حديث الجمعة

صباحات

 

} 10-12-2020

صباح القدس للجولان وصباح القدس لصدقي المقت صوتاً بلسان شعب ووطن.

لم تكن المواجهة التي دارت أمس، بين أهل الجولان العربي السوري المحتل يتقدمهم المشايخ بعماماتهم البيضاء بياض ثلج الجولان وقلوب الناس الطيبين ويصدح باسمهم المناضل صدقي المقت حدثاً عابراً ولا مجرد حراك مطلبي، بل نقطة فصل في سياق له أبعاد تتخطى عنوان مراوح انتاج الكهرباء. إنها قضية السيادة وحق التصرف. فمنذ التوقيع الأميركي على قرار كيان الاحتلال بضم الجولان صار التحدي لمفاعيل قرار الضم مواجهة مباشرة مع هذا التوقيع. وما جرى بالأمس كان ذروة الحضور لهذا المفهوم. فالكيان أراد ترجمة قرار الضم بعدما وضع الدعم الأميركي في جيبه بممارسة حق التصرّف في السيادة على الجولان وهو أول اختبار بعد الموقف الأميركي وبعدما توقف الكيان منذ زمن طويل عن التورط باختبارات مشابهة قبل التوقيع الأميركي تسليماً بعجزه عن كسر إرادة اهل الجولان وتمسكهم بهويتهم العربية السورية كعنوان لمفهوم ممارسة السيادة والحقوق المتفرّعة عنها. وكان الاختبار جواباً على سؤال، هل أضاف التوقيع الأميركي لقوة الاحتلال شيئاً يحسب له اهل الجولان الحساب؟ وجاء الجواب أن هذا التوقيع لا يعادل قيمة الحبر الذي فيه، وأن السيادة هي السيادة سورية عربية واضحة صريحة وأن بإمكان قادة الكيان ان ينقعوا القرار الأميركي وتوقيع الرئيس دونالد ترامب عليه ويشربوا زومه، لكنه عند أهل الجولان ورقة وسخة لا تستحق ان يسمحوا أحذيتهم بها، وكان الحضور اللافت والمميّز للمناضل صدقي المقت أبعد من مجرد تواجد لمناضل يضم صوته لأهله بل كان الاحتضان لحضوره تعبيراً أصيلاً عن المكانة التي يحتلها المناضلون الكبار بين أهلهم، وبالتالي عن مكانة القضية التي يهبونها حياتهم وتضحياتهم، والمرجعية التي اتخذوها لنضالهم، وانكفاء الاحتلال بالأمس ليس مجرد نصر مطلبي لأهل الجولان، بل هو تسليم جديد بأن شيئاً لم يتغير في معادلة الهوية والسيادة في الجولان بعد التوقيع الأميركي، فكان نصر صبر ساعة مثالاً لما سيكون عندما تحين الساعة أو تكون، الجولان مثال لصباح بنور القدس باقٍ حتى تتحرّر وصدقي المقت نموذج للقادة نريد له أن يتكرر.

}9-12-2020

صباح القدس للأسد عالماً ومفكراً وقائداً

وقد سمعناه يحلل الاستراتيجيات ويفكك مضامين المؤامرات مراراً، ويرسم خرائط المواجهة وأدواتها، لكننا نشعر بعدما سمعناه هذه المرة اكثر من اي مرة أن الامة بخير، فتفرغ القائد الذي يتولى الجبهة الأمامية بوجه الإرهاب والعدوان المثلث الاحتلالات الأميركية والتركية والصهيونية، لعملية البناء الفكري والاجتماعي والثقافي، يعني أن ما بقي من المهام العسكرية لم يعد مصدر قلق، وأن الأولويّة عادت لبناء الداخل وخوض غمار تحديات النهضة، والأهم أن هذا التفرغ الذي يبديه قائد ورئيس دولة لمهمة فكرية كالتي تصدّى لها في حسم أشد القضايا تعقيداً، من مفاهيم الهوية الى العقيدة، كعالم لغة وعالم تاريخ وعالم اجتماع وجغرافيا وأستاذ في علوم الألسنية فيتدفق فقيها مفوهاً في ادق الشؤون الدينية يعلن للأمة ان قائدها التاريخي لم يعد طلباً تسعى اليه، بل هو من لحم ودم في قلب المعارك، وقد وهب ذاته ليقرأ ويحلل ويفكر ويخوض غمار الفلسفة والفقه والتاريخ ليصوغ معادلات جديدة تنبئ بولادة حركة إصلاحية على مستوى العالم الإسلامي يقودها علماء الشام بفكر مقاوم وفكر تنويريّ وفكر عصريّ لكنه فكر الهوية والعقيدة حيث لا مساومةصباح القدس للأسد الذي أطل بنوره كشمس دافئة في وسط صقيع فكري تجمّدت معه مفاصل الحركة الفقهية الإصلاحية عند مطلع القرن الماضي وتجمّد الدم في شرايين الفكر السياسي عند منتصف القرن الماضي وظهور الحركة القومية، فيتقدّم فقه الأسد وفكر الأسد ليبعث الروح في أبعاد جريئة بعمق الباحث والفيلسوفله صباح القدس شمساً دافئة تشرق على الصقيع تذيب المتجمّد وتضخ الدفء وتفتح البراعم.

