الوطن

دمشق: بريطانيا أحد الأطراف الرئيسيّة المشاركة في العدوان الإرهابيّ على سورية

قطع تركيا المياه عن الحسكة «جريمة حرب موصوفة».. ومصدر ميدانيّ سوريّ يؤكد أن دعماً أميركيّاً أنعش هجمات «داعش» شرقي حماة

أعربت دمشق عن استغرابها من «نفاق» المبعوث البريطاني إلى سورية، وقالت إنه يتوجب سوق المسؤولين البريطانيين أمام العدالة الدولية «لمساءلتهم عن الجرائم التي اقترفوها بحق السوريين».

وقالت الخارجية السورية في بيان إن سورية تعرب عن «الاستغراب من النفاق والادعاءات الكاذبة وتشويه الحقائق لما يسمّى بالمبعوث البريطاني إلى سورية، جوناثان هارغريفز، بخصوص الوضع الإنساني في سورية».

وأضاف مصدر رسمي في الخارجية أن «بريطانيا ومسؤوليها لا يمتلكون أي صدقية في الحديث عن الوضع الإنساني في سورية، بل ويتحملون المسؤولية الكاملة عن معاناة السوريين، والتي تستوجب المساءلة القانونية وسوقهم أمام العدالة الدولية لمساءلتهم عن الجرائم التي اقترفوها بحق السوريين».

ونقلت وكالة سانا الرسمية عن المصدر أن المسؤول البريطاني «تجاهل أن السبب الأساس في معاناة السوريين الراهنة يكمن في العدوان الإرهابي الذي سفك دماء السوريين ودمر منجزاتهم، والذي كانت بريطانيا أحد الأطراف الرئيسية المشاركة فيه، من خلال دعمها اللامحدود بمختلف أشكاله للمجموعات الإرهابية».

وأضاف المصدر أن المسؤول البريطاني «تجاهل الإجراءات القسريّة اللاشرعيّة أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وأتباعها، وبريطانيا في مقدّمتهم»، حسب المصدر الذي قال إن تلك العقوبات «تؤثر على السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم، وتشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي الإنساني وأبسط حقوق الإنسان».

وأضاف المصدر أن «بريطانيا وبتعليمات من سيّدها في البيت الأبيض، دأبت على إعاقة الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب وإفشال أي تحرّك جاد للخروج من الأزمة الراهنة».

وأشار إلى أنها تقدّم المليارات «لتشويه صورة سورية وتأجيج نيران القتل والحقد فيها، ووضع العراقيل أمام إعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، وعودة الأمور إلى طبيعتها في سورية»، ورأى المصدر أن ما يؤكد على ذلك «معارضتها وعدم المشاركة في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عُقد في دمشق الشهر الماضي».

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية السورية إن قطع تركيا لمياه الشرب عن ما يزيد على مليون مواطن في محافظة الحسكة يشكل «جريمة حرب موصوفة تُضاف إلى جريمتي الاحتلال والعدوان».

وفي رسالتين إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، قالت الخارجية السورية إن دمشق تطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لإلزام تركيا بإعادة تشغيل محطة مياه علوك، والتصدّي «لممارساتها اللاإنسانيّة التي تهدف إلى التضييق على المواطنين المدنيين وحرمانهم من سبل العيش والحياة».

وفي بيان نشرته وكالة «سانا» قالت الخارجية السورية إن الحكومة التركيّة تقوم «بممارسات غير قانونية ولاإنسانية لتحقيق مكاسب سياسيّة وعسكريّة».

وأوضحت أن من تلك الممارسات «تنفيذ سياسة التهجير الممنهج في المناطق التي تحتلها بغية إحداث تغيير ديموغرافي يتناسب مع أهدافها التوسعية والاستعمارية».

وفي سياق متصل، أكد مجلس الوزراء السوري خلال جلسته الأسبوعيّة برئاسة المهندس حسين عرنوس رئيس المجلس ضرورة تكثيف الجهود على كافة المستويات لتوفير الخدمات الأساسية للأهالي في محافظة الحسكة واستثمار المواقع المتاحة لحفر آبار احتياطية لمواجهة الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب نتيجة الممارسات الإجرامية لقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيين والسعي لتأمين رحلات طيران أسبوعية إلى المحافظة لتخديم الأهالي والطلاب والحالات الإنسانية الطارئة.

وشدّد المهندس عرنوس على تسريع وتيرة تأمين الخدمات الأساسيّة والبنى التحتية للمناطق المحررة من الإرهاب كأولوية للعمل الحكومي بما يضمن عودة الأهالي إليها مع تقديم التسهيلات اللازمة لزراعة المناطق المحررة وتأمين مستلزمات دخولها في العملية الإنتاجية من جديد بما يُسهم بتثبيت الأهالي في أراضيهم.

ميدانياً، شهدت محاور ريف حماة الشرقية تحركات معادية لخلايا تابعة لتنظيم «داعش» خلال الساعات الماضية، وتحديداً في منطقتي «الرهجان» و»أثرية» بريف حماة الشرقي، وسط سورية.

وأكد مصدر ميداني رفيع المستوى، أن أعداداً من مسلحي تنظيم «داعش» بدأت التحرك مجدداً في بادية حماة الشرقية وبادية الرقة قادمة من منطقة الـ 55 كم بمحيط «التنف» الواقعة تحت سيطرة القوات الأميركية.

وأشار المصدر إلى أن مسلحي التنظيم حاولوا مهاجمة أحد مواقع الجيش السوري في منطقة الرهجان، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش مع المسلحين، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 40 مسلحاً من التنظيم.

وأضاف المصدر الميداني أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك دخل على خط الاشتباك، عبر غارات جويّة عدة مركزة على خطوط إمداد رئيسيّة قادمة من بادية حمص الشرقية باتجاه بادية حماة، يعتمد عليها التنظيم في إمداد مسلحيه بالأسلحة والمعدات اللوجستية، حيث أسفرت الغارات عن تدمير ثلاثة مواقع وعدّة آليات تابعة لتنظيم «داعش» في المنطقة.

وتابع المصدر أن حوادث عدة سُجلت خلال الأسبوع الحالي في هذه المنطقة، حيث بات نشاط التنظيم واضحاً بشكل جليّ، بعد تلقي عناصر تنظيم «داعش» دعماً كبيراً من القوات الأميركيّة المتمركزة في منطقة التنف جنوب شرقي البلاد.

وأكد المصدر الميداني أن الجيش السوري سوف يدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه بادية حماة ومنطقة الرصافة خلال الساعات المقبلة، وذلك بهدف تعزيز مواقعه في تلك المنطقة والقيام بعمليات تمشيط دقيقة، بحثاً عن مقار ومواقع يعتمد عليها التنظيم بشكل مباشر لتنفيذ هجمات باتجاه مواقع الجيش السوري والمدنيين الذين عادوا إلى القرى والبلدات التي حرّرها الجيش مؤخراً.

يُذكَر أن خطوط إمداد مفتوحة تصل بين قاعدة التنف التي تسيطر عليها القوات الأميركيّة ومنطقة ريف حماة الشرقية، وتعتبر هذه المنطقة من أهم مناطق انتشار الخلايا التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي المحظور في روسيا التي تحاول إحداث خروقات ومهاجمة القرى والبلدات والتي عاد إليها المدنيّون مؤخراً بعد تحريرها من قبل الجيش السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى