عربيات ودوليات

إيران: لا أثر عمليّاً للعقوبات الأميركيّة المزمع فرضها ولن نتخلى عن حق تصدير الأسلحة.. وتوجيه نصيحة للملك سلمان

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن «إدارة الرئيس الأميركي ترامب تدرك أنه لا أثر عملياً للعقوبات التي تعتزم فرضها هذا الأسبوع، سوى الضغط على الأسواق الإيرانيّة».

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانيّة، سعيد خطيب زادة، إن «إدارة ترامب المهزومة في آخر أيامها، باتت تدرك أنه لم يتبق شيء لتفرض عليه عقوبات في إيران»، مشيراً إلى أنه «لا يزال أمام ترامب فرصة للحفاظ على ماء وجهه، والعودة عن المسار الخطأ الذي انتهجه ضدّ إيران».

وأضاف: «أمام ترامب فرصة جيدة من شهرين لإنهاء اللعبة الخاسرة التي بدأها مع إيران»، مؤكداً أن «إيران تعتبر العقوبات المزمع فرضها، غير قانونيّة، وينبغي إلغاء كافة العقوبات الأميركية على الفور».

كما لفت زادة إلى أن «الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، يدرك أن سياسة الضغوط القصوى ومحاولات تجويع الشعب الإيراني، سياسة فاشلة لم تحقق أياً من أهدافها».

وفي إطار الاتفاق النووي، أكد زادة أنه «في حال رغبت واشنطن بالعودة إلى الاتفاق النووي، فليس أمامها سوى تنفيذه بالكامل»، مضيفاً أن «تطبيق الاتفاق النووي من قبل جميع الأطراف، ومن دون أيّ نقص، هو الطريق الوحيد للحفاظ عليه»، لافتاً إلى أنه «على أوروبا وأميركا، تنفيذ الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي».

وأوضح المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية، في حديثه حول انتهاء حظر التسلح على بلاده، أن «إيران دولة مسؤولة لا تسعى لتجار السلاح، بل إلى التعاون الدفاعي».

وتابع: «نظراً لرفع حظر التسلح، من حق إيران كدولة مسؤولة، العمل على تلبية الاحتياجات المشروعة للدول الأخرى من السلاح»، مضيفاً أنه «ليس أمام إيران أي عوائق قانونية دولية لبيع السلاح، وطهران لن تتخلى عن حقها هذا وستستفيد منه».

كما حذّر زادة، من أن «وجود أميركا في المنطقة، لن يجلب سوى الحرب وسفك الدماء، وسيتم طردها من المنطقة قريباً».

من جهة أخرى، ردّت الخارجية الإيرانيّة، أول أمس، على تصريحات العاهل السعودي الملك سلمان، التي دعا فيها إلى «التصدي للمشروع الإيراني وتدخّله في شؤون الدول الداخلية ودعمه للإرهاب والتطرف»، وكشفت عن «حقيقة الأنباء التي تحدثت عن رسالة سعودية حملتها باكستان إلى طهران».

جاء الرد الإيراني على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الذي دعا حكام السعودية للكفّ عن توجيه «الاتهامات الفارغة وبث الكراهية» ضدّ إيران.

وشدّد زاده في تصريحاته على أنه «لا يمكن إيجاد السلام في المنطقة عبر قتل الشعب اليمني ولا يمكن تحقيق الوحدة الإسلامية عبر ترويج الفكر الوهابي والسلفي وتأسيس الجماعات التكفيريّة»، على حد قوله.

وقال زاده في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، إن «على نظام آل سعود أن يعلم بأنه لا يمكن إدارة المنطقة من خلال التلهف والحرص على شراء السلاح وأوهام القيمومية تجاه الدول العربية المستقلة في المنطقة وعدم المعرفة الصحيحة تجاه المعادلات الإقليمية والدولية وقمع الأزمات الداخلية».

وأكد زاده أنه «لا يمكن الوصول إلى السلام عبر قتل الشعب اليمني، وأنه لا يمكن تحقيق الوحدة الإسلامية عبر ترويج الأفكار السلفية والوهابية وتأسيس الجماعات التكفيرية»، بحسب المصدر.

ونوّه زاده إلى أنه «لا يمكن إنفاق الأموال لشراء اللوبيات، ولا يمكن إنفاق موارد العالم الإسلامي لخيانة القضية الفلسطينية».

واعتبر زاده أنه «لا توجد آفاق لتحسين الوضع الانعزالي للسعودية حتى في منطقة الخليج، ما لم يعد هذا التيار وحكام آل سعود عن هذا الطريق الخاطئ».

وقال زاده: «من المؤلم أن العالم العربي أصبح الآن في وضع بحيث أن الذين كان من المفترض أن يدعموا القضايا العربية والإسلامية أصبحوا خونة لهذه القضايا».

ووجه زاده نصيحة لحكام السعودية مفادها بأن «الإيمان فقط وفقط يجب أن يكون بطاقات العالم الإسلامي والمنطقة»، مشيراً إلى أن «يد إيران ما زالت ممدودة كما في الماضي لجميع الدول الإسلامية بناء على هذا الإيمان».

وبين زاده أن بلاده «على علم بجميع أخطاء ومخططات ومؤامرات آل سعود»، مؤكداً أن بلاده «تختار جيرانها بإرادتها وأنه لأجل المنطقة لا سبيل سوى أن نضع أيدينا بأيدي بعض».

وكشف زاده عن «حقيقة الأنباء التي تحدثت عن رسالة سعودية عبر باكستان إلى إيران»، مؤكداً أن «طهران قد أعلنت مواقفها سابقاً، ولا حاجة لإرسال الرسائل».

ونوّه زاده إلى أن بلاده بذلت جهوداً في هذا الإطار «إلا أن السعودية لم ترد إيجاباً كالمعتاد»، وأنه خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى باكستان لم يكن هناك تركيز خاص حول القضية السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى