ثقافة وفنون

ديوان «دمعة وشمعة» للشاعر الراحل علي إبراهيم شعيب… قصائد تنبض بالحياة

} علي بدر الدين

صدر للشاعر الراحل علي إبراهيم شعيب، ديوانه الشعري الثاني تخليداً لذكرى وفاته الخامسة والعشرين، بعنوان «دمعة وشمعة».

تحتوي صفحاته الثلاثمئة من الحجم الوسط على باقة واسعة من القصائد الوطنية والسياسية والوجدانية والغزلية والرثائية، وغيرها من التي ألقيت في مناسبات وحوارات زجلية مع كبار شعراء لبنان وسورية، فضلاً عن القصائد التي رثته.

قدّم للديوان، الأديب والشاعر والمربّي كامل عبد الفضل شعيب، الذي قال عن الشاعر الراحل إنه «سليل بيت عريق قلما تجد فيه مَن لا يحبّ الشعر، أو يتقن، أشكاله وتلاوينه «كان لقصائده ولا يزال الأثر العميق في ذواتنا، كلما تجاذبنا أطراف الحديث عن الشعر والشعراء، في منتدياتنا الأدبية ولقاءاتنا الشعرية». وفي قصيدة له عن ضيعته الشرقية يقول فيها:

يا ضيعتي يا غالية عليّي

يا جنة الخلد السماوية

ترابك لغيرك بالشرع مسموح

لا شرع لا أعراف دوليّة

وعن قصائده الرثائيّة يكتب مقدّم الديوان «نرى في كلّ قصيدة رثاء دموع شاعرنا تنساب بهدوء، كأنه صديق حميم، أو أخ كريم للمرثى».

وفي مباراة التحدي، فإنّ الشاعر علي شعيب، «لم يخرج منها، إلا وإكليل النصر بين يديه، لطلاقة لسانه، ورجاحة عقله، وحجة بيانه».

ويختم: رحم الله شاعراً فذاً، لم يعطه الزمن، فرصة ليجود علينا، بالمزيد، المزيد، من درره الثمينة ولآلئه النادرة».

 قصيدة «دمعة وشمعة»

يا منبري فيّي إلك طمعة

بتزجّني والناس مجتمعة

تعوّدت شوفك كلّ عشر شهور

ما بظن صرلي تاركك جمعة

حبك إلي هلقد مش مشكور

حافظ ع المحبة وعلى السمعة

كان الدمع ع الشمع يطفي النور

صارت الدمعة تشعل الشمعة

ما يثلج الصدر، رغم فيض الحزن والأسى على الرحيل المبكر، لصاحب الديوان والذكرى، أنّ أنجاله شقوا طريق الحياة، وساندوا بعضهم بعضاً، فكانوا ولا يزالون كالبنيان المتماسك.

 أرادوا في هذا الزمن الصعب، اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، وجائحة كورونا التي زادت الطين بلة، أن يخلدوا والدهم كذكرى أليمة محفورة في عقولهم وقلوبهم ووجدانهم، وأن يجمعوا قصائده ولمّ شملها، وحفظها بين دفتي كتاب، حتى لا تضيع ويتآكلها النسيان، وهم الذين مشوا على دربه في الإبداع الشعريّ المولود معهم بالوراثة والفطرة والموهبة، ويدركون مدى أهمية أن تبقى قصائد الوالد الراحل تنبض بالحياة، وتنبعث منها روح الإنسانية السامية.

حسناً فعلوا، لأنهم في بادرتهم، رووا الأرض الظمأى بنبض قصائده وروعتها، في حين أنّ البعض من النخب يقف مذهولاً ومحتاراً ومكبّل اليدين ومربوط الألسن أمام هول الكارثة الكبرى، التي تمكّنت منه، وحوّلته إلى مجرد دمية تتحرك بأصابع خفية، ما أدّى إلى تصحّر البلد، وانكفاء النشاطات الثقافية والمنتديات الأدبية، وإقفال الأدباء والمثقفين للأبواب والأفواه حتى لا تقتحمهم كورونا، وهذا حقّ لهم، لأنّ الاحتياط واجب.

في هذا الزمن المغلق، اقتحم أبناء الشاعر الراحل علي شعيب الجمود والانكفاء وأطلقوا ديوان شعره «دمعة وشمعة»، عله يبث الروح والحياة في الأرض البور، ويحرك السكون الذي طغى وتسيّد، وقد يعيد الجميع إلى مضاربهم السابقة، ويساعدهم على الخروج من ظلمة واقعهم المستجدّ، حتى لا تفقد الحياة معناها، والمجتمع ريادته، والوطن نخبه التي يعوّل عليها دائماً.

} نبذة عن الشاعر الراحل:

مواليد الشرقية عام 1951، بدأ نظم الشعر في سن مبكرة.

ترأس جوقة الأمل عام 1971.

أقام العديد من المباريات الشعرية في لبنان وسورية.

اعتقلته قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في إجتياحها للبنان سنة 1982، ونقلته إلى معتقل عتليت في فلسطين المحتلة، ثم نقلته إلى معتقل أنصار.

توفي سنة 1995.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى