الوطن

الأسد لوفد إيراني: مؤتمر اللاجئين سيكون خطوة جوهريّة لإنهاء هذا الملف

دمشق أعلنت عن مشاركة 3 دول عربيّة والاتحاد الأوروبي أعلن عزوفه.. ومنظمة شنغهاي للتعاون تؤكد على الحل السياسيّ في سورية

 

استقبل الرئيس بشار الأسد، أمس، علي أصغر خاجي، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له.

وتمحور اللقاء حول المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين المقرّر عقده في دمشق، حيث أطلع الوفد الإيراني، الرئيس الأسد، على رؤية إيران لهذا المؤتمر واستعدادها لتقديم أي دعم من الممكن أن يساهم في إنجاحه وحلّ هذا الملف الإنساني.

كما أشار الوفد الإيراني إلى تحسن الأوضاع الأمنية على الأراضي السورية بشكل كبير والجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة السورية من أجل إعادة إعمار «كل ما خرّبه الإرهاب تشكل أساساً قوياً للانطلاق نحو إعادة كل اللاجئين السوريين وإنهاء المعاناة التي يعيشها معظمهم في دول اللجوء»، وفق ما نقلته «سانا».

من جهته، اعتبر الرئيس الأسد أن المؤتمر سيكون خطوة جوهرية في المسار الذي تسير به الحكومة لإنهاء هذا الملف، خاصةً أنه سيتيح تبادل الآراء والأفكار مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية.

وشدّد الأسد على أن «قضية اللاجئين هي قضية سورية، ولكن حل هذه القضية لا يعتمد فقط على الحكومة السورية، بل أيضاً على مدى نزاهة بعض الدول التي تدّعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان»، لافتاً إلى أنها في الوقت نفسه «لا تكترث للأحوال الصعبة التي عاشها اللاجئون طوال هذه السنوات وتعمل جاهدةً من أجل تسييس هذا الملف والإبقاء عليهم خارج الأراضي السورية أطول فترة ممكنة للضغط على سورية».

كما جرى تبادل للآراء حول عدد من المواضيع ذات الشأن السياسي ومنها محادثات أستانا حول سورية ولجنة مناقشة الدستور.

الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين ينطلق في قصر المؤتمرات في دمشق اليوم الأربعاء، بمشاركة من دول عدة بهدف وضع حد لمعاناة اللاجئين وتسهيل عودتهم إلى وطنهم.

وتتضمن أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين جلسات عدة تتناول الوضع الحالي في سورية وظروف عودة المهجرين وعوائق عودتهم، إضافة إلى خلق الظروف المناسبة لعودتهم.

كما يناقش المؤتمر المساعدات الإنسانيّة واستعادة البنى التحتية والتعاون بين المنظمات العلمية والتعليمية وإعادة إعمار البنية التحتية للطاقة في سورية في مرحلة ما بعد الحرب ويختتم بجلسة ختاميّة وبيان ختاميّ.

وكان معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان أكد أول أمس، أنه تم توجيه الدعوة إلى كل البلدان للمشاركة في المؤتمر باستثناء تركيا على اعتبار أنه «لا يمكن تأمل أي أمر إيجابي من قبل نظام أردوغان الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في سورية»، مبيناً أن بعض الدول «تعرّضت لضغوط» لثنيها عن المشاركة في المؤتمر.

وأشار سوسان إلى أن الصين وروسيا وإيران ولبنان ودولة الإمارات وباكستان وسلطنة عمان من بين الدول المشاركة في المؤتمر فيما تشارك الأمم المتحدة بصفة مراقب.

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت سابق وفداً روسياً من وزارتي الدفاع والخارجية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف.

المحادثات وفق الوكالة السورية تناولت «التحديات التي تواجه المؤتمر، خاصة محاولات بعض الدول منع عقده، وإفشاله، أو ممارسة الضغوط على دول راغبة بالمشاركة».

وفي السياق، أعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، أن دول الاتحاد لن تشارك في مؤتمر دولي حول اللاجئين والنازحين الذي تستضيفه دمشق يومي 11 و12 نوفمبر.

وأكد بوريل أن وزراء خارجية عدد من دول الكتلة وهو نفسه تلقوا دعوة للمشاركة في المؤتمر المنعقد في العاصمة السورية لمناقش موضوع عودة اللاجئين والنازجين داخلياً إلى بيوتهم. وأضاف: «الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لن تحضر هذا المؤتمر».

على صعيد آخر، أكدت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، أمس، موقفها تجاه تسوية الأزمة في سورية من خلال الحوار القائم على ضمان وحدة الأراضي السورية.

وجاء في بيان المنظمة، الذي تمّ اعتماده في ختام اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون عبر تقنية الفيديو، والذي نُشر على موقع الكرملين الإلكتروني: «تؤكد الدول الأعضاء على موقفها المشترك بأنه لا بديل لحل الأزمة في سورية إلا من خلال الحوار القائم على ضمان سيادة الدولة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها».

وأكد البيان أن منظمة شنغهاي للتعاون تؤيد تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم من أجل إيجاد حلول تلبي مصالح سورية والمجتمع الدولي، «وفي مقدّمتها وقف أعمال القوى الإرهابية على أراضي هذا البلد».

وأضاف البيان: «تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدوليّة لمساعدة سورية في إعادة إعمار البلاد بعد الصراع، والمساعدة في عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم».

هذا ويُعقد في دمشق مؤتمر دولي لعودة اللاجئين، تشارك روسيا في تنظيمه، في 11 و12 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

وتعاني سورية من نزاع مسلح منذ عام 2011 بين قوات الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، وقوات المعارضة المسلحة، إلى جانب الجماعات الإسلامية والتنظيمات المتشددة.

وتم في أواخر عام 2017 إعلان الانتصار على تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول). وما زالت عمليات «تطهير» الأراضي السورية من المسلحين المتشددين مستمرة. إلا أن العمليات التي تحظى في الوقت الحاضر بالأولوية هي التسوية السياسية وإعادة إعمار سورية وعودة اللاجئين والنازحين.

هذا وتستمر المفاوضات حول سورية، في نور سلطان، والمعروفة بـ»صيغة أستانا» (الاسم السابق لعاصمة كازاخستان)، منذ عام 2017.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى