشيها، ونتحمّل الظلم لنبقى أحراراً في وطننا ولنحمي لبنان من الشرذمة والاقتتال، مع الإصرار على أن نبقى أصدقاء للشعب الأميركي مهما ظلمتنا إدارته».

وأضاف «بين عقوبات تطالني وحماية سلامنا الداخلي الخيار لم يكن صعباً، وهذا أقلّ ما أعمله مقابل أناس ضحّوا بأرواحهم وأجسادهم، شهداء سقطوا من أجل لبنان، وأناس ناضلوا وتعذّبوا وسجنوا، وأبرياء هُدرت دماؤهم وآخرهم ضحايا انفجار المرفأ».

وذكّر بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى لبنان وقوله أمامه في وزارة الخارجية أنّ حزب الله هو حزب إرهابي، قائلاً «جوابي الطبيعي له كان إنّ حزب الله هو حزب لبناني، تصنيفكم لكم وتصنيفنا لنا».

وتابع «عندما طلب مني الوزير الأميركي ترك حزب الله ومواجهته، شرحت له أن هذا يؤدّي إلى عزل الشيعة أي إنه يؤدّي إلى فتنة داخلية، فهل نجدك في مكانك بالخارجية عندما تقع الفتنة لتساعدنا بمنع إراقة الدماء؟ أكيد كان جوابه أنّه لا يعرف».

وأشار باسيل إلى أن «حديث العقوبات بدأ جدياً في صيف 2018، بتأليف حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية، التي عملت فيها وزيراً بسبب إصرار من الحريري نفسه، حيث جاء وقتها أحد العارفين يقول لي إنّ من الضروري أن أكون وزير خارجية لأن الحصانة الدبلوماسية للموقع تمنع فرض عقوبات».

وتابع «تبلّغت أخيراً، من رئيس الجمهورية (العماد ميشال عون) أنّ مسؤولاً أميركياً كبيراً اتصل به وطلب منه ضرورة فكّ علاقة التيار الوطني الحرّ بحزب الله فوراً، وطلب منه أن يبلّغني بعجالة الأمر. وفي اليوم التالي تبلّغت مباشرة بضرورة تلبية 4 مطالب فوراً وإلاّ ستفرض عليّ عقوبات أميركية، المطالب هي: فك العلاقة فوراً مع حزب الله وثلاث نقاط أخرى. في المطالب وفي الحديث كاملاً لا توجد كلمة عن الفساد، وردّة فعلي الطبيعية السريعة كانت أنّ الأمور لا تمشي معي بهذا الشكل وأنني أرفض هذا الموضوع وأنّه يخالف مبدأ أساسياً من مبادئ التيار».

وأردف « قلت أيضاً إننا إذا قبلنا بأن تمشي العلاقة معنا بهذا الشكل، نصير مثل غيرنا، أي نقبل أن ننفّذ أوامر وتعليمات ونصير عملاء بينما نحن نريد أن نكون أصدقاء. فنحن أصدقاء ولسنا عملاء».

وأضاف «حدثت مداخلات معي لإقناعي بأنّ الهدف عند الأميركيين هو فرض العقوبات عليّ، لاستقطابي لأكون شريكاً وصديقاً والبرهان أنّ غيري لم يتمّ تحذيرهم، أمّا أنا فأرادوا إعطائي فرصة لأخلّص نفسي لأنهم يريدونني. مرّ 25 تشرين الأوّل، وأنا كنت أنتظر أن تصدر العقوبات يومها، ولكن قرّر الأميركان بعدها أنّ يعطوا مهلة ثانية حتى 4 تشرين الثاني، أي ثاني يوم الانتخابات في أميركا وتخلّوا عن البنود 2 و 3 و 4 بل حصروا مطلبهم بإعلان قطع العلاقة مع حزب الله».

وتابع «مرّ الخميس وما صار شي من قِبَلي وطلعت العقوبات نهار الجمعة، يعني بعزّ إعلان نتائج الانتخابات الأميركية كان بالهم فييّ، وطلعت على أساس الفساد وحقوق الإنسان وبالكاد ذكروا حزب الله، مع العلم إنّو ما حكيوني إلاّ عن حزب الله».

إبلاغ التيار ونصرالله

وأعلن أنه أبلغ المعني الأوّل بالموضوع وهو التيار الوطني الحرّ عبر الهيئة السياسية «التي وافقت بالإجماع على الموقف في الشكل والمضمون. وبلّغت المعني الثاني أي حزب الله عبر السيد حسن (نصرالله) مباشرةً فأبدى تفهمّه لأي موقف قد نأخده وأبدى استعداده لأي مساعدة نطلبها منه، وطبعاً أنا لم أطلب شيئاً في هكذا لحظة».

وتابع «زاروني (الأميركيونبلقاءات طويلة وقدّموا لي ما اعتبروه مغريات كافية من «النجوميّة» في لبنان وفي أميركا والربح السياسي الشخصي لي وللتيار  وما مشي الحال».

وإذ اعتبر أن «الجريمة التي ارتكبتها الإدارة الحالية بحقي، وسارعت للإعلان عنها يوم تأكّدت من خسارتها للإنتخابات، يجب أن يتم التحقيق فيها وبأسبابها، ومعرفة من دفع ثمنها»، تساءل «أين هي مصلحة أميركا بضرب المكوّن اللبناني الذي يرفض الذهاب إلى الشرق فقط، ويريد إبقاء لبنان همزة وصل بين الشرق والغرب؟». وأضاف «هذه ليست مصلحة أميركا، هذه مصلحة إسرائيل بضرب المسيحيين في لبنان».

كما تساءل «أين هي مصلحة أميركا بضرب ومحاولة تدمير أكبر حزب وتكتل طابعه مسيحي في لبنان وفي الشرق؟ أين هي مصلحة أميركا بتنفيد اغتيال سياسي لقادة مسيحيين يدعون علناً، مراراً وتكراراً للتعاون والصداقة؟».

وتابع «نحن نختلف مع حزب الله حول أمور أساسية وعقائدية، مثل السلام  في المنطقة ووجود إسرائيل. لم نرَ إيران تضع علينا عقوبات، ولا رأينا حزب الله يقمعنا».

وقال «في الخلاصة الأساسية، نحن مختلفون مع أميركا على أمور عديدة غير حزب الله، وعقابنا على هذه الخلافات كان بأنها استمرّت باتباع سياسة معاكسة لمصلحة لبنان لا بل مدمّرة لكيانه ومزيلة لوجوده».

وأضاف «أنا لست إرهابياً، وليس في تاريخ التيار إلاّ محاربة الإرهاب. وأنا لست فاسداً، ولا دولار واحداً عمولة أو رشوة في تاريخي، ومن أين لكم الحق أنتم لتحاكموني بالفساد وأنتم تدعمون كل الفاسدين؟ وأنا لست مجرم حرب كغيري من الناس ولم أتسبّب بمقتل إنسان واحد؟».

وتابع «أنا ضد التوطين والنازحين، ولا أملك لا طائرة ولا قصراً ولا يختاً ولا حساباً في الخارج، أكون فاسداً؟! وحلفاؤكم لأنّهم مع التوطين والنازحين وفعلوا كل الفساد يكونوا أوادم؟».

وأعرب عن استعداده لأي مواجهة وقال «اعطوني واقعة واحدة وإثباتاً واحداً. سمّوا شركة واحدة من شركات الواجهة التي تكلمتم عنها وحدّدوا حساباً مصرفياً واحداً».

وأشار إلى أن «هذه العقوبة هي الظلم بعينه وسأقاومه  وسأدّعي  بالضرر اللاحق بي من ورائها  وبدأنا بدراسة الإدّعاء و ماذا يجب أن نفعل».

3 ركائز لتأليف الحكومة

وتطرق إلى الشأن الحكومي، فشدد على ضرورة الإسراع بالتأليف، وأن تكون العقوبات سبباً للتسريع  وقال «إذا كانت النوايا من الخارج التعطيل أو التخريب فيجب ألاّ يكون التشدّد من وراء العقوبات».

وأضاف «نتشدّد بوجه من يعتدي علينا، ولكن لا نتشدّد بوجه بعضنا بتسيير أمورنا وانقاذ بلدنا، الاّ إذا  أراد أحد أنّ يستكمل لعبة الخارج من الداخل، ويسعى لاستهدافنا من دون غيرنا، ويسعى لتحجيمنا أو لإقصائنا من دون غيرنا. فهذا أمر أكيد لن نسكت عنه».

وتابع « منذ البداية قلنا إننا مع التسهيل والإسراع في تأليف الحكومة، ولم نضع أي شرط ولا تمسّكنا بحقيبة وتركنا حتى مشاركتنا بالحكومة أو عدمها وشكل المشاركة مفتوح»، مضيفاً «بالرغم من اتّهامنا زوراً بالتعطيل بالرغم من عدم تعاطينا، سكتنا حتى الآن لإعطاء أكبر فرصة ومجال ممكن من الإيجابية مع إحساسنا لكي لا أقول علمنا، بأن النوايا ليست كما يجب».

وقال «تساهلنا وتسهيلنا لا يصل إلى درجة ألاّ نستطيع أن نسأل أو نعطي رأينا أو ألاّ يتحدث أحد معنا، فهذا إرهاب سياسي وهذا إلغاء للذات إذا نحن قبلنا فيه»، مردفاً «لن تكون عودة إلى الماضي ومفرداته. في حدا عن جدّ مصدّق إنّو بيقدر وحدو يسمّي كل وزراء الحكومة، أو أقله كل الوزراء المسيحيين، باسم الاختصاص وبالتبرير بالوضع الاقتصادي المنهار وبالرهان على عقوبات؟».

واعتبر أن ركائز أي حكومة تقوم على ثلاثة أمور يجب تحديد معايير واضحة لكل واحدة منها، وتتألّف الحكومة في يومين:

عدد الوزراء، إذ لا يجوز جمع وزير بحقيبتين وإلاّ هذا ضرب لمبدأ الاختصاص ومشروع فشل لكل وزير ويخبّئ استهدافاً سياسياً لأفرقاء وطوائف لتحجيمها في الحكومة.

توزيع الحقائب والأعداد على الطوائف والكتل: أسهل شيء اعتماد معايير لتحديد كيفية توزيع الحقائب على أساس حجمها على الطوائف والكتل، وهذا تمرين صار معروفاً.

أمّا القول بالمداورة لكل الحقائب ما عدا المال، فهذا اعتراف بتثبيت حقيبة المال إلى الطائفة الشيعية. يجب إبقاء بعض الحقائب من دون مداورة ولا أعني أي واحدة بالتحديد وإلاّ المداورة للجميع كما هو موقفنا، أو مداورة جزئية لعدم الاعتراف بالتثبيت.

التسمية: يجب اعتماد آلية واحدة لتسمية الوزراء، من اختصاصيين طبعاً. ولكن لا أحد يحتكر وحده تسمية الاختصاصيين وكأنّه وحده يعرفهم أو يملكهم».

وأشار إلى أنه «في حال لم يتم اعتماد معايير واضحة وموحّدة، فالحكومة ستتأخّر ومن يؤخّرها هو من يضع معايير استنسابية ويخبئها بوعود متناقضة لهدف واحد، هو تكبير حصّته فقط».

أضاف «نعم نحن استطعنا أن ندفع ونضحي دائماً من أجل لبنان، لأننا عندما دخلنا معترك الحياة العامة، دخلناه مع إرادة صلبة ومع مبدئية ووطنية لا نتنازل عنهما. ولن ننجر وراء الأفكار التخريبية، ولن نسمح باستخدام العقوبات ضدي لعرقلة أي مشروع لإمكانية النهوض بالبلد، وسنحاول دائماً أن نبني الجسور مع اللبنانيين وجسوراً للبنان مع الخارج، ولن نقطعها بكيدية أو لمصالح خاصة. نحن لا نهرب ولا ننكفئ ولا نموت سياسياً».

وختم باسيل «أقول لكل المنتظرين والحالمين والمتآمرين: من حاول دفننا لا يعرف أننا بذور، نقوم من تحت التراب ونُزهر ونعطي، لأننا أولاد هذه الأرض وسنبقى مزروعين فيها ولن نرحل، «طمرتونا، قلعتونا، عطشتونا» مهما فعلتم فينا نعود ونفرّخ من تحت الأرض ونعيش ونعطي بلدنا».

ثم انضم باسيل إلى مناصري التيار الوطتي الحرّ، الذين واكبوا كلمته أمام المقر العام للتيار في «ميرنا الشالوحي». واحتشد مناصرون للتيار أمام منزل باسيل في مدينة البترون، لاستقباله تعبيراً عن تضامنهم معه ورفضهم للعقوبات الأميركية بحقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى