أخيرة

شرعية الرئيس الأسد*

} يكتبها الياس عشي

يقول جمال الدين الأفغاني: “لسنا نعني بالخائن من يبيع بلاده بالمال، ويسلّمها للعدوّ بثمن بخس، وكلّ ثمن تباع به البلاد فهو بخس. بل خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدوّ في أرض الوطن. بل من يدع قدماً تستقرّ على تراب الوطن، وهو قادر على زلزلتها، فهو خائن وفي أيّ لباس ظهر، وعلى أيّ وجه انقلب”.

حضرني هذا القول وأنا أراقب خريطة العالم العربي المفخّخة بالعملاء والمأجورين وتجار الطائفيّة وسماسرة النفط وأنصاف المثقّفين.

تساءلت: كيف يمكن لسوريّ واحد أن يقبل إملاءات فرنسا وعنجيّتها على دولة بحجم سورية العمرها بعمر الأبجديّة؟ ومن أعطى الحقّ لساركوزي في الحديث عن شرعية الرئيس الأسد؟

ليفهم ساركوزي، ومعه الأميركيون والإنكليز، أنّ شرعيّة الرئيس بشّار الأسد كرّسها الشعب السوري، وسيبقى هذا الشعب العظيم مسؤولاً عن استمرارها وتجذيرها وفقاً للدستور والقوانين المرعيّة.

أفهم جيّداً شهيّة الغرب لاستعمار جديد، وأفهم أكثرَ أنّ الإطاحة بأركان الدولة السورية تعني الإطاحة بآخر خطّ دفاع في وجه التنّين الإسرائيلي، ولكنّي لا أفهم سكوت العرب المطبق، وحيادهم، وتواطؤ بعضهم ضدّ سورية! هؤلاء العرب يصحّ فيهم ما قاله جمال الدين الأفغاني. أما المسمّون زورا بالمعارضين السوريين، والعائشون خارج سورية متنقلين بين فضائيّة وأخرى، فليقدّموا شيئاً غير بثّ الإشاعات الكاذبة التي ما عادت تقنع أحداً، وغير الشتائم التي تكشفمستواهمالثقافي، وغير التّكرار المملّ لإنذارات ساركوزي وكلينتون! وليكفّوا عن الادّعاء بأنهم يسعون لسورية علمانيّة أو مدنيّة في مؤتمرات يقودها الأخوان المسلمون!

وإذا كنت قد بدأت المقال برأي لجمال الدين الأفغاني، فإني أختمه بقول لنابليون موجّها لـالمعارضة”: “مثلُ من باع بلاده وخان وطنه، مًثَلُ الذي يسرق من مال أبيه ليطعمَ اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللصّ يكافئه”.

 

من كتابي الأخيرالرقص في عيد البربارة على الطريقة الأميركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى