الوطن

الالتفاف حول الجامعة الثقافية ورئيسها يُنقذها من المتمرّدين ومنتحلي الصفة

} علي بدر الدين

ليس مفاجئاً، خروج الدبابير البشرية من أوكارها، في الوطن والاغتراب، في توقيت واحد، وبشعارات ومواقف تبث الأحقاد والسموم الطائفية والفئوية والعنصرية، بهدف الهدم، وتقويض أسّس كلّ نجاح، أو مبادرة إنقاذية مهما كان نوعها وحجمها، والأخطر، تناغمها مع دعوات خارجية للضغط على لبنان بجناحيه المقيم والمغترب، واستهداف مؤسساته، ومنها المؤسّسة الأمّ، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، التي يرأسها حالياً، الوطني والوحدوي بامتياز عباس فواز، الذي تمّ انتخابه والهيئة الإدارية الجديدة في المؤتمر العالمي الثامن عشر للجامعة الذي عُقد في بيروت في 10/10/2019.

نجح باعتماده سياسة الحوار واليد المفتوحة، ووضع الإصبع على جرح الاغتراب والجامعة، والتحذير من تداعياته، وخطره القاتل عليهما والوطن، خاصة في زمن الانهيار والإفلاس والفقر والجوع والبطالة والمرض الذي يضرب لبنان وشعبه، بحاضرهما ومستقبلهما والمصير برمّته.

توحيد الجامعة كان من أولويات برنامجه الذي أقرّه المؤتمر، لأنه المدخل الضروري لولوج المعالجة، ووضع قطارها على سكة الحلّ، للانطلاق، باتجاه تفعيلها وإخراجها من نفق التشرذم والانقسام والتناتش على المصالح الخاصة، واستعمالها كمؤسسة واسم وقيمة وطنية واغترابية ومعنوية لمآرب وأهداف غير بريئة، وقد أقدم البعض على اعتمادها منصة لاستهداف الوطن والاغتراب والجامعة، وتخريب أو عرقلة كلّ محاولة جادة لتوحيدها، لأنّ مصالح المعرقلين وغاياتهم المشبوهة والسيئة، لا يمكن أن تتحقق، إلا في ظلّ الفوضى والفلتان والخراب والانقسامات، وتجاوز الأنظمة والقوانين التي تنظم عمل أية مؤسسة ومنها الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

الوحدة التي أنجزت وتظلّل عمل الجامعة منذ أكثر من سنة، أيّ منذ المؤتمر العالمي الثامن عشر لها، لم ترق لمجموعة من المغتربين المتمرّدين في أميركا، الذين لا يعرفون لبنان ولا يزورونه، ولا حتى ينطقون العربية، ولم يدعمونه ولو لمرة واحدة رغم ادّعائهم زوراً أنه وطنهم، ولا يفقهون ما يعاني منه دولة وشعباً ومؤسسات، رغم ذلك، رفضت الاستجابة لنداء الوحدة الذي وجهه فواز، وأصرّت على التمسك بنهجها الانقسامي، والانفصالي والسير في مشروعها التحريضي والاتهامي والمشبوه، الذي يحاكي ويتنافى مع مشاريع وإملاءات خارجية ضاغطة على لبنان. حتى أنها تحاول إقحام المغتربين الذين يدورون في فلك سياستها، في مواقف سياسية ضيقة جداً، تحت شعارات وعناوين التحرير والإلغاء، في إعادة ربما تكون مقصودة لمصطلحات حربية، تذكر بمعارك الأزقة والشوارع والسيطرة والإلغاء والنفوذ.

إنها تمارس كلّ ساديتها ضدّ لبنان ومغتربيه ومقيميه، بإسم الجامعة التي هي وكلّ المغتربين براء منها، ومن الذي ينتحل صفة رئيس لها، المدعو ستيف سانتن. الذي على ما يبدو أنه لم يطلع على نظام الجامعة ويؤكد أنها غير سياسية، وغير حزبية، وغير عنصرية وغير طائفية، أو أنه لم يقرأ أو لم يصله بعد تعميم وزير الخارجية والمغتربين، إلى البعثات اللبنانية الديبلوماسية والقنصلية في العالم، باعتماد الجامعة التي يرأسها عباس فواز، ممثلاً شرعياً للمغتربين، «ويحق لرئيسها وأمينها العام، التصريح، حصرياً بإسم الجامعة وتمثيلها».

 الخطير في مواقف ستيف سانتن، أنها تأتي في مرحلة صعبة جداً على لبنان الذي يستنجد بالأصدقاء الأقربين والأبعدين لانتشاله، وإنقاذه، ودعمه ومساعدته حتى لا يسقط، في حين انّ من يدّعون أنهم حريصون عليه، ويريدون تحريره من شعبه ومؤسساته، يطعنونه في الظهر، والعلن لإسقاطه في أحضان أعدائه، والرقص على أطلاله.

 هذه المجموعة التي هي خارج حدود الوطن ومصلحته وشعبه، أقلّ ما يُقال فيها وعنها، إنها تلعب بالنار التي ستكون هي وقودها وحطبها ورمادها، لأنها لا تدري ماذا تفعل، وبماذا تحلم، لأنّ أحلامها ستتحوّل إلى كوابيس تقضّ مضاجعها، وتوقعها في شرّ أعمالها ومواقفها الشريرة.

الغريب العجيب، أنها تحاول أن تلغي الاغتراب اللبناني في أفريقيا من قاموسها، وتجيّر ما قدّمه لوطنه وأهله على مدى عقود، إلى الاغتراب اللبناني في القارة الأميركية والخليج، الذين هم أيضاً يدعمون وطنهم، بكلّ الإمكانيات المتاحة، ولكن كلام هذه المجموعة الخارجة عن قانون الجامعة وأنظمتها «حق يُراد به باطل»، ولا يعتدّ به على الإطلاق، لأنّ القاصي والداني يعرف تماماً أنّ الاغتراب اللبناني في أفريقيا هو الرافعة الاقتصادية والمالية والإنمائية للوطن من خلال التحويلات والاستثمارات، وهذا لا يلغي ولا يعني أنّ المغتربين اللبنانيين أينما كانوا لم يقفوا إلى جانب وطنهم في محنه وشدائده وأزماته الكثيرة، المتراكمة والمزمنة التي هي من نتاج وصناعة طبقة سياسية فاسدة تحكم لبنان منذ عقود.

لا فائدة من دعوة الدولة، أو وزارة الخارجية، إلى وضع حدّ لمجموعة منتحلي الصفة برئاسة «المايسترو» سانتن، لأنه أولاً لا شرعية قانونية ووطنية واغترابية له ولها. ثانياً لأنّ السلطة الحاكمة غائبة كلياً، وأجهزتها معطلة، وحكومة تصريف الأعمال، لا دور لها، وأكثر من ذلك فإنّ الطبقة السياسية متورّطة، وتبحث عمن ينقذها ويرمي لها «قشة» النجاة.

الحلّ الوحيد لمواجهة منتحلي الصفة، الذين يحاولون عبثاً التسلق على حبال الجامعة للوصول إلى مآربهم وأهدافهم اللاوطنية، هو بالالتفاف حول الجامعة الشرعية المنتخبة رئيساً وهيئة إدارية عبر مؤتمر اغترابي شرعي وقانوني ووطني برعاية الجهات الرسمية في الدولة والاغتراب، هو المؤتمر العالمي الثامن عشر، الذي انتخب عباس فواز بإجماع قلّ نظيره، لما حققه من إنجازات في مسيرته الاغترابية الطويلة، وللثقة التي يحظى بها على مستوى الوطن والاغتراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى