بالتربية نعتني بالشباب
} رامزا صادق
ينطلق فكر سعاده من فلسفة علمية وبحثية سيّرها في المجتمع الذي سيحدّد من خلالها سبل انتصار الوطن السوري ثقافياً وتربوياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. يندرج مفهوم «حزب» تاريخياً تحت إطار العمل السياسي والقوة العسكرية… لكن سعاده سعى إلى تغيير المفهوم التقليدي للحزب بتأسيسه حزب سياسي مبنيّ على أسس فلسفية واجتماعية وثقافية وتربوية.
يتبلور فكر الحزب عند المواطنين عند القرار بتحوّلهم من كائنات اجتماعية إلى رفقاء سوريين قوميين إجتماعيين. فالتربية على العقيدة تبدأ من قراءة الإنتاج العلمي الذي خلّفه الزعيم للطلبة والعمل على نشره داخل البيئة المجتمعية التي ينتمي إليها المواطن والمشاركة في تعميم الأساليب البنّاءة للنهضة التربوية والأخلاقية… إنّ الإرتقاء والترفّع لدرجة «رفيق» ليس مرتبطاّ فقط بالإنتماء… هو اختيار أسلوب حياة وما يرتبط به من قيم أخلاقية وأنماط سلوك. لذلك تعتبر النشاطات الإجتماعية القائمة على أساس التربية على مفاهيم وتعليم سعاده أولوية بارزة في العمل القومي الذي يرتكز على الشباب.
إنّ مشاركة الأشبال في المخيمات تساعد على تحقيق التوازن بين نشاطه الجسدي ونشاطه الذهني. إنه النشاط الأنسب لتعزيز الإندماج الاجتماعي الذي يحرّر الأحداث من القيود والقوقعة المجتمعية والطائفية والمناطقية سببها «الحزبية الدينية». تحت أشجار الصنوبر ورائحة الغبار نعتني بالنبت الصالح ليزهّر أبناء حياة «رفقاء» بسلوكهم وأخلاقهم. من هنا ترتكز تربيتنا للأجيال الناشئة على مفاهيم فلسفة التربية الحديثة التي أطلقها سعاده منذ 88 عاماً. فإننا كمؤسسة حزبية نسعى لاستثمار قدراتنا وطاقاتنا وإمكانياتنا لبناء جيل «صحّي» عقائدياً واجتماعياً وأخلاقياً.
كما نعمل على تعزيز الشعور بالإنتماء للوطن السوري لدى الأجيال. فمن واجبنا غرس ثوابت العقيدة والفكر النظامي في نفوس الطلبة. إن تعزيز الإنتماء للهوية السورية القومية يتم أولياً عبر تنمية القيم الإنسانية في نفوس الأشبال والطلبة من احترام ولياقة وتقبّل الآخر باختلاف لونه وجنسه داعين للإبتعاد عن السلوك السلبي.
إنّ إعداد مواطن اليوم – رفيق الغد تطلّبت وضع استراتيجية تهيّئ الأسس اللازمة لجيل مهمته الحفاظ على موروثات الحضارة السورية من فكر وفلسفة وعلوم ولغة وفنون مع عصرنة ما هو قابل للتغيير أو التعديل. إذ يتميّز فكر سعاده بالتماشي مع عجلة التطور المستمرة في توسيع رقعتها.. إنه فكر كلّ العصور والأزمنة. فنختار من التقدم الفكري والعلمي والتكنولوجي ما يتناسب ورؤية ونص سعاده مع الحرص على عدم الإنجرار العشوائي وراء الظواهر والبدع الغربية الوافدة إلى مجتمعنا والتي أصبحت تحتلّ حيّزاً واسعاً من الحياة اليومية. كما ندعو طلابنا إلى عدم تبنّي نظريات الغرب والتماهي بنظمهم بل نعمل لحثّهم على اختيار ما يناسب المصلحة القومية.
في عيد التأسيس… سنبقى أبناء الرجل الذي تغذّى فكره من أبجدية أوغاريت واستمدّ قوته من من عظمة سرجون… فآمن به آشور… مانحاً إياه الحياة الأبدية…