الوطن

سورية شيّعت وزير الخارجية وليد المعلم.. ومواقف دوليّة تصفه بـ«الصديق» و«الأخ» المخلص

شيّعت دمشق جثمان وزير الخارجية والمغتربين السوري الراحل وليد المعلم من مشفى الشامي، حيث صُلّي على جثمانه في جامع سعد بن معاذ، ووري الثرى في مقبرة المزة.

وكانت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والمغتربين في سورية، قد نعت وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الذي توفي فجر الاثنين.

وقال رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس إن «سورية فقدت برحيل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، شخصية وطنية بارزة تركت أثراً طيباً في قلوب السوريين جميعاً، ودبلوماسياً مخضرماً دافع باقتدار عن وطنه سورية في المحافل الدولية والإقليمية ومختلف ساحات العمل السياسي».

يُشار إلى أن الراحل الوزير المعلم دبلوماسي مخضرم، من مواليد دمشق عام 1941 ودرس في المدارس الرسمية من عام 1948 ولغاية 1960، حيث حصل على الشهادة الثانوية والتحق بجامعة القاهرة وتخرّج منها عام 1963 بشهادة بكالوريوس اقتصاد والتحق بوزارة الخارجيّة عام 1964 وخدم في البعثات التالية: «تنزانياالسعوديةإسبانياانكلترا».

وعرف المعلم بأنه رجل المهام الصعبة. حيث تصدّى لكل الإغراءات التي عرضت عليه من دول وجهات خارجية للتخلي عن بلاده في أحلك أيامها وأصعب ظروفها منذ العام 2011. استطاع بخبرة العقود الثمانية أن يدير دفة سورية الدبلوماسية، ووقف سدّاً منيعاً في وجه محاولات عزلها إقليمياً ودولياً.

مواقف دولية معزّية

أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عن تعازي بلاده بوفاة وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال بوغدانوف، «نعرب عن أعمق تعازينا، ومن المحزن أن يرحل هؤلاء»، مضيفاً «لقد كان المعلم دبلوماسياً متمرّساً، لقد فقدنا في وجهه شريكاً موثوقاً به للغاية وصديقاً مخلصاً».

بدوره، بعث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة إلى رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس معزياً بوفاة وزير الخارجية وليد المعلم.

وأكد ظريف في برقية التعزية أن «المعلم قام خلال حياته بدور مهم في خدمة سورية والدفاع عن مصالحها الوطنية وأمنها»، مضيفاً «تلقيت ببالغ الأسف والحزن نبأ وفاة المرحوم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم».

من جهته، نشر الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، عبّر خلالها عن أسفه لرحيل وليد المعلم، قائلاً إنه «أخ وصديق مقرّب، التقيت به أثناء العمل الدبلوماسي. أبعث بأحرّ التعازي لأسرته ولكل الشعب السوري».

بدورهما، أبرق كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الرئيس السوري بشار الأسد، معزيين بوفاة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، ونوّه عون بالدور «الذي لعبه في مسيرته داخل سورية وخارجها». فيما لفت بري إلى أن «الموت يغيب صوتاً عربياً ما نطق إلا للحق، ويتوقف قلبٌ ما نبض إلا للعرب والعروبة حتى الرمق الأخير هو الراحل دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم».

وتابع، «إزاء هذا المصاب الأليم أتقدّم من سيادتكم ومن الشعب العربي السوري الشقيق ومن أسرة الراحل الكبير بأحرّ التعازي سائلاً المولى العزيز القدير أن يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان». 

وفي السياق، قدمت وزارة الخارجية العمانية، العزاء إلى سورية بوفاة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية المعلم، مشيدةً بإسهاماته الدبلوماسية إقليمياً ودولياً.

وقالت عبر حسابها على «تويتر»، إنها «تعرب عن تعازيها ومواساتها إلى الأشقاء في سورية في وفاة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم»، مضيفةً «كان له إسهاماته البارزة في العمل الدبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي».

أما الدبلوماسي الجزائري السابق الصادق بوقطاية أكد للميادين، أن الوزير المعلم بقي ثابتاً على مواقفه ولم يغادر سورية.

وتابع، «المعلم خسارة للدبلوماسية العربية وهو من الوطنيين المخلصين»، معتبراً أن سورية ستظل دولة شامخة وعزيزة وكريمة وستبقى صامدة.

وتقدّم حزب الحركة القوميّة في الأردن من «القيادة العربية السورية والشعب السوري بالتعزية برحيل الوزير وليد المعلم».

أمين عام حزب الحركة القومية ضيف الله فراج قال إن «الدكتور وليد رجل أثبت صلابة في الموقف والكلمة، إبان الحرب كونية على سورية، وفي مختلف ساحات العمل السياسي والدبلوماسي».

بالتزامن، قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، إن «وليد المعلم مثل دبلوماسية العنفوان والكرامة»، مضيفاً «أن الوزير المعلم واجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف حيث أكد حق السوريين تقرير مصيرهم».

ولفت في هذا السياق، إلى أنه «على رصانته وهدوئه تميّز بصلابة كبيرة، مؤكداً أن خسارة المعلم لا تخصّ سورية فحسب بل العالم العربي ككل».

في غضون ذلك، أصدرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بياناً وصفت فيه رحيل الوزير وليد المعلم، «خسارة للشعبين السوري والفلسطيني وللدبلوماسية العربية».

وأضافت الجبهة، «لقد خلف الراحل المعلم، إرثاً وطنياً، في توليه العديد من المسؤوليّات في إدارة السياسة الخارجية للقطر العربي السوري، في واشنطن سفيراً لبلاده، وفي نيويورك على منابر الأمم المتحدة في مجلس الأمن والجمعية العامة، وفي منصبه نائباً لرئيس الوزراء، وزيراً لخارجية بلاده».

وتقدّمت الجبهة في بيانها، «بخالص التعزية إلى سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وإلى الشعب السوري الشقيق، وإلى عائلة الراحل»، مؤكّدةً «ثقتها بثبات مواقف سورية العربية إلى جانب شعب فلسطين وقضيته وحقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير والاستقلال».

وقالت رئيسة الجبهة الشعبية اليمنية لدعم المقاومة فاطمة محمد، إن «المعلم كان قامة ومدرسة مشهوداً لها في الدبلوماسية»، مؤكدةً دعمه كل قضايا الشعوب العربية منذ التسعينيات.

واعتبرت محمد أن المعلم «مثل ضميراً في زمن الخيبات ولا سيما في قضية اليمن والحرب عليه»، مضيفةً «يكفي الوزير المعلم فخراً أن دمشق ستحتضنه اليوم».

نبذة عن الراحل الكبير

الوزير الراحل وليد المعلم دبلوماسي عريق عُرف بمواقفه الوطنية المشرّفة في مختلف ساحات العمل السياسي والدبلوماسيمن مواليد دمشق عام 1941، ودرس في المدارس الرسمية من عام 1948 ولغاية 1960 حيث حصل على الشهادة الثانوية والتحق بجامعة القاهرة وتخرّج منها عام 1963 بشهادة بكالوريوس اقتصاد، والتحق بوزارة الخارجية عام 1964 وخدم في البعثات التالية… «تنزانياالسعوديةإسبانياانكلترا»، وعيّن عام 1975 سفيراً لسورية في جمهورية رومانيا حتى عام 1980 حيث عيّن مديراً لإدارة التوثيق والترجمة في وزارة الخارجية من عام 1980 ولغاية 1984 ثم  مديراً لإدارة المكاتب الخاصة من عام 1984 حتى عام 1990.

عيّن سفيراً لدى الولايات المتحدة من عام 1990 حتى عام 1999، ثم عيّن معاوناً لوزير الخارجية مطلع العام 2000 وسُمّي نائباً لوزير الخارجية بموجب المرسوم رقم 8 تاريخ 9/1/2005، وشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2006 وتمّت تسميته نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للخارجية والمغتربين منذ عام 2012.

لديه أربعة مؤلفات (فلسطين والسلام المسلح 1970)، (سورية في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948)، (سورية من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958)، (العالم والشرق الأوسط في المنظور الأميركي).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى