مقالات وآراء

حضورنا الحزبي في الفنادق تقرير من الرفيق جورج فرنسيس (ملبورن)

في أكثر من نبذة تحدّثت عن الحضور الحزبي في فنادق بيروت في أوائل سبعينات القرن الماضي، وأشرت إلى الرفيق مجد حراق(1) الذي كان تولى مسؤولية القطاع الفندقي، وكان مميّزاً بأدائه الحزبي.

لمزيد من المعلومات، أنشر ما كان وردني في مرحلة سابقة من الرفيق جورج فرنسيس(2)، آملاً من حضرة الأمين نصري خوري، وقد رافق تلك المرحلة بصفة «عميد للعمل»، ومن أيّ رفيق آخر، أن يكتبوا ما يغني تلك النبذة.

*

قد لا أستطيع إعلامكم مفصلاً عن عمل المديرية المذكورة، خاصة أسماء الرفقاء، كون العدد الأكبر من الأعضاء يعملون في فندق فينيسيا. أما نحن، الرفقاء العاملين في أماكن أخرى، لم نكن نرى بعضنا سوى في اجتماعات المديرية التي كانت تحصل حوالى منتصف الليل، وكان الكثير من الرفقاء يغيبون بعذر كون برنامج عمل الرفيق يتغيّر كل أسبوع، لذلك لم يتسنَّ لنا الوقت للتعرّف على بعضنا عن قرب، لذلك سأحاول قدر ما تسمح لي الذاكرة بالإضاءة على تلك المرحلة.

في العام 1971 أدّيتُ يمين الولاء للحزب في حزيران 1970 في مديرية الفنادق، وكان الرفيق مجد حراق مديراً لها وهو اليوم يقيم في ولاية برزبن في أستراليا. انما لم أعد أذكر أسماء حضرة الناموس والمدرّب، أما محصل المديرية فكان الرفيق الشهيد سبع أبي حيدر من بسكنتا، والمذيع الرفيق إلياس عون من رميش، وكان هناك رفيقَان جديدان أديا اليمين ذات اليوم الذي أديت أنا اليمين، وهما الرفيق «جان حنا نادر» وقد كان ما زال في مدرسة الفندقية، وقد أتى على ذكره الرفيق جان داية في إحدى مقالاته في مجلة البناء، وذلك منذ مدة غير بعيدة. والرفيق سليم كرم، وهو قريب الشهيد الصدر عساف كرم، وكان يعمل في فندق السان جورج.

وبعد انتمائي بحوالي الخمسة أشهر عُيّنتُ مدرباً للمديرية، حيث كان صدر قرار من عمدة الدفاع بأنّه على المدربين أن يعملوا دورات تدريبية، وكنت الوحيد في المديرية الذي خضع لدورة تدريب في أيلول من ذلك العام في مخيم صنين «دورة الملازم الشهيد علي الحاج حسن»، وكانت الدورات وقتها تتمّ تحت إشراف عمدة الثقافة. وفي قرابة العام 71، كانت هناك خطة من عمدة العمل بأن ينخرط جميع القوميين الاجتماعيين العاملين في القطاع الفندقي في العمل النقابي، حيث كان هناك نقابتان للفنادق: الأولى يرأسها إلياس الهبر (يساري)، وهي الأكبر، وأخرى يرأسها درويش الراعي وكانت تضمّ عمال فينيسيا وعمال كازينو لبنان، وحيث أنّ العديد من الرفقاء العاملين في الفنادق يعملون حزبياً في مكان عملهم، فقد صدر قرار بحلّ المديرية وتحويلها إلى مفوّضيات، كما عُمّم على الوحدات الحزبية بتزويد عمدة العمل بمكان عمل الرفقاء وأوقات عملهم، ليتمّ الاتصال بهم. أمّا المفوضيات، فكان هناك مفوضية خاصة لفندق فينيسيا، وثانية كنت تابعاً لها، ولا أذكر بالضبط إذا كان هناك مفوضية ثالثة، إذ إنّ بعض الرفقاء في المديرية السابقة لم يتمّ إلحاقهم بإحدى المفوّضيّتين. وقد عُيّن الرفيق مجد حراق مفوضاً لمفوضيتنا، ولكنه استقال بعد فترة بسبب زواجه وسفره للخارج لقضاء شهر العسل، حيث إنّ زوجته من الجنسية الإنكليزية، وقد عُيّنتُ مكانه مفوضاً، وقد كُلّفتُ من قِبل حضرة عميد العمل، وكان يومها حضرة الأمين نصري خوري، ومن منفذ عام بيروت وكان حضرة الأمين بهيج أبي غانم بالاتصال بالرفقاء الواردة أسماؤهم إلى العمدة، وكان وقت عملي يساعدني على ذلك كوني كنت أعمل في مطعم سقراط تجاه الجامعة الأميركية، وكان لديّ وقت فراغ بين الغداء والعشاء في المطعم، وكنت أتردّد إلى المركز باستمرار لمعرفة إذا كان هناك من رفقاء جدد للاتصال بهم، وفي أكثر الأحيان كنت أُكلَّف من قِبل المسؤولين بإيصال رسائل أو تبليغات خارج عمل العمدة. أما أعضاء المفوضية، فإنّي اذكرهم جيداً لتواصلي الدائم معهم: المفوض كان الرفيق محمد عبد الخالق من مجدل بعنا، وكان يعمل في مطعم بجانب سينما سندانة(3). الرفيق سامي عبد الخالق من مجدلبعنا أيضاً، كان ما زال طالباً، وكان يقسم أوقاته بين الدراسة والعمل. الرفيق سليمان عبد الخالق من مجدلبعنا أيضاً، وكان في أوائل الستينات من عمره، وكان يعمل في فندق البريستول. الرفيق المرحوم محمد علي أسعد(4)، وكان يعمل بوّاباً على الباب الخلفي من فندق لم أعد أذكر اسمه(5)، وقد كنت أتردّد إليه باستمرار. وأذكر في إحدى وجدته غاضباً، فسألته عن السبب، فأجابني بأنه يريد أن يرسل ابنه «سعادة» إلى المخيم وقد رُفض طلبه، حيث إنّ المخيم مخصص للرفقاء فقط وسعادة لم يبلغ السادسة عشرة بعد لينتمي إلى الحزب، وكان أيضاً الرفيق قاسم الحاج حسن من شمسطار ابن عم الشهيد علي، وكان يملك ماكينة لصنع البوشار على مدخل سينما ريفولي، وكان مكانه ملتفى للقوميين، فقد تعرّفنا على العديد منهم عنده، أذكر منهم الرفيق مينا مينا من البقاع، وكان وقتها في الجيش. أما الرفيق محمد ريدان من عين عطا، فلا أذكر تماماً أنه كان في المفوضية، ولكنني كنت على تواصل دائم معه. وقد استمريت مفوّضاً لآخر العام 71، وفي تلك الفترة، رغم صعوبة ونشاط الرفقاء، لم يكن نشاط مميز سوى التحضير لانتخابات النقابة، فكثيراً لم نكن نتمكن من الاجتماع الرسمي، وكنا نستعيض عنه بأن أقوم بزيارة الرفقاء لإطلاعهم على البريد الحزبي وجبي اشتراكاتهم وتبليغهم إن كان هناك أي شيء للتبليغ. وفي الانتخابات النقابية لذلك العام، على ما أذكر، ولكني لست متأكداً تماماً، قد فاز ثلاثة من لائحة الحزب لا أذكر أسماءهم ولا أذكر إن كانوا جميعاً رفقاء. أما الرفيق إدمون الأشقر(6)، فلا أذكر عنه الكثير ولا أدري إن كان قد تسلّم أي مسؤولية بعد سفري، حيث إنني عند تقديم استقالتي لم أقترح أحداً من الرفقاء، وتركت لحضرة المنفذ العام تعيين من يراه مناسباً، وفي زيارتي الأخيرة للمركز لاستلام رسالة التعريف ووداع حضرات المسؤولين. أذكر عند وداع حضرة عميد العمل الأمين نصري خوري، أخبرني أنه أيضاً مسافر إلى ألمانيا. وقد غادرت الوطن «بالجسد فقط» في 26/12/1971.

*

هوامش

(1) مجد حراق: من بلدة حامات. كان مميزاً بحضوره الحزبي، وبالتزامه الصادق. عرفت أيضاً شقيقه الرفيق ناهض مسؤولاً وناشطاً في منفذية ملبورن.

(2) جورج فرنسيس: تعرّفت إليه وإلى عقيلته الرفيقة ماري أثناء زيارتي الحزبية إلى ملبورن، ثم رحت ألتقي بهما في كل زيارة كانا يقومان بها إلى بلدتهما المجاورة لبلدة «الخنشارة».

(3) سينما سندانة: لا يوجد سينما بهذا الاسم. ارّجح انه يقصد «سينما ستراند» (شارع الحمراء).

(4) محمد علي اسعد: رفيق مناضل للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info ، عرف باسم «أبو سعادة».

(5) ارجّح انه فندق «قدموس» في «عين المريسة»، منطقة «السان جورج» .

(6) إدمون الأشقر: كنت عرفته في تلك المرحلة، كما عرفت أيضاً الرفيق إلياس عون من بلدة «رميش». الرفيق إدمون من بلدة «بمريم» في المتن الأعلى. لم أعد أعرف عنهما شيئاً.  

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى