جرائم «إسرائيل» والغطاء البريطاني
} جهاد أيوب
لم تكن المنطقة العربية لتشهد تفجير السيارات، والقتل الجماعي المتعمّد، وتدمير أحياء الناس بكلّ تصنيفاتها إلا بعد دخول العصابة الصهيونية «الشتيرن» إلى فلسطين، ودعمها الكلي من قبل بريطانيا!
بريطانيا وما أدراك ما بريطانيا التي غطت، وساندت، ووافقت «إسرائيل» على كلّ جرائمها في بلادنا، وكانت ولا تزال تقف مع كلّ عدوان صهيوني على أبرياء العرب والمسلمين، ولو فتحنا باب الوحشية الإرهابية الإسرائيلية على بلادنا من مجزرة «دير ياسين» 9 نيسان 1948، والتي سقط جراء بربرية الصهاينة أكثر من 257 شهيداً سنحتاج إلى مجلدات!
أقصد الإرهاب الصهيوني في بلادنا كان نموذجاً على مستوى العالم، انطلق مع عصابة «شتيرن»، عصابة إرهابية خرجت بأفعالها عن المألوف في الحروب الكلاسيكية، وجاء فعلها الإجرامي بغطاء بريطاني بعد أن رفض الفلسطينيون فكرة تقسيم بلدهم جراء قرار صادر عن الأمم المتحدة في 29/11/ 1947!
من المعروف أنّ العصابات الصهيونية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 انتشرت بقوة في فلسطين، ونظمت صفوفها الإجرامية من خلال خوض جرائمها المدروسة ضدّ كلّ الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب دون رحمة تحت غطاء بريطاني، وعصابة «شتيرن» أكبر دليل على صحة ما نقول، وهذه العصابة الصهيونية دخلت إلى فلسطين عبر التحاقها في صفوف القوات البريطانية الاستعمارية، والتاريخ يؤكد أنّ غالبية رموز وقادة الإجرام الصهيوني انخرطت في الجيش البريطاني كحجة لتدخل بلاد العرب وبالتحديد فلسطين، ومن ثم تنتشر لتنفذ إجرامها تحت غطاء بريطانيا!
الغاية السياسية من دخول هذه العصابة الإرهابية الدامية ارتكاب أكبر عدد ممكن من المجازر، والقتل العشوائي، وزرع الخوف في نفوس العرب، وليس كما يُشار إنها جاءت تبحث عن وطن فقط!
بدأت هذه العصابات العمل وبمساعدة بريطانيا على تفخيخ السيارات والمساكن في الأحياء الشعبية قاصدة قتل أكبر عدد ممكن من الناس، وأول عملية من هذا النوع كانت قد فجرت في 24 كانون الثاني/ يناير من عام 1947 بمدينة «يافا»، وراح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً فلسطينياً!
بريطانيا التي تمتلك بفضل احتلالها لبلادنا الكثير من الوثائق الخطيرة، والأهمّ تمتلك تاريخ القبائل العربية، وتدرك بعد دراسة وافية طبيعة بلادنا الدينية والطائفية والقبلية، وتعرف نقاط ضعفنا التي لم تتطوّر، وبقيت متحجّرة في نفوسنا إلى الانقسامات الدائمة، وقد يكون التخلف الطائفي الذي يجعلنا وبسرعة ننساه عن الإنسانية، وعن الله ونتذابح!
وللتذكير لربما نتعلم من تاريخ لا يزال حياً بيننا، أنه وقبل أن تدخل الزمر الأميركية إلى العراق، أقامت المخابرات الأميركية جلسات طويلة مع المخابرات البريطانية، وهذه الأخيرة زوّدتها بتفاصيل دقيقة وحساسة عن طبيعة المجتمع العراقي، وعن المناطق والطوائف، وما يثيرهم، وبالفعل نجحت في زرع الفتنة الطائفية، وكانت ولا تزال المخابرات الأميركية تفرض على أفرادها ارتداء ملابس هذه الفئة أو تلك من الطوائف العراقية وحتى ملابس النساء وافتعال مجازر علنية تسجل كجريمة ضدّ هذه الطائفة، وقد تمّ إلقاء القبض على العديد من الأميركيين المتحوّلين، ولكن الإعلام العراقي لم يستغلها بسبب حماقة سياسية غير مفهومة!
إنّ التحالف السياسي العسكري المخابراتي البريطاني والأميركي هو الخطر الأول على أرضنا، ديننا، وأحزابنا، وافكارنا، وفنوننا، وثقافتنا، وإعلامنا، ومناهجنا التربوية والتاريخية، والإنسان فينا، والدول الصغيرة من «إسرائيل» وأعرابية الشعار هي وظائفية تنفذ ما يطلب منها أصغر جندي أميركي أو بريطاني!