} 8-10-2020

صباح القدس للثنائي الذي غيّر وجه العالم وليس وجه المنطقة فقط ولنتذكّر خلال أربعين عاماً كم من المتغيرات عصفت بالموازين الكبرى وكم من الحروب وكم من التسويات وكم من الخرائط تغيّرت وكم من الجيوش زالت ومن القادة رحلوا؛ سقط الاتحاد السوفياتي ولم يهتز هذا الثنائي واحتل الأميركي افغانستان والعراق فما هانت المواقف ولا السياسات واحتل جيش الاحتلال لبنان وما ضعفت العزائم وذهبت حكومات العرب الى الاستسلام ومن بعده التطبيع فما تغيّرت الثوابت والثابت الوحيد المتعاظم في امتلاك مصادر الثبات على المواقف والقوة لفرضها هو التحالف السوري الإيراني الذي أسقط خلال عشر سنوات حرب الخليج والغرب لإسقاط إيران بواسطة استخدام العراق ومقدرات العراق وقبل أن تنتهي الحرب كان اجتياح كيان الاحتلال للبنان وكانت المقاومة التي ولدت ونمت وترعرعت وصلب عودها بدعم الثنائي الاستراتيجي سورية وايران حتى بدأت بشائر النصر من اسقاط اتفاق 17 ايار ورحيل المارينز وتتابعت انسحابات الاحتلال وصولاً للتحرير عام 2000. وفي العام 2000 وبفضل هذا الثنائي تم احتضان المقاومة في فلسطين فتسلّحت وتطورت حتى تحررت غزة ومن بعدها صارت تقيم معادلة الردع على جدار تل أبيب وفي الغزو الأميركي للعراق وافغانستان كان لصمود هذا الثنائي الفضل في افشال الحرب الإمبراطورية للهيمنة الأميركية واسقاط دفتر شروطها واحتضان المقاومة بوجهها وفي 2006 كان النصر الاستراتيجي للمقاومة في لبنان على العدوان ومثله بعد أعوام انتصارات للمقاومة في فلسطين بفضل هذا الثنائي حتى جاء الرهان الأميركي الغربي التركي الخليجي على الارهاب بعدما صار الكيان عاجزاً عن خوض الحروب فكانت الملحمة الكبرى في سورية وصارت المقاومة شريكاً للثنائي الذي صار ثلاثياً. وتتابعت الانتصارات وتم دحر الإرهاب ونهضت روسيا وصار الثلاثي رباعياً وهو يتسع وينمو وفي قلبه ثبات هذا الثنائي صانع المعادلات واليوم على أبواب سنة فاصلة قادمة يستعدّ الثنائي وعلى رأسه قامتان تاريخيتان هما الإمام علي الخامنئي والرئيس بشار الأسد وشريك لا يعد الا بالنصر هو سماحة السيد حسن نصرالله. وها هما ثنائي الدبلوماسية فيصل المقداد ومحمد جواد ظريف الشريكين في أشد المعارك خطورة في منابر الأمم المتحدة ومجلس الأمن -2003 الى 2006 – يحفظان وصايا معلم دبلوماسية الشجعان وسليماني المقاومة ويمضيان لمواصلة المسيرصباح القدس لثنائي القوة وثلاثي النصر ورباعي التغيير والصين آتية ولو تأخر الظهور في الصورةانه العالم يتغير وسيتغير على إيقاع صلابة وصبر وبصيرة الثابتين الذين لم تهن لهم قدم ولن تهون عليهم قضية.

}7-12-2020

صباح القدس لأيام التحولات والمراحل الانتقالية وهي المسرح الأكبر للحرب النفسية وفيها وحدهم الثابتون الصابرون المقاومون لا يبنون معنوياتهم على التحليل كمدخل لثبات الخيارات، لأنهم قرروا ركوب الموج ولبسوا الثوب الخشن وتهيأوا لكل الاحتمالات، لكنهم يدركون ان انتصاراتهم تستمدّ زخم قوتها دائماً من تلاحمها مع الشعوب الخاضعة للقهر والظلم والعدوان والتي تسعى الحروب النفسية لتدمير معنوياتها والتشكيك بصواب خياراتها فيدخلون ميدان التحليل السياسي ويمتحنون الفرضيات ويستعرضون الخيارات ويتفحصون الاختبارات على مساحة العقل بالاستناد الى ما يقوله الواقع وما كتبه تاريخ الصراع والفرضيات التي جرى طي صفحاتها ورسم معادلاتها، والتحليل السياسي ليس إشباعاً لفضول ولا مراهنة في سباق، ولا تنبؤات في حفل تنجيم، فهو عدا كونه مقدّمة تأسيسية لخطط العمل وفقاً لترجيحات الحسابات وترتيب الأولويات، فيصير ضرورة نضالية، هو أهم مسارح الحرب النفسية، لكنه ليس مسرحاً يستعمل لمرة واحدة، فالخطأ فيه مرة تلو مرة يفقد المصداقية، وهنا تكمن الخطورة، وعندما نقول عام 2013 والأساطيل الأميركية في البحر أن لا حرب مقبلة، لأننا تفحصنا كل عناصر البحث والتحليل، لا نكسب الجولة فقط بل نؤسس لكسب جولات مقبلة لأن من هولوا بالحرب أملاً بضرب المعنويات فقدوا بعض المصداقية وسيفقدون بالتتابع بعضاً وبعضاً حتى يصير تهويلهم بالحرب مرة أخرى بلا قيمة، أما نحن فمن غير المسموح لنا ان نبني المعنويات على التحصن بتراكم المصداقية، فنسلك طريق التهوين، ولا على الرغبات والتمنيات وعلى فرضية ربح جولة، فكما كانت المقاومة تبني رصيدها في الميدان بأنها تعد بالنصر وتنجز من غير المسموح لها ان تخسر جولة، في الحرب النفسية التي يشكل التحليل السياسي أحد أبرز ميادينها في اللحظات المرتبكة، المصداقية هي الأساس، ولذلك نقول هذه المرة أيضاً إن لا حرب مقبلة، وإن الخيارات الضيقة هي على مسرح الأعداء وإن لا مكان لترف الوقت في معادلة الأعداء وإن الشهور المقبلة هي خيارات مفتوحة ووقت متاح لمحور المقاومة لرسم المعادلات. فليشغلوا بالهم بكيف يخرجون من مأزق الطريق المسدود للحروب والكلفة العالية للتسويات، وننشغل ببناء المزيد من عناصر التماسك وأسباب القوة وتوسيع هوامش الحركة.

} 5-12-2020

صباح بنور القدس للذين لا تأخذهم الحروب النفسية الى ضعف او هوان والمعادلات قد رسمت في ميزانفلم تنقلب الكفة على دعاة خيار الحرب لو نجحوا برهاناتهم ولم يتقدّم دعاة الانخراط التفاوضي من كرم أخلاقهم، فكلها ثمار صمود وثبات وتضحيات فرضت التوازنات والمعادلات وهي لا تزال تفعلفلا حرب لأن ليس لديهم مَن يحاربون والرد الإيراني الشجاع والحكيم آت لا ريب فيه ومعادلاته فرضت حضورها بالانضباط الأميركي تحت شروط العودة بلا شروط الى التفاهم النووي أما حرب التهويل الأهم فهي ليست هنا. إنها في الكلام عن تسخيف العودة للتفاهم النووي وفصله عن مسارات حروب المنطقة والقول لا شيء سيتغير في سورية ولبنان وفلسطين والعراق واليمن وصولاً للقول إن مشروع بايدن لتقسيم العراق آتٍ ومن خلاله تقسيم سورية وكي نبسط المسألة نسأل اين توقف تقسيم العراق قبل سنتين؟ اليس عند حدود القوة وتفادي الأميركي للتورط في حرب؟ وهل تغير هذا ام صار اقوى؟ القضية في العودة للتفاهم اهم من العودة نفسها وهي أن لا قدرة على تحمل الاستمرار في اللاحرب واللاتسوية وطالما أن اللا حرب محسومة، فخيار التسويات لا التسوية هو القادم، وهذا لا يعني تسليماً أميركياً بالانتصارات ولكنه يعني تفاوضاً من موقع ادراك حقيقة التوازنات التي فرضتها الانتصارات وتوظيف كل مصادر القوة الأميركية لصناعة التسويات بموازين الاستثمار على وضع النصر في كفة والاعتراف بشرعيته وإنهاء او تخفيض شروط الحرب الاقتصادية في كفة موازيةوالتفاوض هنا ساخن ومعقد لكنه مفتوح الطرق نحو التسويةبقوة الصمود تغيرت المعادلات وما لم يحققه الصمود سيحققه المزيد من الصمود.

} 4-12-2020

صباح القدس لا يعرف الغياب ولو اشتدت الغيوم واكفهرّت السماء فهو صباح قائم قادم ويكفي أن نتذكر ونقارن مثل هذه الأيام من العام 82 بما نحن عليه اليوم يومها كان الاحتلال في بيروت وفي بعبدا، وكان المارينز في البحر وعلى البر وكانت سورية في مواجهة مع الإرهاب ينتقل من مدينة الى مدينة قبل ان يستقرّ ويتحصن في حماة، وايران تئن تحت ضربات الإرهاب يقتل قادتها والقصف الصاروخي يطال ويدمر في عاصمتها، وفلسطين تنزف تحت الجراح لا حول ولا قوة، والعراق واليمن دوائر في خطوط الهيمنة الأميركية الخليجية، ومصر غارقة في اوهام السلام، والاتحاد السوفياتي يعيش ازمات الداخل التي تتهيأ للانفجار والصين في كمونوانكفاء وخلال اقل من سنتين بدأ مسار معكوس فرحل المارينز وانقشعت شمس التحرير عن مناطق واسعة حتى الليطاني وسقط اتفاق 17 ايار وكانت البداية في 11 -11 بالتفجير الاستشهادي الذي أطاح مقر الحاكم العسكري في صور والتتمة في تفجير مقر المارينز وما بينهما من نهوض في اعمال المقاومة والمواجهة تتويجاً في سياق متعرّج وصولاً الى العام 2000 وهكذا بعد قرابة عشرين أولى من السنين وفيما كان يدخل الى البيت الأبيض من يضع كيان الاحتلال عقائدياً في مقدمة الاولويات كان جيش الاحتلال يخرج مهزوماً من جنوب لبنان، وكانت سورية تستعد لمرحلة جديدة من خيارها المقاوم مع رئيسها الشاب بشار الأسد مودعة بجلال التاريخ قائدا ترجل بعد طول قتال هو الرئيس حافظ الأسد وإيران تنتقل من مداواة الجراح الى خطط البناء وامتلاك مقدرات القوة بعدما ودعت قائداً واستقبلت قائداً، وفي العشرين اللاحقة فازت سورية على حرب الإسقاط والتقسيم وهي تواصل للخروج من خناق الأزمة الى الخلاص وإيران دولة عظمى تفرض خياراتها وقد امتلكت فائض مقدراتها وانضم العراق واليمن الى ساحات النزال وصارت المقاومة في لبنان وفلسطين تصنع معادلات ما كان منها إلا الوعد عام 82 وكيان الاحتلال في أزمة وحكام الخليج في ازمة اكبر والازمة الكبرى في أميركا بينما روسيا دولة تغادر أزماتها وتسترد مكانة صانع السياسة والصين تقارب مواقع التفوق الاقتصادي على مساحة العالم ونور القدس كنداء لنصرة الحق يضيء حيث تكون الارادة ويكون الصبر واليقين بنصر المظلومين إن هم أحسنوا الثبات على خطوط الكرامةالصبح قريب مهما بان بعيداً وما النصر الا صبر ساعة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى