الوطن

الراعي: لخطوة شجاعة وتشكيل حكومة إنقاذ استثنائية

دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري إلى «اتخاذ الخطوة الشجاعة وتشكيل حكومة إنقاذ استثنائية خارج المحاصصة السياسية والحزبية».

جاء ذلك خلال عظة الراعي في قداس الأحد ببكركي، تساءل فيها «أين المسؤولون السياسيون عندنا من فضائل الرحمة والعدالة والإنصاف؟ لكي يوفروا المساعدات لشعبنا المتزايد فقراً وعوزاً يوماً بعد يوم بسبب سياستهم وفسادهم، وهو يحتاج إلى غذاء ودواء ومحروقات؟ فإن بعيداً عن بقاء نظام الدعم أو إعادة النظر فيه، نجدّد اقتراحنا باعتماد البطاقة الاجتماعية الإلكترونية، فيتمكن شعبنا من الصمود بانتظار الفرج».

أضاف «كما لا بدّ للمجلس النيابي الذي أقرّ قانون الدولار الطلابي من أن يتابع وضعَ المراسيم التطبيقية للقانون بالتفاهم مع الهيئات المصرفية ليصبح نافذاً ويخرج من إطار المزايدات السياسية، لافتاً إلى أن أهالي الطلاب وهؤلاء يعيشون مأساةً بسبب ارتفاع الدولار وينتظرون الفرج.

وإذ حيّا «الأربعين دولة ومؤسسة التي شاركت في مؤتمر باريس لدعم الشعب اللبناني المنعقد الأربعاء الماضي»، لاحظ «بأسف كبير غياب حكومة لبنان لأن لا حكومة عندنا»، معتبراً أن «أخطر ما نتعرض له اليوم هو تخطي العالم لبنان كدولة، وفي المقابل تعاطيه مع شعب لبنان كشعب منكوب توزع عليه الإغاثات».

وقال «يحزّ في نفوسنا وفي كرامتنا أن نرى معدل الفقر قد ارتفع من 28% إلى 55% خلال سنة واحدة. فأين لبنان الازدهار والبحبوحة والعزة؟ ويحزّ في نفوسنا أيضاً أن البيان الختامي لمؤتمر باريس تحاشى ذكر كلمة الدولة اللبنانية، وتوجه إلى الشعب اللبناني من دون سواه. ألا يشعر المسؤولون في لبنان بالخجل؟ وهل من مبرّر لعدم تشكيل حكومة جديدة تنهض بلبنان الذي بلغ إلى ما تحت الحضيض والانهيار اقتصادياً ومالياً ومعيشياً وأمنياً، وتعيده إلى منظومة الأمم؟ أين ضميرهم الفردي وأين ضميرهم الوطني؟ ماذا ينتظرون أو يضمرون في الخفاء؟ وفي كل حال لبنان وشعبه وكيانه فوقهم جميعاً، وصامد بوفائه وكرامته».

ودعا الراعي الرئيسين عون والحريري «مهما كانت الأسباب الحقيقية التي تؤخّر إعلان حكومة جديدة»، إلى تخطي جميع هذه الأسباب واتخاذ الخطوة الشجاعة وتشكيل حكومة إنقاذ استثنائية خارج المحاصصة السياسية والحزبية. وقال «لا تنتظرا اتفاق السياسيين فهم لن يتفقوا، ولا تنتظرا انتهاء الصراعات الإقليمية فهي لن تنتهي. ألّفا حكومة الشعب، فالشعب هو البداية والنهاية، وهو الذي سيحسم بالنتيجة مصير لبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى