عربيات ودوليات

بوتين يتناول
 التحديات العالميّة
 في مؤتمره السنوي

تناول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشكلات الرئيسيّة التي تواجه العالم حالياً في مؤتمره الصحافي السنوي أول أمس.

وبسبب القيود المتعلقة بمرض فيروس كورونا الجديد، هذا العام، عقد بوتين مؤتمره الصحافي السنوي الـ16 عبر الفيديو، حيث تحدّث إلى الصحافيين والجمهور من مقر إقامته في نوفوأوغاريوفو.

واستمرّ الحدث 4 ساعات و29 دقيقة وتضمن أسئلة من عامة الجمهور. وفيما تمّ اعتماد 774 صحافياً للمؤتمر، بلغ عدد الحاضرين 237 في مركز التجارة الدوليّة بموسكو حيث تمّت استضافة المؤتمر.

وأجاب بوتين على أكثر من 60 سؤالاً حول مجموعة واسعة من القضايا، تتدرج من الشؤون الداخلية وصولاً إلى الشؤون الدولية ومشكلات عالميّة مثل جائحة مرض فيروس كورونا الجديد.

وحلول لمواجهة جائحة كوفيد-19، قال بوتين إنه «على الرغم من الشائعات التي انتشرت حول منشأ مرض فيروس كورونا الجديد، لا يوجد دليل يمكن أن يدعم هذه الاتهامات ضد دول معينة».

وبحسب ما ذكره الرئيس فإنّه «بالنسبة لمنشأ مرض فيروس كورونا الجديد، فهناك الكثير من الشائعات، ولا أحب التحدث عنها جميعاً أثناء مخاطبة الدولة والعالم بأسره، لا سيما أننا لم نعثر على أي دليل يثبت هذه الاتهامات بحق أحد»، مضيفاً «أعتقد أننا الآن بحاجة إلى البناء على قضايا أخرى: عدم البحث عن أخطاء، وإنما توحيد الجهود للتعامل مع المشكلة».

وأشار الرئيس إلى أن «بذل جهود مشتركة لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد ستضع التعاون الدوليّ على المسار الصحيح».

وقال بوتين «علينا أن نفكر في كيفية مساعدة هؤلاء الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم في أوضاع صعبة بشكل خاص، وإزالة بعض أنواع القيود التجارية، والعقوبات المفروضة على تلك البلدان، ومجالات التعاون التي تعتبر ضروريّة للتغلب على تبعات الجائحة».

وعند تطرقه إلى الكيفية التي أثرت بها جائحة كوفيد-19 على الوضع المحلي، شدد بوتين على أن «المهمة الأساسية لنظام الرعاية الصحية في البلاد تكمن في ضمان حصول المواطنين بشكل كامل على الموارد الطبيّة اللازمة».

وذكر بوتين أن «المجال ذا الأولوية لنظام الرعاية الصحية الأولية يتمثل في ضمان حصول المواطنين على الخدمات الطبية بنسبة 100 في المئة. يمكنني أن أرى أن هناك العديد من المسائل هنا تتطلب حلاً سريعاً. وهذا ما سنركز عليه في البداية».

وأضاف قائلاً إن «القضايا التي تحتاج إلى معالجة تشمل تدريب الكوادر الطبية، وتوفير الموارد الطبية اللازمة، وإجراء إصلاحات في ما يتعلق بالخدمة الصحية والوبائية حتى تعمل بكفاءة أكبر».

كما تطرّق إلى أزمة ناغورنيقره باغ، مشيراً إلى أنه «يتعين على المجتمع الدولي أن ينتقل من نطاق الأقوال إلى الأفعال ويقدم المساعدة في إقليم ناغورنيقره باغ».

 

وقال «نأمل أن ينتقل الوسطاء الدوليون أخيراً من الأقوال إلى الأفعال ويساعدوا أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة واللاجئين العائدين إلى ناغورنيقره باغ».

ووفق ما قاله بوتين «لا ينبغي أن تكون روسيا هي الوحيدة التي تقوم بذلك من خلال إرسال قوافل من المساعدات الإنسانية إلى هناك، وإنما أيضاً منظمات دولية، على سبيل المثال، منظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة».

وأشار كذلك إلى أن «الهدف الرئيسيّ للاتفاق الثلاثيّ الذي توصل إليه قادة روسيا وأرمينيا وأذربيجان في وقت سابق يهدف إلى إنقاذ الأرواح البشرية، وأن كل شيء آخر يُعدّ ثانوياً».

أما على صعيد التحديات القائمة في العلاقات الروسيةالأميركية، فيتوقع الرئيس الروسي «إمكانية حل على الأقل بعض، إن لم يكن كل، المشكلات القائمة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة خلال رئاسة جو بايدن».

وأوضح بالقول: «ننطلق من فرضية أن الرئيس المنتخب حديثاً للولايات المتحدة سوف يفهم ما يحدث (إنه شخص ذو خبرة في كل من السياسة الداخلية والسياسة الخارجية) ونتوقع أن جميع القضايا التي نشأت، على الأقل بعضها، ستُحل في ظل الإدارة الجديدة».

لكنه أضاف أن «العلاقات الثنائية ظلت رهينة للسياسة الداخلية للولايات المتحدة، وهذا أثر سلباً على الولايات المتحدة أيضاً».

وعندما سُئل عما إذا كانت روسيا مسؤولة عن تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة، قال بوتين إن «الولايات المتحدة انسحبت من اتفاقات عسكرية رئيسية وأخفقت في الوفاء بوعودها».

وتساءل بوتين «هل انسحبنا من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية؟ لم نفعل ذلك. وعلينا الرد بإنشاء أنظمة أسلحة جديدة يمكنها مواجهة التهديداتثم انسحب زملاؤنا [الولايات المتحدة] من معاهدة القوى النووية متوسطة المدىومعاهدة السموات المفتوحة».

وأشار إلى أن «الولايات المتحدة جمعت شبكة عالمية من القواعد العسكرية، وأن ميزانيتها العسكرية تصل إلى 770 مليار دولار، مقابل ميزانية روسيا التي تبلغ 46 ملياراً».

وقال الرئيس إنه «في ظل رفض الجانب الأميركي مواصلة الحوار والمفاوضات بشأن معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقع من روسيا ترك الأمور على ما هي عليه».

وأضاف الرئيس أن «انتهاء المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية، التي ستنتهي في شباط، يمثل تهديداً ويترك العالم من دون اتفاق بشأن ضبط سباق التسلح».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى