الوطن

الزهار: إعادة السلطة علاقاتها مع الاحتلال ستُعقّد المشهد الفلسطينيّ

الجهاد الإسلامي تؤكد أن رام الله أقدمت على خطوة خاطئة بتوقيت خاطئ ونرفض العلاقة مع هذا الكيان الغاصب

أكد القيادي في حركة حماس محمود الزهار، أن إعلان السلطة وحركة فتح عودة العلاقات مع الاحتلال، هو خطيئة كبرى ستعقد المشهد الفلسطيني، وتعيد جهود إنهاء الانقسام إلى نقطة الصفر.

وقال الزهار في تصريح أمس: «إن السلطة اختارت العلاقات والتنسيق مع العدو الصهيوني على المصالحة ولمّ الشمل الفلسطيني، وكل ذلك مقابل الحصول على الأموال والدعم الذي يضمن بقاءها».

وتابع «فصائل المقاومة لن تسمح بعودة الأمور كما كانت قبل إعلان قطع العلاقات بين السلطة والاحتلال، من تنسيق أمني ومسار سياسي أثبت فشله، ولن تكون جزءًا منه، بمنح السلطة وحركة فتح شرعيّة مواصلة هذا المسار».

وأكد الزهار أن «مسار الوحدة والشراكة والمصالحة يتناقض تماماً مع مسار العلاقة مع الاحتلال والعودة إلى مربع التسوية واوسلو»، واعتبر أن «العلاقة مع الاحتلال والتنسيق معه هو الضربة القاضية للوحدة الوطنية». 

وكان عضو مركزية حركة فتح ورئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، أعلن أول أمس عن عودة العلاقات مع الاحتلال الصهيوني، بعد تلقي رسالة تفيد بالتزام حكومة نتنياهو بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة ومنظمة التحرير.

وقال الشيخ في تغريدة «إنه على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها رئيس السلطة محمود عباس، بشأن التزام الكيان الصهيوني بالاتفاقيات الموقعة معها واستناداً إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية بما يؤكد التزام الكيان الصهيوني بذلك، فإنه سوف تتم إعادة مسار العلاقة مع الكيان الصهيوني كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020».

وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع وجود وفدين من حماس وفتح في القاهرة، للتباحث حول تنفيذ اتفاقيات تتعلق بإنهاء حالة الانقسام، وإجراء الانتخابات، ولكن جاء الإعلان المفاجئ عن عودة العلاقات بين السلطة والاحتلال ليعقد المشهد

الزهار أوضح أن «إعلان الاحتلال عن التزامه بالاتفاقيات الموقعة، ما هو إلا مراوغة  لاستكمال مخططاته على الأرض من ضم الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني، وتهويد القدس، ولكن بطريقة تتماشى مع شكل الإدارة الأميركية الجديدة».

وأضاف «من هاجم التطبيع العربي واعتبره طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، يرتكب اليوم الخطيئة نفسها ويطعن شعبه بخنجر الاحتلال، وسيعيد التنسيق الأمني وتسليم المواطنين، وبالتالي عليه أن يصمت».

وشدّد الزهار على أن الساحة الفلسطينية تحوي الآن برنامجين واضحين، أحدهما ربط نفسه بالاحتلال بشكل عضوي ولا يستطيع أن ينفك عنه وكل ما يفعله هو المراوغة للبقاء، والآخر برنامج مقاومة يعد نفسه يوميًا للمواجهة والدفاع عن الأرض وكل فلسطيني.

وفي السياق، شدّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نافذ عزام، على أن إعلان السلطة عودة العلاقات مع الاحتلال، خطوة خاطئة وجاءت بالتوقيت الخاطئ.

وقال عزام في تصريح خاص لوكالة شهاب للأنباء: «إن «إسرائيل» لن تغيّر شيئاً في سياساتها والرسالة التي أرسلتها بالأمس للسلطة رسالة عادية جداً لم تتضمّن التزاماً أو تعهداً بوقف الاستيطان أو التخلي عن مشروع ضم الأرضي في الضفة الغربية».

وتابع «الرسالة تحمل كلاماً عاماً تماماً وكنا نظن أن الأفضل في هذه المرحلة هو التركيز على الموضوع الداخلي وتقوية البنيان الداخلي في مواجهة الخطر الذي تمثله «إسرائيل» علينا جميعاً».

وأردف قائلاً «نحن طوال الوقت نرفض العلاقة مع الاحتلال، وفي هذا الوقت نرفضها أكثر خاصة بعد التجربة الطويلة التي خاضها المفاوض الفلسطيني التي تمخضت عن لا شيء، «إسرائيل» تزداد تعنتاً وعلى مدى السنوات الماضية كانت الإدارة الأميركية المتطرفة تدعمها في ظل ما تقوم به».

وأكد أن السلطة جرّبت موضوع العلاقة مع «إسرائيل» طوال السنوات الماضية ولم تكن هناك أية فوائد لمسها الشعب الفلسطيني.

ورداً على سؤال حول مصير اجتماع الأمناء العامين في ضوء قرار السلطة عودة العلاقات قال «لا نعرف.. حتى الآن لم يتم تحديد ذلك».

ودعا عزام لضرورة أن تتركز الجهود لإحياء المشروع الوطني الذي نلتقي عليه جميعاً والذي يمكن أن يشكل فرصة لتقوية الموقف الفلسطيني العام في مواجهة الاحتلال وكافة التحديات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى