أخيرة

أشقاء سوريون ثلاثة يتصدّرون البطولة العربية لـ«السوروبان»

بتركيز شديد واستنفارٍ جميع حواسهم، يبدأ الأشقاء محمد وأمل ولانا تحريك أصابع أيديهم لإجراء العمليات الحسابية من جمع وطرح وضرب وقسمة بسرعة قياسية، يحاكون في ذلك الأجهزة الحاسوبية.

ترسم أنامل الأطفال الغضة اسم مدينتهم الأعرق حلب عالياً، بإحرازهم المرتبة الأولى في البطولة العربية للحساب الذهني (السوروبان)، متفوقين على 46 فريقاً عربياً وأوروبياً.

«عندما كنت صغيرة حفظت جداول الضرب والقسمة، وبعدها تعلمت استخدام المعداد فأصبحت أستطيع حساب أعداد أكبر خلال فترة زمنية أقل»، بفخر تتحدث أمل كيالي لـ»سبوتنيك» عن تجربتها مع «السوروبان»، ثم تبرز كيف تقوم بحلّ العمليات الحسابية مستخدمة طريقة الحساب الذهني «السوروبان».

و»السوروبان» هو معداد استخدمه اليابانيون منذ القدم، يتكوّن من مربع خشبي وخرز، ولا يزال يستخدم اليوم على الرغم من انتشار الآلات الحاسبة الإلكترونية، لما له من تأثير ايجابي على ذكاء وتحصيل الأطفال، حيث إن متقن الحساب بـ «السوروبان» يمكنه إنجاز عمليات حسابية كبيرة وفي ثوانٍ معدودة من جمع وطرح وضرب وقسمة، وطبعاً لا يصل إلى هذا المستوى إلا من تدرب مدة طويلة وبشكل متواصل.

غدير خزنة، مختصة الحساب الذهني التي أشرفت على تدريب الأخوة كيالي، وصفت لـ»سبوتنيك» رحلة تحقيق هذا الإنجاز بالقول «استطعنا عن طريق الإنترنت تسجيل أسماء أطفالنا المشاركين في البطولة، ودخلنا المسابقة رغم الصعوبات العديدة التي واجهتنا كصعوبة التواصل عبر الشبكة، ولكن استطاع فريقنا المكوّن من الأطفال أمل ولانا ومحمد من إثبات قدرته على كسب التحدي».

ونوهت «اجتازوا الامتحان الذي يتألف من 100 سؤال لكل مستوى خلال 5 أو 6 دقائق، وعليه حصلنا على كأس البطولة العربية».

لا تزال حلب، ورغم كل ما ألمّ بها من جراح خلال سنوات الحرب على سورية، وما تعرضت له من تدمير ممنهج وسرقة على يد المجموعات المسلحة، قادرة على خلق الإبداع والجمال من فوق الركام، لتبقى قلب سورية النابض بالإبداع الفكري والمهني والصناعي، واليوم يمثل هؤلاء الأطفال صوت حلب العالي الذي يقول لكل العالم وخاصة للدول التي حلمت بكسر واحتلال المدينة العريقة، «ها أنا من جديد وها هم أبنائي يطرقون أبواب العالميّة من جديد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى