الوطن

الوطن لا تبنيه الدموع… بل أرواح المخلصين هي الدروع التي تحميه

} اياد موصللي

في مثل هذا اليوم منذ 77 عاماً سجلنا تاريخ استقلالنا وخروج الأجنبي المحتلّ من أرضناهو تاريخ كرّرناه في كثير من المواقف التي جابَهْنا فيها العدوان والاحتلال من أيام البيزنطيين والعبرانيين والساسانيين والفرس والأتراك العثمانيين والانكليز والافرنسيين.

قال سعاده: لقد شاهد أجدادنا الفاتحين والغزاة أما نحن فسنضع حداً للفتوحات.

اليوم نستعيد صور الآلام التي مرّت على أمتنا والخيرات التي نهبتيوم دفنّا القوّة التي نملكها واستسلمنا للاستكانة

تغيّر التاريخ يوم تغيّرت معالم الإيمان في نفوسنا وتحركنا في مواقف العز من أيام زنوبيا ملكة تدمر الى هانيبعل.. وصلاح الدين الايوبي.. ابراهيم هنانو.. ويوسف العظمة.. وفوزي القاوقجي

قال سعاده: إنّ فيكم قوّة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ

استقلالنا ليس مناسبة ولا ذكرى نحتفل بها، استقلالنا روح تنطلق مع الإيمان الراسخ بأننا من أمة حرة، وإذا لم نكن أحراراً من أمة حرّة فحريات المم عار علينا، وانّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة لدينا متى طلبتها وجدتها..

تمرّ علينا اليوم المآسي والآلام عبر مؤامرات تحضر في الداخل والخارج

تمنح الأرض للعدو الاسرائيلي هبة من سلطة تكوّنت نتيجة السلب والنهب في أميركا

يزرعون التفرقة عبر نثر روح الفتن المذهبية والطائفية. انّ وحدتنا هي سلاحنا وترسنا ودرعنا.

قال سعاده: كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وأرضنا وحقنا إلا اليهود.

وقال سعاده: إنّ آلاماً عظيمة آلام ليس لها مثيل تنتظر كلّ ذي نفس كبيرة فينا، لأنّ حياتنا الاجتماعية فاسدة.. فلا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل.

في هذا الظروف الذي تمرّ به بلادنا، نتحصّن بوعي وإيمان الأنقياء من أبناء أمتنا وننظر بصفاء الى جيشنا النقي البطل ونوجه له التحية.

تحية لك وانت تسقي أرض وطنك بدمائك النقية وبروحك السخية.

أنت المؤمن بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا عينها هي وديعة الامة فينا متى طلبتها وجدتها. تصنع الحياة وتحميها تصون القيم والمثل الجندي هو ابن مدرسة الحياة مصنع الرجولة مؤسّسة الجيش التي أعطت لهذا الوطن قدوة قلّ نظيرها، أثبتت لنا عبركم انّ فينا قوة لو فعلت لغيّرت تاريخ المآسي والحقد والتفرقة وصانت الكرامة

أحببت الأرض التي تمشي عليها وهي تهتزّ تحت وطأة خطواتك الواثقة تشرئب روحك وينتصب جسدك فأنت نسيج الآلهة.. وهبت الروح والذات سهرت الليالي ويدك على الزناد، ليهنأ اطفالنا ولنطمئن في الرقاد

ونقول: سر في دربك، فأنت لا تعرف سواه درباً: الصبر والثبات، الشجاعة في الهجوم كما خلف المتراس، شجاعة المقاتل وشجاعة المواطن المتخلق بالعفة والنخوة والنجدة وعشق الأرض والعطاء من اجلها سلماً وحرباً. المنتصر على أهواء النفس ومذلة الولاء للساسة والزعماء، المترفع على مغريات العيش المؤمن انّ مغانم الحياة هي التضحية حتى الشهادة وسحق للأنانية وحب الذات.

كم أنت عظيم يهتف باسمك أطفالنا وتهفو نحوك قلوبنا وتدمع العين بابتسامة الفرح لرؤياك.. نصلي لك بترانيم الحب رغيف الخبز وقطرة الماء التي سدّت جوعاً وروت عطشاً هي صورة كبيرة لمعنى عظيم. لقد عرفناك بطلاً سخياً تطعم الجائع وتسقي العطشان.

لقد غيّرت الكثير من الصور وبدّدت الكثير من رواسب النفوس، رسمت أمامنا أفقاً جديداً لمستقبل نبتسم له وهو يلقانا بإشراقة فجره. ليس وأنت تقابل عصابة وعدواً بل بتقديم دمك لحماية طفل وامرأة وشيخ كان بإمكانك الهدم والتدمير والسحق والقتل للقضاء على حفنة مجرمة ولكنك كنت جندياً إنساناً تحمي شرفك ومواطنيك واللائذون بحماك ولو دفعت الثمن غالياً.

ما أعظمك يا جندياً من بلادي ستكون مثلاً ومدرسة وكتاباً، ستكون غرسة باسقة لجيل جديد

لقد انتصرت على النفس فسيطرت على الزناد ولم تطلق إلا حيث هدفك واضح لئلا يسقط ضحايا وأبرياء، وسقطت أنت بطلاً نشأنا ونشأ وسينشأ أولادنا وهم يرون فيك بطلاً في الملمات ملاك رحمة وإسعاد.

هكذا كان في كلّ ميدان لجيشنا وجود عبر الحاضر والماضي وجود فرضه بروحه السخية بعطائه وتضحياته، واشعرت مواطنيك بالدفئ والطمأنينة ولسان كلّ فرد في الوطن يردّد:

بلادي بلادي فداك دمي.. لك روحي وكلّ ما أملك في كلّ ميدان لجيشنا وجود عبر الماضي والحاضر وجود سجله بسخاء النفس وكرم العطماء بالروح والزند على الحدود وفي المدن.. يفرض الأمن ويهبّ منجداً منقذاً اذا حصلت الكوارث.. سخي الجهد في مجابهة غدر الطبيعة والزمان.. لا نزال نذكرك في المدن والقرى والأودية والجبال تهب زاحفاً لإنقاذ أهلك ومواطنيك.

 يوم الزلزال العنيف المدمّر الذي ضرب لبنان في الخمسينات.. قاومت أخطار الطبيعة مسعفاً الجرحى منقذاً الأحياء تحت الدمار عاملاً يرفع الانقاض

استبدلت ثياب القتال بأثواب الممرّضين وأصبحت بين الأسرّة في المستشفيات تضمّد وتمرّض. ستبقى أنشودتنا وأملنا وحلمنا بمستقبل واعد.. قيادتك ومؤسّستك مدرسة الحياة. هذه المؤسسة الشامخة رسمت خطى أولادنا في وطن يحمل عزتنا ونصون برحابة كرامتنا..

أنتم تستحقون كلّ تكريم لأنكم قدّمتم لنا الدماء أزكى شهادة في الحياة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى