«الارتياب المشروع» يعطل تحقيقات انفجار المرفأ
في استعراض سريع لأزمات لبنان المترمّدة والمتواصلة في أجواء قاتمة لا توحي بأيّ انفراج، أعلن الرئيس الفرنسي إلغاء زيارته الى لبنان الأسبوع المقبل لإصابته بفيروس كورونا، ومع هذا الإلغاء أو التأجيل في أحسن الحالات، تنعدم المخارج لأزمة تشكيل الحكومة لمئة سبب وسبب، وأحد الأسباب المعلنة اهتزاز المعايير المعتمدة في حالة تشكيل الحكومات وبالتالي انعدام الكيمياء بين سيدي قصر بعبدا وبيت الوسط، في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الخيّرة لتقريب وجهات النظر، بينما الشارع اللبناني يتحدّث عن خلافات على توزيع الحصص.
وفي عزّ الحشرة، تصاب التحقيقات بشأن انفجار المرفأ بـ «نزلة برد» بعد أن تقدّم النائبان المحاميان علي خليل وغازي زعيتر بطلب من محكمة التمييز نقل الملف الخاص بتحقيقات المرفأ الى قاضٍ آخر بفعل «الارتياب المشروع» وتسمية قاضٍ جديد، وربما يحتاج الأمر الى قرار من مجلس الوزراء إذا أخذت محكمة التمييز بمشروعية الارتياب، وهل لحكومة تصريف الأعمال الحق في اتخاذ مثل هذا القرار، ودون ذلك جدلية قانونية مطاطة. وفي هذه الحالة تكسب الجهة المعترضة المزيد من الوقت. ويمكن للقاضي فادي صوّان ان يعترض خلال عشرة أيام.
ولا شك انّ هذه المعمعة من المواقف ستعطل التحقيقات بشأن انفجار المرفأ سواء استمرّ بها القاضي فادي صوّان أو غيره، ولا غرو في ذلك، اذ لا بأس من إضافة كارثة جديدة الى مجموع الكوارث التي لا حلّ لها ولا تصريف في بلدنا التعيس المسيّس من قممه الى سواحله، وليس للبنانيين إلا ان ينعموا بقدرتهم على التعايش مع أقسى الظروف.
ولكن إلى متى…؟
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي