مقالات وآراء

العقوبات قرينة الظلم…

  مريانا أمين

في أغلب بلاد العالم عندما يحصل أيّ هجوم معنوي أو لفظي أو ظلم بحق أحد أبناء الوطن نراهم يتكاتفون ويتوحدون بوجه أيّ قوة خارجية تحاول أن تفرض غطرستها على بلدهم أو على أحد أبنائه بغضّ النظر عن موقعه.

لكن! في لبنان اليوم نعاني من مشكلة كبيرة ألا وهي عدم التكافل والتضامن خاصة في ما حصل مؤخراً تحت عنوان (العقوبات).

فلم يتوقف الأمر على توزيع الحلوى في بعض المناطق ابتهاجاً وشماتة فقط!

بل الأمر أعمق من ذلك بكثير لأنه دليل على عدم تعاطف الإنسان مع أخيه الإنسان شعورياً؛ كما في حالات الكوارث الطبيعية أو قضايا الأسرى؛ عندما يقف تلقائياً دون أيّ تفكير بمعتقده أو دينه أو لونه أو حتى سياسته.

فالعقوبات الأميركية لا يمكننا أن نفرّقها عن أيّ نوع من أنواع الظلم بغضّ النظر عن معرفة اسم المظلوم ومن يكون! وما هي حيثياتنا اتجاهه وانتقاداتنا له واختلافاتنا معه على سبيل المثال.

وكلنا يعرف أنّ اللبناني أصبح لديه جرأة في التعبير عن رأيه أكثر من ذي قبل.

فأصبح منهم من يقول نّ هناك دولة داخل دولة، ومنهم من يقول كلاماً بذيئاً بحق بعض السياسيين، ومنهم من يتّهم الفئة المقابلة بالعمالة وبالخيانة وغيرها من الأمور القاسية الأخرى.

كلّ هذه الأساليب في التعبير هي مختلفة عن السنوات السابقة.

ونحن بلد صغير في حجمه جغرافيا و(الكلّ يعرف الكلّ) رغم كلّ الخلافات السياسية وتعدّد الافكار والتوجهات؛ فربما الحالة الاقتصادية عكست ردّة فعل على النفوس، لتنتج تصرفات ومجاهرة بأفكار حديثة في هذا المجتمع المختلف الألوان، لنراها فوضى تحوّلت من خلاقة لمدمّرة.

ومما لا شك فيه أنّ لبنان هو جزء من العالم الحرّ خاصة في الشرق الاوسط الذي يفتقر نوعاً ما لهذه الحرية في التعبير، ولدى اللبناني تاريخ بكامله لنتمكن من معرفة حيثيات الأمور، كما أنّ لديه إدراكاً اجتماعياً غير موجود بباقي الدول العربية.

لكن! عندما تصل الأمور للعقوبات!؟

ألم تسأل كلّ فئة نفسها سؤالاً بديهياً:

 «عقوبات ممن!؟»

 وهل هذا هو وقت شدّ الحبال!

وهل سيصلهم الدور ولم يُستثنوا من هذا الظلم يوماً ما!

فالجميع يعرف أنها عقوبات من قبل دولة ظالمة ولها تاريخ واسع من الاستكبار في الأرض. فلم تترك بلداً آمناً إلا وسعَت لتفرقة أبنائه من خلال الفتن بمظاهر عرقية ومذهبية للسيطرة عليها.

ولم تترك بلداً يحتوي على الخيرات إلا وسحقت شعبه وأفقرته بطرق مختلفة.

ولم تترك بلداً عربياً من شرّها فتقوم بتخييره إما بالخضوع والاستسلام لقواعدها الظالمة وإما كما رأينا ملايين الشهداء ومنهم آلاف الأطفال والنساء خاصة في معظم دولنا العربية.

الكلّ على يقين أنها دولة الفساد بامتياز، إنْ اعترف بذلك أو لم يعترف.

إذاً! الذي وضع العقوبات ليس لديه أدنى مقومات الشرف والإنسانية والحق لأنّ الظلم أساساً هو صنيعته.

وكما قال السيد فضل الله عن الولايات المتحدة يوماً: «تسألون لماذا تكرهوننا؟ ونجيب كيف نحبكم؟»

 

فالتضامن اليوم لا بدّ منه ولن نخسر شيئاً باتباع المثل الشعبي السائد (أنا وخيي على إبن عمي وأنا وأبن عمي عالغريب).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى