رياضة

الحلبي وبركات في ميزان «السلّة».. المعطيات ترجّح كفّة الرئيس الحالي

إبراهيم وزنه

على مسافة أسبوع واحد من إختيار هيئة إدارية جديدة لقيادة لعبة كرة السلّة لأربع سنوات مقبلة، وفي خضمّ التحضيرات الجدّية والتصريحات النارية للائحتين المتنافستين، وفي برنامجهما نقرأ ونسمع عن وعود جادة لاستعادة البريق والأمجاد للعبة التي وصلنا من خلالها إلى المونديال العالمي لثلاث مرّات.

اللائحة الأولى بقيادة رئيس الاتحاد الحالي أكرم الحلبي، والثانية بقيادة رئيس الاتحاد الأسبق جورج بركاتحيال هذا المشهد غير المألوف في عمليات تشكيل الاتحادات الرياضيّة في لبنان، بعدما درجت العادة على تشكيل لوائح توافقيّة أو مباركة «تزكيات» من منطلق المراعاة للاعتبارات المناطقية والطائفية والمذهبيةوفي ظل هذا «الكباش» المعلن بين الرجلين واللائحتين، لا بدّ من التوجّه إلى الناخبين، وهم المعنيون الأوائل.

اعلموا أن في حسن الاختيار، اختصار الطريق للوصول إلى جادة النجاح والارتقاءوبالتالي تحقيق الأهداف المرجوة لما فيه خير اللعبة ومنفعتكم، وأنتم الذين تابعتم عمل الرجلين عن قرب وعن كثب، وعرفتم في قرارة أنفسكم، من منهما الأجدر والأقدر. كلاهما أعلن أن لديه مروحة من العلاقات مع الأندية الموزّعة على كافة جغرافيا الوطن، كلاهما قارب الموضوع الحزبي والسياسي بحذروكلاهما له تجربته في قيادة اللعبة. لكن، وللحقيقة، ومن دون رتوش، نجد بأن بركات يدور في فلك ضيّق لا يتجاوز منطقته وجيرانه وأصحابه من المسؤولين الرياضيين في حزبي الكتائب (فارس مدوّروالقوات اللبنانية (نهرا بعيني وسابا مخلوف) وما تمّ نشره من لقاءات على صفحات التواصل الاجتماعي كشف الأمور وفضح المستور، وبذلك، لن تنطلي على الناخبين عمليات التسويق بأن بركات بعيد عن الدعم الحزبي! ومؤخراً قام بزيارة النائبين شامل روكز وسامي الجميل وأجرى اتصالات مع فعاليات حزبية وبلدية وكلّف لاعباً دولياً معتزل ضمّه إلى لائحته بمهام لوجستية لدعمه في معركته!

وبالانتقال إلى الحلبي، للرجل مروحة من العلاقات تتجاوز حدود منطقته، وهو المقرّب من التيّار الوطني الحر، وفي الوقت نفسه، هو المقبول من بقية التيارات والأحزاب السياسية كالمستقبل وحركة أمل والمردة. وهذه نقطة ايجابية لمصلحته لجهة المقبولية والتعاون مع الأكثرية. وفي زمن بركات وما تلاه من سنوات عجاف بقيادة خبير التسويق بيار كاخيا غرق الاتحاد السلّوي في الديون حتى تزعزعت الثقة الدوليّة به، ويومها تمّ التلويح بمنع لبنان عن المشاركة بالبطولات التي ينظّمها «الفيبا»، ومع تسلم الحلبي دفّة اللعبة في العام 2018 سارع إلى لملمة الموضوع وسداد الدين المتوجّب على الاتحاد متسلحاً بعلاقاته وجدّيته ووضع المصلحة الوطنية في طليعة أولوياته، لينجح برفع الحظر عن سلّتنا في المحافل الدولية، وهنا نتذكّر بأن بركات أقام الدنيا ولم يقعدها مطالباً باسترداد ماله الخاص الذي صرفه أثناء ولايته حتى وصل به الأمر إلى تقديم دعوى قضائية أدّت إلى استرداد ما دفعه مع فوائده المعتمدة مصرفياً. ويسجّل للحلبي وقوفه الدائم على خاطر الأندية بالاضافة إلى فتح قلبه وبيته للاعبين وتشاركه الآراء مع عدد كبير من المدرّبين، ولطالما عقد لقاءات دورية شارك فيها المعنيون باللعبة (رؤساء أندية ومدربين ولاعبين ووكلاء لاعبين وإعلاميين) بغية إيجاد قواسم مشتركة وتدوير الزوايا بين الآراء المتباعدة. بالمقابل، يسجّل البعض عليه، بأنه ألغى بطولة الدوري غير آبه بعقود ولا تحضيرات، وفي هذا السياق يعلم الجميع أن الرجل أصدر قراره مكرهاً تحت وطأة الضغوط المالية والاجتماعية وتداعيات وباء كوفيد 19 ومخاطره الصحية.. ولاحقاً، وفي ضوء ما عاناه البلد من إقفال متكرّر وأزمات متلاحقة على أكثر من صعيد تأكّدت صوابية قرارهفي ما فقد بعض اللاعبين والمدرّبين صوابهم وعمدوا إلى مهاجمته عبر وسائل التواصل الاجتماعي!

لن أطيل في المقارنة بين الرجلين، كلاهما يختلف عن الآخر في مقاربته للأمور وفي استراتيجيته وتفانيه لقيادة اللعبة وحتى في تعاطيه مع رؤساء الأنديةوهنا الكفّة تميل بقوّة لمصلحة الحلبي، الذي حرص على تشكيل لائحة تضمّ أسماء شابة وواعدة لديها تاريخها الناصع وإنجازات لا غبار عليها في الميدان السلوي، وكذلك الأمر مع بركات، ولكن مع فارق الفعالية والاجتهاد الميداني على الأرض، وفي هذا الكباش يتفوّق الحلبي بفريقه المتنوّع والخبير والشاب والشفّاف.

ختاماً، دقّت ساعة الاختيار، وأصبحت الانتخابات واقعة لا محالة، وتشير بورصة الأصوات لغاية اليوم إلى فوز متوقّع لأكرم الحلبي وفريقه، علماً أن أجواء البلد والضغوط الحاصلة على معظم قطاعاته جرّاء الأزمات الصحية والاقتصادية والسياسية والمالية، تحتّم تغليب مبدأ التوافق على حصول معركة «كسر عظم».. فاللعبة حالياً بحاجة إلى تكاتف الجهود وتقارب القلوب وتذليل العقبات ونبذ الخلافات… فهل يحصل ذلك في اللحظة الأخيرة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى