المعوقات الأميركية تحول دون تشكيل الحكومة
} عمر عبد القادر غندور*
بعد أن سُدّ الهواء في وجه تشكيل الحكومة العتيدة، وبعد أن أدرك الرئيس المكلف أنّ التشكيل لن يكون بمثل هذه البساطة، وانّ شهية الأفرقاء إلى الحصص لا علاج لها، برغم محاولات المبعوث الفرنسي دوريل الذي أمضى في لبنان أربعة أيام، ولا نتائج على الأرض، انتقل الملف اللبناني الى العاصمة الفرنسية ليكون المادة الوحيدة على طاولة خلية الأزمة اللبنانية التي شكّلها الرئيس ماكرون، ولا يستبعد أن يكون الملف اللبناني حاضراً عندما يجتمع الرئيس الفرنسي بوزير الخارجية الأميركية بومبيو، وربما سيسمع الرئيس ماكرون كلاماً واضحاً وصريحاً يؤكد على ضرورة التزام فرنسا بالموقف الذي تريده أميركا بالشأن اللبناني، وانّ على لبنان ان ينفذ ما تريده إدارة الرئيس ترامب حتى مطلع العام الجديد على الأقلّ، إذا ما أراد لبنان الحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي.
وربما من يسأل: ماذا لو لم يتجاوب أصحاب الشأن من اللبنانيين مع الإملاءات الأميركية ماذا عسى الإدارة الأميركية المشرفة على الغياب ان تفعل غير المزيد من العقوبات على الأفراد والجماعات؟
الولايات المتحدة في عهد ترامب مارست هذه العقوبات على أفراد وجماعات وطاولت الشعب اللبناني برمّته عبر سلاح الدولار الذي قلب الأوضاع الاقتصادية رأساً على عقب وشارف الناس على الجوع!
صحيح أنّ الحكومة اللبنانية فشلت في اجتراح الحلول الناجعة ولم تتشكل الحكومة الجديدة، ولكن ماذا حصّلت الإدارة الأميركية…
هذه الإدارة الأميركية على وشك أن تغيب شمسها الى غير رجعة، إلا أنّ لبنان سيبقى ويتنفّس ويعيش ولن يموت.
وإذا كان تشكيل الحكومة لن يكون في القريب العاجل، فلا بأس ان يتأخّر الى حين.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي